** أحمد العبسي، رئيس قسم الأطراف الصناعية بمستشفى حمد:
- المشفى نجح منذ مارس الماضي بتركيب أطراف صناعية لـ100 مصاب في غزة
- نقدم خدمات تركيب الأطراف العلوية والسفلية بجودة عالية، بما فيها الحالات المعقدة
** مسؤول الإعلام بمركز الأطراف التابع لبلدية غزة حسني مهنا:
- قدمنا 1500 جهاز مساند لذوي البتر، وعقدنا 4 آلاف جلسة علاج طبيعي وتأهيل لهم
- لدينا قائمة انتظار طويلة من المصابين، الذين هم بحاجة لأطراف صناعة وجلسات تأهيل
** الفلسطيني محمود الشيخ:
- تركيب طرف صناعي لي في مستشفى حمد أعاد إلي جزءا مهما من حياتي
- الحياة بدون الأطراف الصناعية غاية في الصعوبة
بخطوات محفوفة بالأمل، يحاول آلاف الفلسطينيين الذين فقدوا أطرافهم خلال حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة استعادة قدرتهم على الحركة عبر أطراف صناعية تٌصنع وتركب لهم بعناية داخل مراكز تأهيل في القطاع.
وفي 8 أكتوبر 2023، بدأت إسرائيل حرب إبادة بدعم أمريكي، استمرت لعامين، وخلفت أكثر من 69 ألف شهيد فلسطيني وما يزيد عن 170 ألف جريح، بينهم أكثر من 4800 حالة بتر، يشكل الأطفال نحو 18 بالمئة منها.
ورغم وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، إلا أن آلام كثير من الجرحى لم تنته في ظل استمرار إسرائيل في منع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية ومواد صناعة الأطراف، فضلا عن منع سفر المصابين إلى الخارج لتلقي العلاج.
** أمل مُتجدد
داخل إحدى قاعات التدريب، يتكئ الفلسطيني محمود الشيخ (51 عاما) على قضيبين حديدين محاولا المشي فوق أرض متعرجة بطرف صناعي يسعى للاعتياد عليه، بعد أن فقد ساقه اليسرى في الشهر الثاني من حرب الإبادة.
وقال الشيخ، وهو من سكان شمال القطاع، للأناضول إن تركيب طرف صناعي له في مستشفى "الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني"، أعاد إليه "جزءا مهما" من حياته، بعدما أصيب ببتر ساقه اليسرى -فوق الركبة- في نوفمبر 2023، جراء هجوم إسرائيلي.
وأوضح، أنه خضع عقب الإصابة لعلاج مكثف لمدة عام ونصف في المستشفى الأوروبي بمدينة خان يونس جنوبي القطاع، بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قبل تحويله إلى مستشفى حمد لتركيب طرف صناعي.
وأضاف: "الطرف الصناعي يمنح المريض فرصة لاستعادة نصف حياته على الأقل"، موضحا أن "الحياة بدونه غاية في الصعوبة".
** 100 طرف صناعي منذ مارس
بدوره، قال أحمد العبسي رئيس قسم الأطراف الصناعية في مستشفى حمد، إن المستشفى استأنف منذ مارس الماضي تقديم خدماته لفئات واسعة من ذوي البتر، مستفيدا من فترة وقف إطلاق النار الثاني التي بدأت في يناير 2025 وانتهت بـ18 مارس من ذات العام.
وأوضح العبسي للأناضول، أن المستشفى تعطل بشكل كبير خلال أشهر الإبادة، بعد تعرض مقره الرئيسي شمال قطاع غزة لاستهدافات إسرائيلية متكررة، إضافة لعمليات تجريف.
فيما اكتفى المستشفى في الكثير من الأحيان بتقديم خدمات الطوارئ للمصابين، واستحدث نقطة إسعافات أولية لهذا الغرض، وفق ذات المصدر.
وبين العبسي أن المستشفى يقدم خدمات تركيب الأطراف العلوية والسفلية "بجودة عالية لمختلف درجات البتر، بما فيها الحالات المعقدة"، إلى جانب برامج التأهيل قبل التركيب وبعده.
وأشار إلى أن المستشفى نجح منذ مارس الماضي في تركيب نحو 100 طرف صناعي، ساعدت المصابين على الاندماج مجددا في حياتهم اليومية.
ويعد "مستشفى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني" الذي افتتحته قطر عام 2019، ضمن منحة مالية بقيمة 407 ملايين دولار، أكبر مركز متخصص بالتأهيل والأطراف الصناعية في القطاع.
وأشرفت على المستشفى اللجنة القطرية لإعادة إعمار قطاع غزة (تابعة لوزارة الخارجية).
** ادعاءات إسرائيلية
وفي 5 نوفمبر 2023، ادعى متحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري، وجود نفق لحركة حماس في حديقة مستشفى الشيخ حمد، ونشر المتحدث أفيخاي أدرعي مقطعا مصورا على حسابه على منصة شركة "إكس" الأمريكية، يكرر فيه الاتهام.
لكن قطر سارعت في اليوم التالي لنفي هذه الادعاءات، مؤكدة على لسان رئيس لجنتها لإعمار غزة محمد العمادي أنها "ادعاءات دون دلائل ملموسة أو تحقيق مستقل".
واعتبر العمادي في بيان نشرته وكالة الأنباء القطرية "قنا" آنذاك، تلك الاتهامات "محاولة مفضوحة لتبرير استهداف الاحتلال للأعيان المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس وتجمعات السكان وملاجئ إيواء النازحين".
**جهود متواصلة
هذا المركز هو الثاني في قطاع غزة الذي يعمل في مجال تركيب الأطراف الصناعية، وتأهيل ذوي البتر بعد مركز الأطراف التابع لبلدية غزة والذي تعرض أيضا لأضرار خلال أشهر الإبادة.
وتعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي على مدار عامي الإبادة، استهداف القطاع الصحي بمقراته ومرافقه الصحية ومخازنه، بما في ذلك مقرات الأطراف الصناعية.
ونظرا لقلة الإمكانيات والحصار المشدد المفروض على القطاع، ساهم المركز في تركيب 250 طرف لذوي البتر منذ أكتوبر 2023، وفق مسؤول الإعلام والعلاقات العامة بمركز الأطراف الصناعية التابع لبلدية غزة، حسني مهنا.
وأشار مهنا في حديث مع الأناضول، إلى أن المركز لم يوقف تقديم خدماته خلال أشهر الحرب، "إذ قدم أيضا نحو 1500 جهاز مساند لذوي البتر، فيما عقد 4 آلاف جلسة علاج طبيعي وتأهيل لذوي البتر ومرضى الشلل الدماغي".
ولدى المركز "قائمة انتظار طويلة" من المصابين، الذين هم بحاجة لأطراف صناعة وجلسات تأهيل، وفق مهنا، الذي أشار إلى أن إسرائيل ترفض إدخال المواد اللازمة لصناعة هذه الأطراف ما يفاقم من معاناة المبتورين.
ووفق معطيات حكومية وصحية، فإن إسرائيل تواصل ارتكاب خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار، بأشكال مختلفة من قصف وإطلاق نيران وإغلاق المعابر ومنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية.