قبل انطلاق القمة الكورية الأفريقية 2024.. ملامح من التعاون بين كوريا وأفريقيا - بوابة الشروق
الإثنين 17 يونيو 2024 7:09 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قبل انطلاق القمة الكورية الأفريقية 2024.. ملامح من التعاون بين كوريا وأفريقيا

الترويج للقمة الكورية الأفريقية في أحد ميادين سيول - تصوير: نسمة يوسف
الترويج للقمة الكورية الأفريقية في أحد ميادين سيول - تصوير: نسمة يوسف
نسمة يوسف:
نشر في: الإثنين 27 مايو 2024 - 2:36 م | آخر تحديث: الإثنين 27 مايو 2024 - 2:36 م

من المقرر أن تنطلق «القمة الكورية الأفريقية 2024» في سيول يومي 4 و5 يونيو المقبل، والتي تعد القمة الأولى من نوعها، وتعتبرها كوريا بمثابة "قمة تاريخية" ستساهم في رسم مسار جديد في علاقتها بالقارة الأفريقية. كما من المقرر أن تشارك مصر فيها بوفد رفيع المستوى.

وقبل انطلاق القمة، نستعرض ملامح من العلاقات والتعاون بين كوريا وأفريقيا، وفقا لحوار سابق أجرته "الشروق" من سيول مع ممثل حكومة كوريا للقمة الكورية الأفريقية 2024، وبيانات رسمية صادرة عن الحكومة الكورية، اطلعت "الشروق" على نسخة منها.

• تاريخ العلاقات الكورية الإفريقية

تعود بداية العلاقات الكورية الإفريقية إلى فترة الحرب الكورية في الخمسينيات من القرن الماضي. ووفقا لكوريا، فإنها عندما واجهت وقتا عصيبا خلال الحرب، مدت الدول الأفريقية يد العون: فقد نشرت إثيوبيا حرسها الملكي، وأرسلت جنوب أفريقيا أسرابا من القوات الجوية، وقدمت ليبيريا ومصر الدعم اللوجستي، وقد سهلت هذه الرابطة، في وقت لاحق، إقامة كوريا علاقات دبلوماسية مع 6 دول أفريقية (كوت ديفوار، والنيجر، وبنين، وتشاد، والكاميرون، وجمهورية الكونغو)، إلى جانب استقلال البلدان الأفريقية في الستينيات.

وفي الثمانينيات، تم تسليط الأضواء مرة أخرى على العلاقات الدبلوماسية بين كوريا وإفريقيا، وهو الأمر الذي حفزته استضافة دورة الألعاب الأولمبية في سيول عام 1988، وقد عزز هذه التبادلات الثقافية والسياسية المتزايدة بين كوريا وأفريقيا، مما أدى إلى التوسع التدريجي في المشاركة مع البلدان الأفريقية وتعزيز مستوى التعاون.

ومع نهاية الحرب الباردة في التسعينيات، عززت كوريا بشكل كبير مشاركتها الدبلوماسية في أفريقيا. وجدير بالذكر أن انضمام كوريا إلى الأمم المتحدة وإنشاء الوكالة الكورية للتعاون الدولي (KOICA) في عام 1991، كان بمثابة علامة فارقة حاسمة في تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين كوريا وأفريقيا عبر القارة.

وشهد العِقد الأول من القرن الحادي والعشرين ازدهار جهود التضامن والتماسك في جميع أنحاء القارة الأفريقية، وبلغت ذروتها بإطلاق الاتحاد الأفريقي في عام 2002. وحصلت كوريا على صفة مراقب في الاتحاد الأفريقي في عام 2005، الأمر الذي مهد الطريق للتعاون الجوهري مع الاتحاد الأفريقي.

وفي عام 2006، ومن خلال "المبادرة الكورية لتنمية أفريقيا"، أعلنت كوريا التزامها بتقاسم خبراتها التنموية مع أفريقيا. بالإضافة إلى ذلك، في نفس العام، تم إطلاق المؤتمر الوزاري للتعاون الاقتصادي الكوري الأفريقي (KOAFEC) والمنتدى الكوري الأفريقي (KOAF)، في أبريل ونوفمبر على التوالي، والذي كان بمثابة منصات رئيسية للتعاون مع أفريقيا.

وعلى الصعيد الوطني، وضع "منتدى العصر الجديد لأفريقيا" في كوريا في عام 2013 الأساس للدبلوماسية البرلمانية، كما مهد "مخطط التعاون الشامل مع أفريقيا" في عام 2016 الطريق لإنتاج شراكة تعاونية تعود بالنفع على كل من كوريا وأفريقيا. علاوة على ذلك، أدى إنشاء المؤسسة الكورية الإفريقية التابعة لوزارة الخارجية الكورية في عام 2018 إلى تعزيز التبادلات على المستوى الخاص. ومن خلال هذه الجهود، تعمل كوريا وإفريقيا على توسيع تعاونهما العملي في مجالات متنوعة، مثل التجارة والاستثمار والبنية التحتية والمعادن والطاقة والدفاع والحكومة الإلكترونية والمعلومات والتكنولوجيات الرقمية.

وفي 23 نوفمبر 2022، أعلنت كوريا رسميًا عن خطة استضافة القمة الكورية الإفريقية 2024، مما يدل على التزامها بتوسيع التعاون بشكل كبير مع إفريقيا. واستنادا إلى رؤية كوريا لتصبح "دولة محورية عالمية" ورؤية الاتحاد الأفريقي لأجندة 2063، ستعمل أفريقيا وكوريا على إقامة شراكة استراتيجية متبادلة المنفعة وموجهة نحو المستقبل.

• أهمية العلاقات الكورية الإفريقية

تشترك كوريا وإفريقيا في تاريخ مماثل، وتقفان كشريكين قيمين تعاونا بنقاط قوتهما المتميزة، حيث ترى كوريا أن مسار النمو الذي تتبعه يحمل جاذبية كبيرة للدول الأفريقية، في حين من المتوقع أن تعمل ديناميكية أفريقيا النابضة بالحياة كقارة مليئة بإمكانات الشباب على تنشيط النمو في كوريا.

• كوريا وأفريقيا على استعداد للنمو معا

وفقا لرؤية كوريا، فإن أفريقيا هي قارة المستقبل، حيث إن 60% من السكان تحت سن 25 عاما. وخاصة مع تدشين منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA) في عام 2019، تطورت أفريقيا بسرعة إلى سوق واحدة واسعة يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار، وناتج محلي إجمالي 3.4 تريليون دولار، مما جعل أفريقيا تبرز كقوة اقتصادية عالمية.

وتغلبت كوريا على تاريخها المؤلم من الاستعمار والحرب الكورية وحققت نموا اقتصاديا غير مسبوق، وهو ما عرف باسم "معجزة نهر الهان"، كما انتقلت كوريا من كونها دولة مستفيدة من المساعدات الدولية إلى دولة مانحة، وتساهم بنشاط في نمو المجتمع الدولي.

تعهدت كوريا بأنها سوف تعمل مع إفريقيا على بناء شراكة متبادلة المنفعة ومستدامة وطويلة الأمد، استنادا إلى نقاط القوة التكاملية بين الجانبين. كما أن المستقبل الذي ستشكله كوريا وإفريقيا معًا يتماشى مع التطلعات الدبلوماسية لكوريا لتصبح "دولة محورية عالمية" تساهم في الحرية العالمية والسلام والرخاء وأجندة الاتحاد الأفريقي 2063 لتحقيق التنمية المستدامة والتكامل في القارة الأفريقية.

ستكون القمة الكورية الإفريقية الأولى في عام 2024 بمثابة نقطة تحول مهمة للمنطقتين في تعزيز تعاونهما العملي بشكل كبير لأنها ستربط نقاط القوة في كوريا وإفريقيا. وباعتبارهما شريكين متساويين، فإن كوريا وإفريقيا ملتزمتان بخلق مستقبل معا من أجل النمو المشترك والاستدامة والتضامن.

• الوضع الحالي للتعاون الكوري الأفريقي

تعمل كوريا وإفريقيا على توسيع تعاونهما العملي في مجالات متنوعة، مثل التجارة والاستثمار والبنية التحتية والمعادن والطاقة والدفاع والحكومة الإلكترونية والمعلومات والتكنولوجيات الرقمية.

ووفقا لرابطة التجارة الدولية الكورية، زاد حجم التجارة السنوي بين كوريا وإفريقيا بمقدار 23 ضعفا من حوالي 890 مليون دولار في عام 1988 إلى حوالي 20.45 مليار دولار في عام 2022، مسجلا مستوى قياسيا.

كما ارتفع حجم الاستثمار السنوي بين كوريا وإفريقيا من حوالي 63 مليون دولار في عام 1988 إلى حوالي 700 مليون دولار في عام 2019، مسجلا رقما قياسيا. وبحلول عام 2022، بلغ إجمالي الاستثمار التراكمي السنوي 9.2 مليار دولار.

وبالنسبة لتبادل السائحين الكوريين والإفريقيين، فإنه اعتبارًا من عام 2023، زار أفريقيا حوالي 13 ألف سائح كوري، كما زار كوريا حوالي 57 ألف سائح أفريقي، وذلك وفقا للبيانات المقدمة من منظمة السياحة الكورية.

اقرأ أيضا

حوار| ممثل حكومة كوريا للقمة الكورية الأفريقية 2024: أفريقيا هي المستقبل وسنكتب معها تاريخا جديدا من التعاون



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك