الركض وركوب الدراجات والسير ورفع الحديد، جميعها أشياء تساعد على خسارة الوزن، لكنها أيضًا قد تكون سببًا في إصابات عديدة إذا ارتبطت بعادات سيئة.

وحسبما ذكرت "الوكالة الحكومية الخاصة بالألعاب الأولمبية وأولمبياد المعاقين" التابعة لوزارة الرياضة بالمملكة المتحدة، فإن من 40 إلى 50% من أمراض الرياضيين تنفسية، ومن 10 إلى 20% خاصة بالجهاز الهضمي، ومن 10 إلى 15% خاصة بالجلد، ومن 5 إلى 10% خاصة بالجهاز التناسلي، وهذا ما يجعل التمارين الرياضية تشكل خطورة على الصحة في حال ارتكاب أخطاء متكررة أو الاستمرار على عادات سيئة خلال التمارين.

وقال البروفيسور مايك جليسون، الأستاذ الفخري للكيمياء الحيوية للتمرين في جامعة لوبورو البريطانيا، إن التمارين الرياضية تعزز الدورة الدموية، حيث تدخل ملايين الخلايا البيضاء (الخلايا المناعية) إلى مجرى الدم؛ ما يزيد من نسبة مراقبة الجسم لأي كائنات ضارة تشكل تهديدًا عليه، مضيفًا أن العديد من الدراسات أكدت أن التمارين المنتظمة تقلل من خطر التهابات الجهاز التنفسي العلوي بنسبة من 30-50% إذا تمت بصورة صحيحة خالية من الأخطاء.

وأكد البروفيسور أنه على الرغم من أن التمارين هامة للجسم، إلا أنها تشكل خطرًا في بعض الأحيان، ولهذا يجب الحذر واتباع بعض النصائح، وفقًا لصحيفة "نيوزيلاند هيرالد" النيوزيلندية اليومية.

وأوضح أنه في البداية يجب الحفاظ على النظام الغذائي وخسارة الوزن بشكل تدريجي؛ لأن فقدان الدهون سريعًا يقلل من وظائف المناعة، ناصحًا باتباع تمارين قصيرة أولًا حتى الوصول إلى مستوى أعلى من التحمل لكي لا يستنزف الجسم طاقته ويصبح ضعيفًا.

وأشار إلى أنه يجب مراعاة عدة أشياء خلال التمارين وهي تجنب ملامسة أي سطح يحمل أتربة أو غير نظيف مثل مقابض الأبواب؛ لأن هذا ينقل البكتيريا والميكروبات إلى الجسم وبذلك قد يسبب التهابات.

ونصح أيضًا بعدم لمس العين أو الفم أو الأنف خلال الركض وخاصةً وقت العرق؛ لأن اليد تلقائيًا تتجه إلى الوجه لإزالة العرق وهذا خطر وسط استمرار وجود فيروس كورونا التاجي.

ومن النصائح التي تضمن سلامة الجسم خلال التمارين، تجنب مشاركة الدراجات ومضارب التنس والوجبات الخفيفة بين التمارين لأنها من وسائل نقل الجراثيم والفيروسات، مع ضرورة تنظيف أدوات الرياضة بالماء والصابون جيدًا قبل استخدامها حتى لو كان الاستخدام شخصي.

وشدد على ضرورة التأكد من نظافة حمام السباحة المنزلي خلال تلك الفترة التي يحاول البعض استعادة لياقتهم البدنية من خلال السباحة فيه، لأنه قد يكون سببًا في حدوث أمراض الجهاز الهضمي والتهابات الجلد ويتسبب في أضرار بالعين والأذن إذا كان ملوثًا .

ونصح "جليسون" أيضًا بشرب الماء خلال التمارين لزيادة نسبة اللعاب الذي يحتوي على بروتينات لها خصائص مضادة للميكروبات وتحمي الجسم عند دخول الجراثيم عن طريق الفم.

وأكد أنه يجب فعل شئ آخر للوقاية من الأمراض المختلفة خلال التمارين، وهو تناول طبق من الخضروات التي تمد الجسم بمادتي البوليفينول والفلافونويد، وهما مواد يحصل من خلالهما الجسم على مضادات للأكسدة والالتهابات؛ ما يعزز من عمل نظام المناعة، مع تناول أطعمة تحتوي على كربوهيدرات كل ساعة؛ لأن هذا يساعد في تعديل مستوى السكر في الدم ويقلل من هرمون الإجهاد الذي يقلل من كفاءة المناعة، إضافة إلى الالتزام بالحصول على طبق بروتين يومي لمساعدة الجسم على إنتاج الأجسام المضادة والحصول على قسط كافٍ من النوم؛ لأن من ينامون أقل من 7 ساعات معرضون أكثر للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي.