مطالب بسرعة تنفيذ آليات المبادرة للمواطنين
حسين مصطفى: المرحلة الأولى توفر 15 ألف فرصة عمل.. والمبادرة تخلق حالة من التوازن بين المستورد والمجمع محليا
السبع: الهدف من المبادرة انتشال السيارات القديمة وليس العميل
أبو المجد: التحايل بتسجيل البيع بتاريخ قديم لن يُعترف به
يقبل عدد كثير من المواطنين في الفترة الحالية، على شراء السيارات القديمة ذات الثمن المنخفض، بهدف الاستفادة من المبادرة الجديدة لإحلال السيارات القديمة للعمل بالوقود المزدوج (بنزين وغاز)، فيما يحذر عدد من العاملين في سوق السيارات المواطنين من الشراء بهدف المشاركة في المبادرة.
من جانب آخر تحدث عدد من تجار السيارات لـ«الشروق»، عن تأثير المبادرة على سوق السيارات المستعمل، وما العائد الاقتصادي من المبادرة على القطاع ككل.
وأطلقت الحكومة مبادرة تحويل وإحلال المركبات، للعمل بالطاقة النظيفة، مطلع الشهر الجاري، والتي تهدف إلى إحلال وتحويل السيارات القديمة التي مر على تصنيعها 20 عاما.
وأعلن البنك المركزى خلال نفس الفترة، عن إتاحة مبلغ 15 مليار جنيه عن طريق البنوك بسعر عائد 3% (مقطوعة)، يُستخدم فى منح قروض للأفراد الراغبين فى إحلال مركباتهم سواء الملاكى، أو الأجرة، أو الميكروباص لتعمل بالوقود المزدوج، وعلى فترات سداد تتراوح بين 7 و10 سنوات.
وقال نبيل أبو السعود، أحد المواطنين الذين قاموا بشراء سيارة قديمة «فيات 28»، إنه يسعى للحصول على سيارة جديدة من خلال مبادرة الإحلال بفائدة منخفضة وهو ما دفعه إلى شراء سيارة قديمة.
وأوضح أنه قام بالشراء منذ أسبوع وقام بالتقدم بالمبادرة وفي انتظار الموافقة على الطلب.
المرحلة الأولى توفر 15 ألف فرصة عمل
وقال اللواء حسين مصطفى، خبير صناعة السيارات، المدير التنفيذى السابق لرابطة مصنعى السيارات، رئيس الهيئة العربية للتصنيع الأسبق، إن مبادرة إحلال السيارات للعمل بالوقود المزدوج (غاز وبنزين)، ستوفر فرص عمل كبيرة داخل السوق تقدر بنحو 15 ألف فرص عمل، مشيرا إلى أن القطاع يعمل فيه ما يقرب من 100 ألف عامل سواء في مصانع التجميع المحلي أو المصانع المغذية، فضلا عن العاملين بمراكز الخدمة والورش والمعارض ومحال قطع غيار السيارات.
وبحسب مصطفى، فإن قطاع السيارات يوجد به نحو 18 مصنعا لتجميع السيارات المحلية، و300 مصنع للصناعات المغذية للقطاع من ضمنها 70 مصنعا كبيرا، متوقعا أن تشهد السوق ضخ استثمارات جديدة محلية وخارجية لمصانع التجميع المحلي، مؤكدا دخول مصانع جديدة لتصنيع السيارات للعمل بالغاز، إلى جانب ترقب السوق لإعادة افتتاح مصنع النصر لتصنيع السيارات الكهربائية.
والمبادرة تخلق حالة من التوازن بين المستورد والمجمع محليا
وتابع أن المبادرة الجديدة التي تعتمد على التصنيع المحلي، ستخلق حالة من التوازن بين السيارات المستوردة والمجمعة محليا، خاصة أن المستورد يستحوذ على النصيب الأكبر من المبيعات، لذلك فإن إضافة 70 ألف مركبة مصنعة محليا يخلق حالة من التوازن بينهما.
واكد أن المبادرة تساهم فى استغلال الطاقات الإنتاجية الفائضة بالمصانع، وتنشيط سوق الخامات المحلية المستخدمة في صناعة السيارات كقطع الغيار والزيوت وغيرها، إضافة إلى تشغيل الصناعات المغذية بطاقة أكبر.
وعن تأثير المبادرة على سوق السيارات المستعملة، يرى مصطفى أن المباردة ستزيد أسعار المستعمل مستقبلا بشكل طفيف نتيجة لتراجع المعروض منها بالسوق، خاصة مع تسليم نحو 70 ألف سيارة مستعملة إلى التخريد، وارتفاع الطلب من قبل المواطنين الذين ليس لديهم قدرة على شراء الجديد.
وحتى منتصف يناير، بلغ عدد المواطنين الذين سجلوا بمبادرة إحلال السيارات 83 ألف مشترك، فيما بلغت عدد الطلبات الفعلية نحو 30 ألف طلب، في محافظات المرحلة الأولى السبع، بحسب بيانات مجلس الوزراء.
وقال علاء السبع، عضو شعبة السيارات باتحاد الغرف التجارية، ورئيس مجموعة السبع للسيارات، إن الفترة الحالية شهدت ارتفاعًا فى أسعار السيارات المستعملة التى مر على إنتاجها 20 عامًا، مع اتجاه العملاء لشرائها بغرض الاستفادة من مبادرة الإحلال، مشيرا إلى أن المبادرة لن يستفيد منها إلا من قام بالشراء قبل تاريخ 4 يناير.
المبادرة تهدف إلى انتشال السيارات القديمة وليس العميل
ويرى علاء السبع أن الهدف من المبادرة انتشال السيارات القديمة وليس العميل المشتري.
مطالب بسرعة تنفيذ آليات المبادرة للمواطنين
وطالب السبع بسرعة تنفيذ آليات المبادرة، فضلا عن تحديد أسعار السيارات داخل المبادرة لكي يستطيع المواطن معرفة إمكانياته المادية ونوع السيارة الجديدة التي يستهدف شراءها.
وتشمل شروط الاستفادة من مبادرة الإحلال، ألا يقل سن المتقدم عن 21 سنة ولا يزيد عن 55 سنة، وأن يتعهد بالالتزام بأداء المبلغ المستحق على السيارة وفقا لشروط السداد وإثبات القدرة المالية للسداد (بيان بإجمالي الدخل الشهري أو سندات ملكية أو وديعة)، ويكون المتقدم حاصلا على رخصة قيادة سارية.
مبادرة الإحلال لا تقتصر على فئة وظيفية معينة، فأي مواطن مستوفي الشروط يتقدم للمبادرة سيحصل على سيارة جديدة، لكن يجب أن تكون رخصة السيارة سارية وباسم مقدم طلب الإحلال، ولا يتم التقديم بعقود مسجلة أو توكيلات.
ولا يمكن الاستفادة من المبادرة أيضا، إلا إذا كنت مالك السيارة قبل موعد إطلاق مبادرة الإحلال، أي أن كل السيارات التي تم شراؤها حتى 3 يناير الماضي تستفيد من المبادرة أما السيارات التي تم شراؤها بعد إطلاق المبادرة في 4 يناير لا تستفيد من المبادرة.
التحايل بتسجيل البيع بتاريخ قديم لن يعترف به
من جهته قال المستشار أسامة أبو المجد، رئيس رابطة تجار السيارات، إن قرار رئيس الوزراء يلزم المواطنين الذين يريدون الاستفادرة من مبادرة احلال السيارت بأن يكون تاريخ الشراء قبل 4 يناير، بالإضافة إلى مرور عام على ملكية السيارة للشخص المستفيد.
وأكد رئيس الرابطة أن أى مستهلك يقوم بشراء سيارة قديمة فى الوقت الحالى ويتم تسجيلها بتاريخ سابق لن يكون معترف به، مشيرا إلى أن التسجيل لا بد أن يكون موثقا فى الشهر العقارى.
وتابع أن المبادرة ستساهم في انتعاش حركة مبيعات السيارات الجديدة، إلى جانب أنها ستسبب حالة ركود في المستعمل حتى موديلات 2010.
"فيما يتعلق بالمواطنين الذين يمتلكون توكيل قديم مر عليه عام من تاريخ إطلاق المبادرة سيستطيع الاستفادة من المبادرة بشرط أن تكون الرخصة سارية، أما من يمتلكون توكيل لم يمر عليه عام من تاريخ اطلاق المبادرة لن يستطيع الدخول للاستفادة من المبادرة"، بحسب أبو المجد.
وتستهدف المرحلة الأولى من المبادرة، إحلال وتحويل 250 ألف سيارة، منها 70 ألف سيارة خلال السنة الأولى، و90 ألف سيارة خلال السنة الثانية، و90 ألف سيارة خلال السنة الثالثة، ويوفر استخدام السيارات بالغاز نحو 50% من تكلفة الوقود.
وأطلقت الحكومة المرحلة الأولى، من المبادرة لتشمل محافظات (القاهرة والجيزة والقليوبية والاسكندرية والسويس وبورسعيد والبحر الأحمر).
ويبدأ العمل بالمبادرة للسيارارت الملاكي والأجرة من شهر يناير الحالي، على أن يبدأ من مايو العمل للميكروباص، وشهر يوليو السيارات الكينج لونج.
وأكد خالد سعد، الأمين العام لرابطة مصنعى السيارات، ومدير عام شركة «بريليانس البافارية»، أهمية شروط المبادرة التي تتمثل في أن يكون مر على صناعة السيارة 20 عاما، إلى جانب أن يكون المستفيد من المبادرة مالكها قبل موعد إطلاقها، موضحا أن هناك تخبطا في سوق سيارات المستعمل على اعتقاد البعض أنهم سيتسفيدوا من المبادرة وهو ما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل نسبي.
وتتمثل آلية التسجيل بالدخول على الموقع الإلكتروني للمبادرة وتدشين حساب وإدخال بعض البيانات كاسم الشخص رباعي ورقم الهاتف والبريد الإلكتروني، والرقم القومي ورقم الهاتف الأرضي والسن والمحافظة والصورة الشخصية، ليمكنك تسجيل الدخول بعد ذلك في أي وقت من خلال الرقم القومي وكلمة المرور الخاصة بك.
بعد تسجيل الدخول وللبدء في تقديم طلب إحلال سيارتك، يتطلب منك بعض المعلومات التي تخص المستفيد من المبادرة وسيارته، مثل تسجيل رقم السيارة والماتور والرخصة ونوع السيارة ملاكي أم أجرة أم ميكروباص، وعنوان المنزل وتاريخ إنتاج السيارة والموديل الخاص بها. علاوة على صورة من البطاقة ووصل كهرباء وصورة من رخصة القيادة ورخصة السيارة، ثم في النهاية يتم عرض أنواع السيارات المشاركة بالمبادرة حتى الآن وهي (نيسان صني ونيسان سنترا، وهيونداي اكسنت آر بي وهيونداي النترا اتش بي، ولادا جرانتا، وشيفورلية اوبترا، وبي واي دي إف 3).
وبعد تقديم الطلب على الموقع الإلكتروني الخاص بالمبادرة، ستقوم وزارة الصناعة بمراجعة هذه الطلبات بالتعاون مع الجهات المعنية، كإدارة المرور، للتأكد من الرخصة والسيارة، وبعد استيفاء كل الشروط سيتم التواصل مع مقدم الطلب من أجل التوجه لأحد البنوك لبدء برنامج التمويل وتسليم السيارة القديمة للتخريد.
ويمكن للجميع حتى مخالفي بعض الشروط التقديم على الموقع الإلكتروني، حسبما أعلنت نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة، مؤكدة أن الوزارة ستنظر بعين الاعتبار لكل الطلبات المقدمة، حيث اشتكى بعض كبار السن ممن يتعدون عمر الـ55 عاما، من شروط المبادرة التي تشمل عدم إمكانية المشاركة فيها لمن يتعدى الـ55 عاما.
وبعد ذلك يتم التواصل مع المتقدمين بطلبات الإحلال من خلال بياناتهم المقدمة في الطلب، بعد انتهاء فترة تقديم الطلبات وفحص الطلبات وتحديد موقفها.
وبعد أن يتم الموافقة على الطلب سيقوم المواطن بتجهيز عدة مستندات للتوجه بها إلى البنك، وهي صورة لبطاقة الرقم القومي للمستفيد والضامن، وتقديم مستند محل الإقامة سواء تمليك أو إيجار، وإيصال كهرباء أو مياه حديث لم يمر عليه 3 أشهر، إلى جانب طابع من التأمينات الاجتماعية موضح بها أن المستفيد مؤمن عليه كسائق أو صاحب عمل (سيارة).
وتتضمن الإجراءات تقديم صحيفة حالة جنائية لم يمر عليها أكثر من شهر، وتقديم شهادة من مصلحة الضرائب التابع لها المستفيد بأنه ليس له أي ملف ضريبي، أو مستحقات ضريبية واجبة الأداء، بالإضافة إلى رخصة سارية للسيارة القديمة المطلوب إحلالها.
وبعد الموافقة على الطلب المقدم من قبل صاحب السيارة القديمة، سيتم التواصل معه من أجل التوجه لأحد البنوك، لبدء برنامج التمويل وتسليم السيارة القديمة التخريد.
ومن المقرر توفير ورشة تخريد في كل محافظات داخل المبادرة، والمحافظات التي تشهد إقبالا كبيرا، سيكون بها أكثر من ورشة منعا لحدوث تزاحم وتسهيلا على المواطنين.
ويتردد الكثير من الأسئلة عن احتساب قيمة تخريد السيارة القديمة على أساس حالتها، ولكن التخريد ليس له أي علاقة بحالة السيارة، فقيمة التخريد ثابتة لكل السيارات الملاكي والأجرة بـ12 ألف جنيه والميكروباص بـ20 ألف جنيه.
قيمة تخريد السيارة تم تحديدها بالتنسيق مع وزارة المالية، في حين تتغير قيمة الحافز الأخضر الممنوح، بناءً على سعر السيارة الجديدة التي سيتم شراؤها، حيث ستشكل قيمة التخريد وقيمة الحافز الأخضر معاً- وستكون بحد أقصى 50 ألف جنيه- مقدم الشراء الذي سيُخصم من إجمالي سعر السيارة الجديدة.
ويحصل الفرد على حافز الـ50 ألف جنيه إذا قام بشراء أعلى سيارة من حيث السعر.
وتُقدر الإحصائيات، عدد السيارات العاملة التي مر على إنتاجها 20 عاماً بقرابة مليون سيارة، ونحو 270 ألف ميكروباص، بينما تم حصر مليون سيارة ملاكي للدخول في عملية الإحلال.
في سياق متصل قالت نيفين جامع وزيرة الصناعة في تصريحات سابقة، إنها تتوقع أن تكون أقصي مدي للمواطنين الذين قاموا بتسجيل طلبات الإحلال لسيارتهم القديمة، لاستلام مركباتهم الجديدة التي تعمل بالغاز الطبيعي، شهرا واحدا من تاريخ الموافقة علي طلبتهم التي تقدموا بها عبر الموقع الإلكتروني.
ولا يمكن أن يستفيد الفرد بأكثر من سيارة في مبادرة إحلال وتحويل السيارات للعمل بالغاز، ولكن يمكن لكافة أفراد الأسرة أن يستفيدوا من المبادرة.
والمبادرة القومية لإحلال وتحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعى، سيكون لها آثار اقتصادية غير مسبوقة سواء على سائقي السيارات من حيث توفير تكلفة تشغيل السيارة أو على تعميق التصنيع المحلي، ولذلك سيتم تجميع المواتير محليا وتحويلها للعمل بالغاز.
فيما ستشارك جميع البنوك المصرية في القطاع المصرفي المصري، في المبادرة، ويبلغ فرق سعر العائد الذي تتكلفه البنوك 794 مليون جنيه في السنة، بهدف تخفيف الأعباء عن المشترين، بحسب طارق عامر، محافظ البنك المركزي.
جولة لـ«الشروق» تظهر ارتفاع أسعار السيارات القديمة بين 5 و7 آلاف جنيه
كشفت جولة قامت بها «الشروق» في سوق السيارات المستعملة، عن ارتفاع أسعار السيارات القديمة، بين 5 و7 آلاف جنيه للسياراة الواحدة، وذلك بالنسبة لموديلات (السيات والشاهين، وغيرهما من السيارات القديمة التي مر على تصنيعها 20 عاما).
«إم جي 5» و«تيجو7» و«كيا سيراتو» على رأس رغبات جمهور المبادرة
وتستعرض «الشروق» نتائج استطلاع رأي الجمهور على جروبات وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي، حول أنواع السيارات التي يفضلون وجودها داخل مبادرة إحلال السيارات القديمة، ومن أبرز ما أظهرته النتائج واحتلت المرتبة الأولى فى استطلاع آراء الجمهور هي سيارة ام جي 5، واحتلت تيجو7 المرتبة الثانية، وكيا سيراتو بالمرتبة الثالثة، ثم بيجو، ولوجان، وفيات، ورينو وفان، وهذه سيارات بعضها يجمع محليا والآخر مستورد من الخارج.
وأسعار هذه السيارات تتراوح بين 150 و300 ألف جنيه، وهى نفس الأسعار المقترح وجودها في المبادرة.
وحتى الآن شارك في المبادرة نحو 7 موديلات، هي (نيسان صني ونيسان سنترا، وهيونداي اكسنت آر بي، وهيونداي النترا إتش بي، ولادا جرانتا، وشيفورليه أوبترا، وبي واي دي إف3)، فيما قد تشارك شركات أخرى في المبادرة خلال الفترة المقبلة.
وترتكز المبادرة على محورين رئيسيين أولهما الاعتماد على الشركات المنتجة محليا والسيارات التي تعمل بالوقود المزدوج (بنزين وغاز)، والمحور الثانى يتضمن التباحث مع الشركات العالمية في توطين الصناعة ونقل التكنولوجيا والاعتماد على السيارات المصنعة للعمل بالغاز الطبيعي فيما بعد.
