حكى المخرج خالد جلال رئيس قطاع المسرح والمشرف على مركز الإبداع الفني، قصته مع تجربة "قهوة سادة"، والتي عرضت عام 2008، وفي عام 2013 حدثه الدكتور صابر عرب وزير الثقافة -وقتها- أن يجري عرض مسرحية "قهوة سادة"، وبالفعل عرض بعدما انطلق أبطالها وأصبحوا نجوم في الساحة الفنية.
وتابع: "في 2018 حدثه الدكتور سامح مهران بخصوص الاحتفال باليوبيل الفضي الخاص بالمهرجان التجريبي، ورغبة المهرجان في إعادة العروض التي حصلت على جوائز منه، وإعادة "قهوة سادة" بعد 10 سنوات من عرضها، عُرضت من جديد بأبطالها على خشبة المسرح القومي، بنفس طاقتهم وروحهم، ومن تغيبوا عن العرض لم يكونوا متاحين وهم قلة، حتى أن محمد فراج وأمير صلاح الدين كانوا يصورون فيلم الممر في نفس الوقت، وحضروا البروفات والعرض، الذي رفع لافتة كامل العدد، وكان هناك أكثر من 3000 شخص آخرين لم يتمكنوا من دخول المسرح لمشاهدة العرض".
جاء ذلك في الندوة التي أقيمت بسينما مركز الإبداع الفني بأرض أوبرا القاهرة، عقب عرض تسجيل مرئي للعرض المسرحي "قهوة سادة"، إخراج خالد جلال، ضمن برنامج "أهلا بالتجريبي" الذي ينظمه المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية في الفترة من 23 إلى 26 أغسطس الجاري، قبل انطلاق فعاليات الدورة 32 لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، في الأول من سبتمبر والمستمر حتى التاسع منه.
وأدار الندوة، المخرج عادل حسان رئيس المركز القومي للمسرح، وعقب عليها الناقد المسرحي باسم صادق، بحضور أبطال "قهوة سادة"، ومنهم هشام إسماعيل، ومحمد علي رزق، وأحمد ميشو، وعمرو كمال، وعمرو رجب، ومحمد فهيم، وسمر نجيلي، وجيهان أنور، ومحمد مصطفى، وسماح سليم.
واستكمل جلال: "من يدخل مبنى مركز الإبداع لا يكبر يظل كما هو بروحه وطاقته الفنية، الحقيقة أن "قهوة سادة" هي أسطورة آخر 30 سنة أو كما أطلق عليها "أسطورة الوقت"، هناك مسرحيات في تاريخ المسرح المصري تركت أثرًا مثل "أهلا يا بكوات" و"الملك هو الملك" و"سيدتي الجميلة" و"العسل عسل والبصل بصل" و"العيال كبرت"، و"قهوة سادة"، والتي عندما دخلت المهرجان القومي حصلنا من خلالها على جائزة أفضل عرض جماعي".
وأضاف: "نحن متخصصون في هذا المهرجان بالحصول على هذه الجائزة، والتي حصلنا عليها 6 مرات، لا توجد لجنة لا تعطينا أفضل عمل جماعي؛ لأن لا توجد فرقة في مصر تلعب عمل جماعي معًا أقوى من فرقة مركز الإبداع الفني، والحقيقة أنها الجائزة المفضلة لنا، وفي العام التي دخلت فيه "قهوة سادة" المهرجان القومي، كنت أقدم في نفس العام عرض "الإسكافي ملكًا" والتي كانت مشاركة في نفس الدورة من المهرجان، وحصلت من خلالها على أفضل عرض متكامل وأفضل موسيقى وملابس واستعراضات، وكنت حزين وأنا استلم جائزة "الإسكافي ملكًا" من إنتاج المسرح القومي؛ لأن "قهوة سادة" لم تحصد هي هذه الجوائز".
وتابع خالد جلال: "وفي سبتمبر 2008 في المهرجان التجريبي، لجنة تحكيم تتكون من 11 متخصصا جميعهم أجانب ماعدا الراحل د. أحمد سخسوخ، وحصلت من خلاله على جائزة أفضل إخراج، والعرض ترشح لجائزة أفضل عرض، وحصل على جائزة أفضل عمل جماعي".
وقال: "أتذكر أن رئيس اللجنة كان من فرنسا، وقال لي إنه كان يندهش من حالة الانسحاب للخلف لشرب القهوة السادة على الأشياء التي ماتت في حياتنا، ثم العودة بقوة مضاعفة ثم الانسحاب مرة أخرى، وكيف يستطيعون أبطال العرض أن يغيرون حالة تشخيصهم، وعلى الرغم أن عناصر العرض ثابتة من ملابس وديكور، ولكن روح الممثلين وطاقتهم تعلنا نشعر أنها تتغير".
ووصف المخرج خالد جلال، أبطال "قهوة سادة" بأنهم جعلوا الأحلام ممكنة، فمن كانوا يحلمون أن يكونوا على الساحة الفنية، أصبحوا يعرفون أن هناك إمكانية للتواجد وبقوة، وأعطى مثل على ذلك أن أثناء عرض "قهوة سادة"، أحمد مكي حضر واختارهم لفيلم "طير أنت"، ومحمد فراج قدم فيلم "ألف مبروك" مع أحمد حلمي والذي كان يحبهم ومتأثرا بهم، وأفيش فيلم "ألف مبروك" هو ألوان "قهوة سادة"، الدفعة الأسطورية الذين أعطوا أمل لأجيال كثيرة".
و"قهوة سادة" من إخراج خالد جلال، وهي مشروع تخرج الدفعة الثانية من طلبة مركز الإبداع الفني، وفازت بجائزة أفضل عمل جماعي بمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي عام 2008.
وتناقش المسرحية، العديد من الأوضاع السلبية في المجتمع المصري والمشكلات الأخلاقية التي تمس حياة المواطن بحس كوميدي سياسي.
والعرض شارك في بطولته وقتها مجموعة من الشباب الذين أصبح كثير منهم لاحقًا من نجوم الفن، ومنهم: أحمد سعد، وعمرو عبد العزيز، وهشام إسماعيل، ومريم السكري، وجيهان أنور، وحمزة العيلي، ودعاء صادق، ورباب ناجي، ونشوي المهدي، وجهاد عربي، ومحمد سلام، وحسام داغر، ونورا عصمت، ومحمد فراج، وأمير صلاح، وعمرو بدير، ومحمد ثروت، وإسماعيل جمال، وآيات مجدي، وشادي عبد السلام، ومحمد مصطفى، ومحمد فاروق، ومحمد فهيم، ونورا عبد الفتاح، ومحمد رزق، وسماح سليم، وشيماء عبد القادر، وعمرو رجب، ورشا جابر، ومحمد عبد السلام، وسمر نجيلي، وهشام حسين، ومصطفى سامي.