من الكوليرا إلى كورونا.. أوبئة فتّاكة ظهرت فى روايات عالمية على مدار التاريخ - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 1:53 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

من الكوليرا إلى كورونا.. أوبئة فتّاكة ظهرت فى روايات عالمية على مدار التاريخ

سارة النواوى
نشر في: السبت 28 مارس 2020 - 11:27 ص | آخر تحديث: السبت 28 مارس 2020 - 11:45 ص


ــ أشهرها الحرافيش والعمى والحب فى زمن الكواليرا والطاعون

يمثل أدب الأوبئة انعكاسا للكثير من الأزمات الصحية التى يمر بها العالم منذ القدم؛ حيث كانت تلك الأوبئة هى المحرك لأقلام الكثيرين من الأدباء والروائيين بشكل خاص، وتطرقت الكثير من الروايات إلى الحديث عن تلك الأمراض التى أحدثت هزات عنيفة فى العالم بأسره، مخلفة وراءها الكثير من المآسى التى لا تزال عالقة برقعة الذاكرة العالمية.
وليس فيروس كورونا المستجد إلا أحد تلك الأوبئة التى مثلت محطات قاتمة فى تاريخ البشرية، مستوقفة العديد من الكتاب والمؤرخين عندها، بعدما أبادت أعداد هائلة من النفوس البشرية فى كل بقعة من بقاع الأرض، وقد حفل تاريخ الأدب العالمى بالعديد من تلك النماذج التى سنقف عندها فى الأسطر المقبلة.

• «الحرافيش»

أصدرها الروائى نجيب محفوظ عام 1977، متحدثا فيها عن الوباء الذى حل بأهل القرية جميعا، ولم يترك غفيرا أو وزيرا إلا وألم به؛ حتى باتت البلدة خاوية بعدما استفحل المرض وقضى على كل ما فيها، يحكى محفوظ أن هذا الوباء جاء لتدب حياة جديدة فى القرافة؛ إذ يسير فيها النعش وراء النعش كالطوابير التى لا تنتهى، ولم يكن بيت ليخلو من النواح معلنا عن حالة وفاة جديدة.

ولكن نجيب أراد لبطل الرواية، الصادرة عن دار الشروق، الذى يدعى عاشور الناجى، أن ينجو من المرض؛ حيث فر بأسرته إلى الخلاء، ليعود بعد زمن ويجد البيوت جميعها خالية فيختار ما شاء منها، ويصير سيد البلدة، التى لم يكن فيها أحد يعرف تاريخه، بعدما جاء أناس جدد.

• رواية «الطاعون»

هى الرواية الصادرة عام 1947 للكاتب الفرنسى، ألبير كامو، وتدور أحداثها حول مرض الطاعون الذى انتشر فى فترة الأربعينيات بمدينة وهران الجزائرية أثناء استعمار الفرنسين لها؛ إذ تحكى عن ذلك الوباء المعدى «الطاعون» الذى جعل المدينة تعيش بمعزل عن باقى المدن.

بعدما ضرب الطاعون المدينة بأكملها، يكتشف الطبيب برنارد ريو، بطل الرواية، أن حارس العمارة خاصته يصاب بالمرض، ثم يفاجأ بزيارة شخص له يسمى جوزيف غران ليخبره أن الجرذان تنفق فى الشوارع بأعداد كبيرة.

وإذا بالسلطات تفرض عزلا للمدينة لمنع تفشى الوباء، وبالرغم من ذلك يسود المرض أرجاء المدينة قالبا حالها رأسا على عقب، وبعدما خلف حالة من الهلع والخراب وأحدث خسائر كبيرة، إذا بهم يتوصلون إلى لقاح للشفاء.

بالرغم من أن الرواية تبدو ذات طابع اجتماعى غير أن «كامو« أرادها أن تنطوى على نواح سياسية، إذ يقول عنها: «شئت أن تُقرأ على مستويات عدة، تحوى مضمونا واضحا هو معركة المقاومة الأوروبية ضد النازية».

• «الحب فى زمن الكوليرا»

هى الرواية التى ألفها الكاتب الشهير، جابرييل ماركيز، عام 1985، تجسد قصة الحب التى نشأت بين فلورينتيو وفرمينا، التى بدأت منذ سن المراهقة واستمرت حتى بلوغهما عمر السبعين؛ إذ يقرر فلورينيتيو أن يقضى حياته مع معشوقته فرمينا بعدما شاء القدر أن يجمع بينهما ثانية بعد وفاة زوجها.

اللافت للنظر أن وباء الكوليرا فى الرواية لم يكن حقيقةً، وإنما اختلقه بطل الرواية أثناء رحلته مع حبيبته فرمينا على متن السفينة، بعدما أعلن انتشار وباء الكوليرا بها، ليفر الجميع خوفا من الوباء، ويظل هو وحبيبته وحدهما، رافعين إشارة صفراء لتدل على وجود استمرار الوباء، ثم يخبرها بأنها خدعة ليكملا حياتهما معا فى رحلة نهرية لا تنقطع.

• «العمى»

من أشد الأوبئة غرابة الوباء الذى حضر فى رواية العمى التى أصدرها الكاتب جوزيه ساراماغو؛ إذ يجسد فيها ذلك الوباء الفتاك «العمى» الذى لم يترك أحدا إلا وأصابه.

تدور أحداث الرواية حول شخص أصابه العمى، ليذهب إلى الطبيب الذى ما يلبث أن تنتقل إليه العدوى هو الآخر، ويتسلل الوباء من شخص لآخر حتى يصيب القرية جميعها.

وبمجرد أن تفرض السلطات الحجر الصحى، تعم الفوضى والجرائم من قتل وسرقة وتنهار المنظومة الأخلاقية، فيسعى ذلك الطبيب الذى جاهدا للتشبث بمبادئه وسط الوباء والخراب الذى حل بأهل قريته.

• «الموت فى البندقية»

يحضر وباء الكوليرا أيضا فى رواية الموت فى البندقية التى ألفها الكاتب الألمالنى توماس مان عام 1922، لتتحول فيما بعد إلى عمل سينيمائى، يجسد بطل الرواية الذى يدعى غوستاف فون، وهو كاتب ألمانى، تأخذه قدماه إلى رحلة لمدينة تدعى البندقية، والتى على الرغم من عدم ارتياح فون لها يوما، إلا أنه قد شغفها حبا بعدما وجد بها فتى شديد الجمال.

ويظل الكاتب يتتبع ذاك الفتى ويطارده فى كل أنحاء المدينة، حتى بعدما يحل وباء الكوليرا بها، فيصاب فون بحرارة عالية ويصاب بحالة من الاكتئاب جراء المرض الذى لحق به، لتنتهى الرواية بمشهد موته على الشاطئ محدقا بعينين ذابلتين إلى ذلك الفتى الذى فتن به.

 

• «الموقف»

يتحدث الكاتب الأمريكى ستيفن كينج فى روايته الموقف عن تفشى نوع خطير من الأوبئة يشبه الإنفلونزا، التى ستقضى على البشر جميعا؛ إذ تحكى الرواية عن كيفية انتهاء العالم، بعدما يقضى ذلك الوباء الفتاك على العالم بأسره، فيما عدا عدد من أولئك الذين يستطيعون البقاء بفضل امتلاكهم قدرات خاصة لمقاومة الطبيعة، ليعمرون الأرض فيما بعد مجسدين الصراع بين الخير والشر.

• «عام العجائب»

خرقة قماشية تأتى من لندن إلى قرية نائية معزولة، حاملة معها وباء الطاعون الذى يفتك بأهل القرية، هكذا تحكى رواية عام العجائب، التى ألفتها جيرالدين بركس.

تتحدث الرواية عن البطلة الصبورة «آنا» التى تبذل كل ما تستطيعه من جهد لتواجه مرض الطاعون مع أهل قريتها، ولكن سرعان ما تظهر أنواع أخرى من الأوبئة فى ذات العام الذى أسمته «عام العجائب»، ولكن آنا تواصل صمودها أملا منها فى الحياة.

• «عيون الظلام».. كورونا منذ 1981

رواية أصدرها الكاتب الأمريكى دين كونتز منذ عام 1981، واللافت للنظر أنه توقع تفشى فيروس يشبه فيروس كورونا الحالى تماما ويقع فى مدينة ووهان الصينينة أيضا، حيث أسماه «ووهان 400».
أطلق الكاتب على ذلك المرض «السلاح المثالي»، إذ بالرغم من أنه لا يبقى خارج الجسم لأكثر من دقيقتين إلا أنه يمكنه أن يفتك بعدد هائل ممن حوله، بل ويمكنه أن يتسلل من دولة إلى أخرى، ولذلك تدور أحداث الرواية حول مغامرة لاكتشاف أسرار ذلك الفيروس.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك