أقام متحف ومركز إبداع نجيب محفوظ الكائن بتكية محمد أبوالدهب، أمس السبت، ندوة بعنوان "محمد جبريل.. صداقة بين أجيال"، في إطار برنامج العروض الفنية والأنشطة الثقافية التي ينظمها قطاع صندوق التنمية الثقافية برئاسة المعماري حمدي السطوحي، في المواقع التابعة له.
وشارك في الندوة، نخبة من المثقفين والمبدعين، الذين أجمعوا على الدور الريادي للكاتب والأديب محمد جلريل، وقدرته على التواصل مع الأجيال المختلفة، وتبني المواهب منهم في ندوته التي عقدت على مدار عقود طويلة، وكانت بمثابة "ورش" إبداعية؛ لتبادل الخبرات وأخرجت بالفعل المئات من الموهوبين، الذين أصبحوا في صدارة المشهد الإبداعي
وأشار عدد من الحضور، إلى أدواره المتعددة في احتضان المواهب سواء من خلال ندوته أو مكتبته الشخصية التي اعتبرها بعض تلاميذه بمثابة "كنز" تعرفوا من خلاله على مختلف أنواع الثقافة والمعرفة، والصفحة الأدبية التي كان يشرف عليها في جريدة "المساء"، وكانوا يعتبرونها بمثابة منارة للأدباء، وصك اعتراف لمن ينشر، بأنه أصبح أديبا معترفا به من الوسط الثقافي.
وتطرق الحضور، للمشوار الإبداعس الخاص بالكاتب محمد جبريل، الذي أسفر عن ما يقرب من 100 مؤلف، سواء في الرواية، أو المجموعة القصصية، والسيرة الذاتية، والدراسات الأدبية والنقدية، وأشاروا أيضا إلى أنه مؤمن بوحدة الفنون، وأن الفن لا يتجزأ، ومن يقرأ كتاباته يجد فيها الصورة السينمائية، والفن التشكيلي، والشعر، والموسيقى.
وطالب الحضور، بضرورة إطلاق اسمه على أحد شوارع الإسكندرية، بوصفه واحدا من أبنائها المتميزيين، وكذلك لفت نظر النقاد إلى احتياج كتاباته لبذل المزيد من الجهد النقدى، للكشف عن خباياها لاسيما دوره فى النقد وفن المقال واستخدام الشعر في رواياته والمقارنة بين استخدام التصوف عنده وعند الأديب الكبير الراحل نجيب محفوظ.
وحضرت الندوة زوجته د. زينب العسال، وأدار الحوار في الندوة الكاتب الصحفي محسن عبدالعزيز، وشارك فيها الأدباء والكتاب كل من نجلاء علام، وياسمين مجدي، وجابر بسيوني، ود. محمد الشافعي، وأشرف خليل، وأحمد الجعفري، وعائشة المراغي.
وسبق الندوة، افتتاح معرض وثائقي، تضمن مجموعة من الصور الفوتوغرافية لمحمد جبريل، وعددا من الإهداءات التي احتفظ بها طيلة عمره في مكتبته الشخصية، وكانت الإهداءات التي يكتبها أصحاب المؤلفات له، تعبر عن مشاعرهم لبعضهم البعض أو تشير إلى رؤيتهم لإبداعاتهم، من هنا يكشف هذا المعرض عن علاقة المبدع محمد جبريل بمثقفين من أجيال مختلفة، فيصفه الروائي الكبير الراحل نجيب محفوظ، بأنه "رمز" للمودة والإعجاب، وذلك بخط يده على إهدائه لـ"خمارة القط الأسود"، بينما كتب له على "شهر العسل" : "أخي محمد جبريل.. مع أطيب تحية وأجمل تقدير".
ويضم المعرض كذلك، آخر ما دونه جبريل عن نجيب محفوظ، في مقدمة كتابه الصادر عن هيئة الكتاب 2023 بعنوان "زيارة أخيرة إلى حضرة نجيب محفوظ"، إذ اختار جبريل أن يستبدل أى إهداء، بكتابة ما يشبه سيرتهما معا.
ويستمر المعرض، الذي أعده الكاتب الصحفي طارق الطاهر المشرف على متحف ومركز إبداع نجيب محفوظ، حتى السبت القادم.