أكدت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان كريستينا لاسن أن الغياب المستمر للحكومة في لبنان بدأ يؤثر سلبا على الوضع الاقتصادي للبلاد وعلى حياة الكثير من اللبنانيين ، معربة عن أملها في نجاح الجهود التي يبذلها رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري للانتهاء من التأليف الحكومي.
جاء ذلك خلال اللقاء الذي عقدته سفيرة الاتحاد الأوروبي مع الحريري مساء اليوم بمقر إقامة الحريري في "بيت الوسط" ، حيث تناول اللقاء مناقشة آخر تطورات الجهود التي يبذلها رئيس الوزراء المكلف في مشاوراته لتشكيل حكومة جديدة للبنان.
وتطرقت المناقشات إلى الأوضاع الاقتصادية الراهنة في لبنان وجهود متابعة مؤتمر (سيدر) لدعم الاقتصاد اللبناني، حيث شددت السفيرة لاسن على ضرورة تحقيق تقدم في الإصلاحات التي اقترحتها الحكومة اللبنانية في شهر أبريل الماضي، وقالت "إن الاتحاد الأوروبي مستعد لدعم لبنان في تنفيذ هذه الإصلاحات".
وكُلف رئيس الوزراء سعد الحريري في 24 مايو من العام الماضي بإعادة تشكيل حكومة جديدة في أعقاب إجراء الانتخابات النيابية، غير أن الخلافات بين الفرقاء السياسيين حول الحصص الوزارية وحجم ونوعية الحقائب تعرقل الانتهاء من التأليف الحكومي، حيث تتبقى أزمة التمثيل الوزاري للنواب الستة السُنّة من فريق 8 آذار السياسي (حلفاء حزب الله) ، فضلا عن رغبة بعض القوى السياسية الفاعلة ، خلال الفترة الأخيرة ، في إجراء عملية تبادل للحقائب الوزارية التي تتضمنها الحصص الوزارية لكل منها.
ويشهد لبنان أزمة اقتصادية شديدة، حيث يعاني من تباطؤ حاد في معدلات النمو، كما تبلغ نسبة الدين العام اللبناني إلى الناتج المحلي الإجمالي نحو 150 %.
ويعول الاقتصاديون على سرعة تشكيل الحكومة الجديدة للبدء في إجراء حزمة من الإصلاحات الحاسمة في الاقتصاد والهيكل المالي والإداري للدولة، حتى يتسنى للبنان الحصول على المقررات المالية التي تعهدت بها مجموعة الدول المانحة خلال مؤتمر سيدر.
وأسفر مؤتمر سيدر ، الذي عُقد في العاصمة الفرنسية باريس في شهر أبريل من العام الماضي ، عن منح وقروض ميسرة بقيمة 12 مليار دولار تقريبا لصالح لبنان لدعم اقتصاده والبنى التحتية به، شريطة إجراء إصلاحات اقتصادية وهيكلية.