صاحبة الأدوار المركبة.. سناء جميل التي تصيبنا دائما بالحيرة! - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 1:55 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

صاحبة الأدوار المركبة.. سناء جميل التي تصيبنا دائما بالحيرة!

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الإثنين 27 أبريل 2020 - 11:04 م | آخر تحديث: الثلاثاء 28 أبريل 2020 - 1:47 م

في 27 أبريل عام 1930 ولدت الفنانة المصرية سناء جميل، ممثلة المسرح البارعة، وصاحبة الأدوار المميزة في السينما والتليفزيون، التي عشقت الشاشة وخشبة المسرح وتمسكت بهما، وتركت عائلتها؛ مقابل أن تصل لما حققته في مسيرة فنية امتدت حتى وفاتها عام 2002.

عندما يذكر اسم سناء جميل نتذكر أدوارها في "الزوجة الثانية" و"بداية ونهاية" و"المجهول" و"الرايا البيضا"، عشرات الأدوار في السينما والدراما، وفي المقابل أدوار تعد علامات في المسرح المصري؛ فهي ممثلة استطاعت أن تقف بمفردها ساعة ونصف على الخشبة في مسرحية "الحصان"، وهذا لا يعد بالأمر الغريب فهي تلميذة زكي طليمات، تلك الفنانة التي حفلت مسيرتها الفنية، عمدًا أو عن طريق الصدفة، بالعديد من الشخصيات المركبة.

#الشروق| سناء جميل فنانة مؤثرة وعلامة من علامات السينما والمسرح.. ولكن ماذا عن صفاتها وفلسفتها في الحياة؟ تعالوا نشوف

تم النشر بواسطة ‏جريدة الشروق - Shorouk News‏ في الثلاثاء، ٢٨ أبريل ٢٠٢٠

وبالرغم من أن أول دور مركب لها، نفيسة في فيلم بداية ونهاية، ومثل له الإنطلاقة الحقيقية في السينما جاء عن طريق الصدفة، فهي أيضا تقول عن ذلك: "حبي لأداء الشخصيات المركبة لأنها النموذج الذي يبرز إمكانيات الفنان، وأنا أرفض أداء أي شخصية مسطحة بلا أبعاد".

وفي ذكرى ميلادها نستعرض بعض الأعمال التي قدمت فيها سناء جميل "الشخصية المزدوجة" التي تصيبك بالحيرة عندما تشاهدها هل تكرهها أم تحبها؟!

- نفيسة
هي شخصية من رواية "بداية ونهاية" لنجيب محفوظ، تم تقديمها في السينما عام 1960، من مخرج صلاح أبوسيف، فهي فتاة فقيرة تتوسط أخوين، يعيشون في حارة، تتعرض للاعتداء الجنسي، نتيجة لاحتياجها الشديد، ثم تدفعها الظروف لتعمل كفتاة ليل، وينتهي بها الحال بانكشاف أمرها، فتعرض على الأخ أن تتخلص من حياتها لتمحي عارها، فيوافق ويتركها تلقي بنفسها في النيل.
لتتركك أمام سؤال مع نهاية الفيلم: هل تتعاطف مع الفتاة التي قتلت نفسها بسبب الأخ لكي تحافظ على مركزه في المجتمع، أم تكرهها لامتهانها الدعارة التي وجدت فيها الوسيلة الوحيدة للعيش؟!

- حفيظة

في فيلم "الزوجة الثانية" جسدت هذه الشخصية، حفيظة زوجة العمدة الظالم، تظهر عليهم علامات البخل، ولا ينجبان، وتبدو امرأة متسلطة مثل زوجها، ولكنها تعاني من كونها لا تنجب وتلجأ للدجل والشعوذة لكي تنجح في أن تحمل طفلاً، حتى يصل بها الحال إلى أن تنام على قضبان الحديد، لكي يمر القطار بجوارها، وفي هذه اللحظة ربما تتفاعل وتتعاطف معها، وتنسى ما تفعله في خدمها، أو ما ستفعله مع الزوجة الثانية –سعاد حسني- لأجل حرمانها من الأمومة.

ليجد المشاهد نفسه أن لا سبيل لديه إلا التفاعل مع الممثل في أداءه الصادق، خاصةً وإن كان ممثل مسرحي، مثل سناء جميل، فيقول جيلين ويلسون في كتابه "سيكلوجية الأداء: "إن الأداء ليس مجرد محاكاة للسلوك اليومي، إنه عبارة عن منشط بيولوجي فعندما يؤدي الممثلون أدوارهم بكفاءة، فإنهم يقومون فعلا بإطلاق الطاقات لدى المتلقين لفنهم... يعمل الأداء على حث حركات ومشاعر أولية لدى المتلقي".

- أم ناجي

في فيلم المجهول عام 1984، قدمت شخصية امرأة مطلقة، أصيبت بصدمة بسبب طلاقها، وقررت مغادرة مصر لتعيش في كندا مع ابنتها، وتدير فندق صغير، وتتسعين بخادم أخرس –عادل أدهم- لتخدير الزبائن الرجال وإلقائهم في بحيرة قريبة.

هي امراة قاسية تقتل الناس لكي تعيش على أموالهم، هذا الشعور ربما يصيبك طول الفيلم، حتى تأتي في المشهد الأخير، الذي تجري فيه حافية على قدميها وتقع وتكمل الجري، في وسط الأشجار، لكي تمنع الخادم الأخرس الذي يحمل ابنها من إلقاءه في البحيرة، وهي من أمرت بذلك قبل أن تعلم بأنه الابن، صراخها وجريها والجروح التي تصاب بها أثناء الجري، ربما تثير عواطف المشاهد، ليصل لدرجة التعاطف معها، رغم أنها قاتلة.

- التقمص الشديد للشخصيات

من الأدوار التي أظهرت فيها سناء جميل قوة أداءها، وقدرتها على التقمص، كانت شخصية "فضة المعداوي"، أشهر تاجرة في شادر السمك بالإسكندرية، فسناء خريجة الميرتديه والتي تتحدث الفرنسية، جعلت جملتها الشهيرة في مسلسل "الرايا البيضا"، "هات التمساحة ياحمو" أحد أشهر الجمل التي تعبر عن نفوذ المال عندما يمتلكه إنسان جاهل، لا يعرف سوا لغة المال، فهي تريد شراء فيلا أثرية من أحد السفراء المتقاعدين، لكي تقوم بهدمها.

وتحكي سناء جميل أنها كانت قلقة من أداء الشخصية لابتعادها عنها تماماً، ولكن قبلتها واندمجت فيها حد التقمص، والتصرف كأنها فضة في حياتها العادية، وأنها عايشت سيدات يعملن في شادر السمك لكي تقترب من شخصياتهم.

ويقول عالم النفس جيلين ويلسون عن ذلك: "هناك غريزة إنسانية أساسية أخرى في الأداء الإنساني، وهي غريزة المحاكاة، وتعتبر مشاهدة الآخرين وهم يتصرفون من المصادر الإداركية لحب الاستطلاع والتسلية، والملاحظة هذه تؤدي إلى الاندماج ببعض الجوانب في الشخصيات، والحفاظ عليها في المخزون السلوكي"، وهذه القاعدة هي التي بنت عليها سناء جميل أساس معايشتها لتاجرات السمك.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك