أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اليوم /الأربعاء/ أن تصويت مجلس العموم أمس، الرافض لخروج البلاد من الاتحاد الأوروبي (بريكست) دون اتفاق، لن ينهي هذا الاحتمال، وذلك بالرغم من إصرار زعيم حزب العمال المعارض جيرمي كوربين على أن القرار الذي مرره العموم يجب أن يعني استبعاد ماي لهذا الخيار تماما.
وخاطبت ماي جلسة لمجلس العموم قائلة "من الواضح أن المجلس يريد التوصل لاتفاق، لكن زعيم حزب العمال جيرمي كوربين عارض كل تحرك تقوم به هذه الحكومة للوصول إلى اتفاق، وهو من يخاطر بالخروج دون اتفاق" مضيفة "لقد صرح سابقا بأنه سيرفض أي اتفاق تطرحه الحكومة على الطاولة"، حسبما أوردت صحيفة "الجارديان" البريطانية على موقعها الإلكتروني.
ولفتت إلى أن التعديل الذي مرره مجلس العموم - أمس - الرافض للخروج دون اتفاق، لن يكون كافيا لمنع حدوث ذلك قائلة "ليس بإمكانكم أن تكتفوا بالتصويت ضد اللا اتفاق فحسب، بل عليكم أن تصوتوا على اتفاق، وإلا فستغادرون دون اتفاق".
من جانبه، أكد زعيم العمال - خلال الجلسة - أنه يريد التوصل إلى اتفاق بريكست يحمي الوظائف، وهو ما يستلزم تجاوز ماي الخطوط الحمراء التي من أهمها رفضها إقامة اتحاد جمركي مع الاتحاد الأوروبي.
وقال كوربين، الذي وافق أخيرا على الاجتماع بماي في مكتبها في مقر المجلس اليوم لبحث الخطوات المقبلة - إنه يتطلع للقاء رئيسة الوزراء لمناقشة حل من شأنه توحيد موقف البلاد، مؤكدا أن إدخال تعديلات على البند المتعلق بالحدود الإيرلندية والمعروف "بشبكة الأمان" لن يكون كافيا بمفرده، ومشيرا إلى أن موقف الشركات والاتحادات العمالية واضح ويقوم على أن أي حل يجب أن يتضمن إقامة اتحاد جمركي، وإبرام أقوى اتفاق ممكن مع السوق الأوروبية الموحدة.
وكان مجلس العموم قد وافق - أمس - على إعادة التفاوض بشأن الترتيبات الخاصة بالحدود بين أيرلندا الشمالية وأيرلندا، كما صوت لصالح قرار يهدف إلى منع خروج بريطانيا من الاتحاد من دون اتفاق، مؤيدا بذلك مساعي ماي لتعديل اتفاق البريكست الذي توصلت إليه مع الاتحاد الأوروبي في نوفمبر الماضي ورفضه المجلس في تصويت حاسم منتصف يناير الجاري.