لماذا اتهم توفيق الحكيم بعداوته للمرأة وهل كان كذلك حقا؟ - بوابة الشروق
الثلاثاء 21 مايو 2024 5:47 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لماذا اتهم توفيق الحكيم بعداوته للمرأة وهل كان كذلك حقا؟

سارة النواوي:
نشر في: الأحد 26 يوليه 2020 - 2:22 م | آخر تحديث: الأحد 26 يوليه 2020 - 2:22 م

رائد من رواد الأدب العربي، ما إن تأتي سيرة الرواية والكتابة إلا ويتبادر إلى ذهنك اسمه؛ إذ كان لأدبه عظيم الأثر على أجيال متعاقبة من الأدباء.. إنه الروائي والأديب المصري توفيق الحكيم الذي تحل اليوم ذكرى وفاته.

كثيرا ما أشيع أن توفيق الحكيم يبغض المرأة بغضا كبيرا، ويتخذ منها موقفا معاديا، حتى سمي بـ"عدو المرأة"، فما السبب وراء هذه التسمية، وهل كان كذلك حقا؟

إن المدقق في مسيرة الحكيم الحياتية جيدا، يجد أنه لم يكن عدوا للمرأة بالمعنى الحرفي، وإنما كانت هناك عوامل أخرى ربما جعلت البعض يطلق عليه هكذا؛ كان الحكيم يخاف المرأة لا يعاديها؛ وربما يرجع ذلك لنشأته في كنف أم من أصول تركية، والتركيات معروفات بالصرامة والحدة، وهو ما كان له كبير الأثر في نفسية الطفل الصغير، بل وظل ينمو معه شيئا فشيئا.

- ما بين الخوف والفرار

ولذا نجد أن المرأة المحبوبة "أمه" والخوف كانا موجودين في حياىة الأديب المصري منذ الوهلة الأولى، كما أن الحكيم مر بعدة تجارب تركت من الأثر السيء في نفسه ما لم يستطع محوه بمرور الوقت.

ومن يقرأ "راقصة المعبد" و"بجماليون" فستتكشف له نواحٍ أخرى كان يخفيها الحكيم في نفسه، أما عن راقصة المعبد فكأنها كانت بمثابة اعتراف يقدمه الأديب المصري عن موقفه من الحب والمرأة.

تحكي القصة أن الحكيم تعرف على الراقصة "ناتالي" ذات الجمال المخيف، على حد وصفه، في القطار في أثناء سفره إلى فرنسا، وقد فتن بها وأخذ يحاول التعرف عليها والتقرب منها، فبادلته إعجاب بإعجابٍ ولكنه بعد أن حجز معها في نفس الفندق، فر وتركها هاربا، إلا أنه قد ملأه الشعور بالندم والحزن وعاد إليها على الفور يبحث عنها هنا وهناك ولكن هيهات فقد وجدها وسط ثلاثة رجال غير عابئة به.

لم تكن هذه القصة هي الوحيدة في حياة الحكيم، وإنما وخلال مراهقته وكأي شاب في عمره تجسد الأمل والحياة بالنسبة له في فتاة جميلة شغفها حبا، وتعلق بها تعلقا شديدا وكأن كنوز العالم في أيديها.

غير أن القصة أيضا لم تكن محمودة العواقب؛ فقد انتهت بالفراق بينه وبين حبيبته الذي لم يكن يسطع عليه صبرا، حتى أنه من شدة تأثره انكمش في عزلته وكهفه الخاص، والذي قاده فيما بعد لتأليف مسرحية أصحاب الكهف.

ننتهي من ذلك إلى أن الخوف والرهبة هما اللذان سيطرا على الحكيم لا البغض، ولم يكن الجمال "المخيف" الذي وصف به الراقصة ناتالي على سبيل العبث، وإنما له دلالة قوية نابعة من طفولة ومراهقة شابها الخوف، كل الخوف من الاقتراب من المرأة.

- ما وراء "عدو المرأة"؟

ربما يرجع سبب تلقيب الحكيم بعدو المرأة، على حد ما رواه صلاح منتصر في كتابه "شهادة توفيق الحكيم الأخيرة"، بسبب موقف الأديب المصري المعادي لهدى شعراوي، بعدما حذرت البنات من الرضوخ لحياة الجواري وخدمة أزواجهن، لأنهن مساويات للرجل في كل شيء، كما اشتكى من أن بعض الزوجات تأثرت تأثرا شديدا بفكر هدى شعراوي، بل وكانوا يرون أن مكانة المرأة وقدرها تتتجسد في مخالفة أوامر زوجها وعدم الانصياع لرغباته أو حتى خدمته.

- المرأة في كتابات الحكيم

ولكن من المؤكد أن من اتهم توفيق الحكيم بعداوته للمرأة لم يلتفت لدور المرأة الجلي في أغلب كتاباته؛ إذ كان يحرص على إبرازها في أبهي صورها كلما استطاع إلى ذلك سبيلا، متفننا في وصف جمالها؛ فقد حظيت المرأة بحظ وافر من كتابات الأديب المصري.

وربما كان خير دليل على ذلك تأثير المرأة الواضح في كثير من أحداث رواياته ومسرحياته، مثل:إيزيس وشهرزاد والأيدي الناعمة وبيجماليون وعودة الروح والرباط المقدس وعصفور من الشرق.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك