• 30 رجل أمن اقتحموا النقابة واستحوذوا على هواتفنا واصطحبونا إلى قسم قصر النيل
• تم حبسنا فى زنزانة 3 أمتار ولم نخرج منها إلا بعد 70 يوما للتريض
• لم أتعرض لانتهاكات داخل السجن.. وحالتى الصحية ساءت بسبب ظروف الاحتجاز
• التهم الموجهة لنا عبثية وتستخدم ضد أصحاب الرأى منذ 60 عاما
• دخلت السجن مؤمنًا بأن «تيران وصنافير» مصرية وخرجت منه أكثر إيمانا بمصريتها
«فترة السجن لم تغير قناعاتى بشأن مصرية جزيرتى تيران وصنافير»، هذا ما أكده الصحفى عمرو بدر رئيس تحرير بوابة يناير عقب إخلاء سبيله، فى أول حوار له مع «الشروق».
بدر أشاد فى الحوار بموقف نقابة الصحفيين عقب القبض عليه من مقر النقابة أثناء اعتصامه بها مع الزميل محمود السقا، قائلا: «موقف نقيب الصحفيين وبعض أعضاء المجلس والجماعة الصحفية محترم».
وأشار رئيس تحرير بوابة يناير إلى أنه لم يتوقع إخلاء سبيله، وأنه يشعر بأن ما يمر به حاليا هو مجرد حلم.
وإلى نص الحوار..
• كيف تمت واقعة القبض عليك من داخل النقابة.. وما صحة اقتحام النقابة؟
ــ بالفعل تم اقتحام النقابة بفريق كبير من الأمن نحو 30 شخصا، وبعد الاقتحام قمنا معهم بشكل ودى وبهدوء لأننا ليس بلطجية، واستحوذوا بعدها على الموبايلات، واصطحبونا لقسم قصر النيل، مكثنا فيه نحو نصف ساعة أو ساعة، لإجراء محضر ضبط، وتوجهنا بعدها إلى قسم شبرا الخيمة مكثنا فيه ليلة، وتم تجديد حبسنا 15 يوما، وبعدها تم تحولينا إلى سجن مزرعة طرة.
• وكيف كانت ظروف الاحتجاز؟
ــ لم نتعرض لأى تعذيب بدنى أو إساءات أو إهانات مباشرة، لكن تعرضنا لضغط نفسى شديد، فمثلا قضينا 125 يوما أنا ومحمود السقا فى زنزانة مساحتها 3 أمتار فقط، وأول مرة نخرج منها للمشى كان بعد 70 يوما لنصف ساعة وأمام الزنزانة فقط، رغم أن باقى السجناء يتريضون ساعتين وثلاثة فى اليوم ويتمشى فى السجن كله.
وظللنا أول 21 يوما ممنوع عنا الزيارات سواء الاسر أو المحامين، فضلا عن نومنا على الارض رغم أن أغلب السجناء يحصلون على سرير أو مرتبة، مما أثر على عظامى وحالتى الصحية وذهبت لطبيب السجن، وتلك الظروف السيئة ضغطت علينا نفسيا وعصبيا.
• هل تم مناقشة آراءكم السياسية خلال السجن؟
ــ لم نتعرض لضغوط للتراجع عن رأينا، والمسئولين بمصلحة السجون يعون تماما أننا متهمون فى قضية رأى، وهى فى الاساس قضية تحريض على التظاهر من خلال النشر على بوابة يناير.
• وما رأيك فى الأزمة التى أثيرت على خلفية اقتحام النقابة؟
ــ تابعت الأزمة لكن بعدها بوقت كثير، لان الزيارات كانت ممنوعة، ونقابة الصحفيين كان موقفها محترم سواء النقيب أو عدد كبير من أعضاء المجلس، أو الزملاء الصحفيين.
والنقابة على مدى تاريخها خاضت معارك مع المسئولين والوزراء والرؤساء، وجميعهم زالوا وبقيت نقابة الصحفيين، وكلنا نتذكر معارك النقابة مع السادات ومبارك وعبدالناصر والوزراء، وكل من يتخيل انه يهزم مؤسسة بحجم وعراقة ودور نقابة الصحفيين، يفكر خطأ.
• وكيف ترى إحالة النقيب واتهامه بإيوائك أنت والسقا؟
ــ سمعت تصريحا لنقيب الصحفيين يحيى قلاش فى الراديو أثناء ترحيلنا وصف الأزمة أنها قانون القوة فى مواجهة قوة القانون، وهذا تعبير لخص الأزمة، فكيف تحاكم الناس فى قضايا عبثية بمنطق قانون القوة وليس القانون أو العدل.
• تأثير إخلاء سبيلك على مسار أزمة النقابة مع الداخلية؟
ــ القانونيون يفهمون فى مسار قضية النقيب وعضوى المجلس، لكن على المستوى السياسى بين النقابة والداخلية على الأقل فلسنا مدانين باتهامات كبرى، وأتمنى أنه يؤثر تأثيرا ايجابيا على مسار الأزمة.
• هل ستظل مدافعا عن مصرية الجزيرتين بعد إخلاء سبيلك؟
ــ قناعتى بمصرية الجزيرتين تاريخيا وجغرافيا ليس له علاقة بحبسى، وليت النظام الحالى يعى ما لم تفهمه الانظمة السابقة، أن السجن لا يغير القناعات والأفكار.
دخلت السجن وأنا مؤمن بأن الجزيرتين مصريتان وخرجت مؤمنا بمصريتهما، ولا يوجد تغيير سوى فى صورة النظام، والتى ساءت محليا وعالميا.
• كيف ترى اخلاء سبيلك فى السياق العام لاسيما عقب اخلاء سبيل مالك عدلى؟
ــ لست متأكد اذا كان توجها عاما من الدولة أم مجرد صدفة خروجى أنا ومالك عدلى فى نفس اليوم، وأتمنى ان يكون توجها عاما ويتم الافراج عن جميع المحبوسين على ذمة قضايا رأى أو تظاهر، والافراج عن محمود السقا فى جلسة تجديده يوم 7 من سبتمبر المقبل، لأن حرية التظاهر التعبير من الامور المكفولة بحكم الدستور، وأتمنى تكون انفراجة حقيقة.
• هل توقعت اخلاء السبيل خاصة بعد رفض طلب السقا؟
ــ لم أصدق الامر حتى الآن بعد خروجى، وأشعر أننى أحلم، ولم اتوقع اخلاء سبيلى وكنت متشائما طوال الوقت وتوقعت ان تطول القضية، واخلاء سبيل مالك اعطانا الامل قليلا، وجلسة قرار اخلاء السبيل لم نعلم عنها من قبل ففوجئت بها فى وقتها.
• ما تأثير ذلك على سير قضية جزيرتى تيران وصنافير؟
ــ بالفعل هناك ارتباط بين قرار اخلاء السبيل والجزر، حكم القضاء الادارى رسخ اننا كنا على حق بشأن مصرية الجزر، فحبسونا بتهمة ترويج شائعات كاذبة رغم نفى حكم محكمة القضاء الادارى لها.
• وكيف ترى حجم التهم الموجهة لكما مثل قلب نظام الحكم وتعطيل أحكام الدستور وتكدير السلم العام، بعد قرار إخلاء السبيل؟
ــ التهم عبثية توجه دائما للصحفيين والسياسيين، وأتحدى أى أحد فى التاريخ كان صاحب رأى سواء كان صحفيا أو سياسيا حبس بتهمة قلب نظام الحكم، فهذه تهم توجه لمن يحمل سلاح أو منضم لتنظيم إرهابى.