بايدن يوافق على حزمة مساعدات.. هل منحت أمريكا إسرائيل الضوء الأخضر لاجتياح رفح؟ - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 5:20 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بايدن يوافق على حزمة مساعدات.. هل منحت أمريكا إسرائيل الضوء الأخضر لاجتياح رفح؟

د ب أ
نشر في: السبت 30 مارس 2024 - 10:53 ص | آخر تحديث: السبت 30 مارس 2024 - 10:53 ص

أثارت موافقة واشنطن على تسليم تل أبيب دفعة جديدة من المساعدات العسكرية ردود فعل واسعة ومتباينة داخل الولايات المتحدة، وسط انتقادات البعض لإدارة الرئيس جو بايدن واتهامهم لها بعدم الجدية في ممارسة الضغط على الحليف الإسرائيلي لوضع حد للحرب الدائرة في غزة منذ نحو 6 أشهر، حيث يرى منتقدو هذه الخطوة أنها تنطوي على منح إسرائيل ضوءا أخضر لاجتياح مدينة رفح جنوب قطاع غزة والشعور بالإفلات من العقاب.

- أمريكا تعطي ضوءا أخضر لاجتياح مدينة رفح

وكشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، نقلا عن مسئولين في وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكيتين، عن موافقة إدارة بايدن خلال الأيام الماضية على تقديم حزمة مساعدات تقدر بمليارات الدولارات لتل أبيب.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن الحزمة تشمل أكثر من 1800 قنبلة من طراز إم كيه 84، وقنابل زنة 2000 رطل، فضلا عن 25 طائرة حربية من طراز إف 35 إيه ومحركات.

وأشارت الصحيفة إلى أن القنابل زنة 2000 رطل تم ربطها بأحداث سابقة أدت إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا خلال الحرب الإسرائيلية في غزة.

وأضافت أن تلك القنابل قادرة على تسوية مبان بالأرض، وأنها "لم تعد تستخدم مطلقا من قبل الجيوش الغربية في المواقع المكتظة بالسكان بسبب خطر وقوع إصابات بين المدنيين".

ولفتت واشنطن بوست إلى استخدام إسرائيل هذه النوعية من القنابل على نطاق واسع في غزة، وفقا لتقارير عدة، وعلى الأخص في قصف مخيم جباليا للاجئين في 31 أكتوبر، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 100 شخص.

كما نقلت الصحيفة عن مسئول أمريكي أن الولايات المتحدة مستمرة في دعم "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، وتأكيده أن "إخضاع المساعدات لشروط لم يكن من سياستنا"، وهو موقف يكشف أن التهديدات الأمريكية المتوالية خلال الأيام الماضية كانت "وهمية".

ويقول بعض الديمقراطيين بما في ذلك حلفاء بايدن، إنه على الحكومة الأمريكية حجب الأسلحة في غياب التزام إسرائيل بالحد من الخسائر في صفوف المدنيين خلال عملية رفح التي تصر إسرائيل على تنفيذها، وعدم الالتزام كذلك بتخفيف القيود المفروضة على إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

- مزيد من الأسلحة وتجاهل لدخول المساعدات

وأوضح السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين، أن إدارة بايدن "لا تدرك التناقض بين أقوالها وأفعالها بشأن إرسال سلاح لإسرائيل.. إدارة بايدن ترسل مزيدا من القنابل لنتنياهو بينما يتجاهل مطالبها بشأن رفح والمساعدات".

من جهته عبر أيضا السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز عن غضبه قائلا: "لا يمكن استجداء نتنياهو للتوقف عن قصف المدنيين وفي اليوم التالي نرسل له آلاف القنابل.. علينا إنهاء تواطئنا.. من المقزز أن نزود إسرائيل بقنابل يمكنها أن تسوي المباني بالأرض".

واعتبرت الصحيفة أن هذا التطور يبرهن على أنه بالرغم من الخلافات بين الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل بشأن النهج الذي تتبعه الأخيرة في حرب غزة، "تنظر إدارة بايدن لتسليم الأسلحة باعتباره أمرا مستبعدا عند البحث عن كيفية التأثير على أفعال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".

على الجانب الآخر، حظى قرار بايدن بمواصلة تدفق الأسلحة إلى إسرائيل بدعم قوي من قبل مجموعات المصالح القوية المؤيدة لإسرائيل في واشنطن، بما في ذلك لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية "آيباك"، التي تنفق عشرات الملايين من الدولارات في هذه الدورة الانتخابية للإطاحة بالديمقراطيين الذين تعتبرهم "غير داعمين لإسرائيل بالصورة الكافية".

وتعارض أيباك، إلى جانب الجمهوريين في الكونجرس والعديد من الديمقراطيين، جعل المساعدة العسكرية الأمريكية لإسرائيل مشروطة، ويرى هذا الفريق أنه "يمكن للولايات المتحدة حماية المدنيين، على جانبي الصراع، من خلال الاستمرار في ضمان حصول إسرائيل على أكبر قدر ممكن من المساعدة الأمريكية، وبأسرع ما يمكن، للحفاظ على مخزوناتها مليئة بالذخائر المنقذة للحياة".

من جهتها، ألقت صحيفة الجارديان البريطانية الضوء على حجم المساعدات العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل، وذكرت أن تلك المساعدات تقدر بقيمة 3.8 مليار دولار سنويا، قائلة إن هذه الحزمة تأتي في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل انتقادات دولية قوية بسبب حربها المستمرة منذ 7 أكتوبر الماضي، والتي أسفرت عن استشهاد نحو 33 ألف فلسطيني غالبيتهم من النساء والأطفال ودفعت معظم سكان القطاع إلى شفا المجاعة.

وأضافت الصحيفة أن هذه الخطوة جاءت في الوقت الذي يدعو فيه بعض أعضاء حزب بايدن إلى قطع المساعدات العسكرية الأمريكية عن إسرائيل.

- أمريكا وألمانيا تمد 99% من أسلحة إسرائيل في حربها على غزة

وكانت صحيفة تايمز أوف إسرائيل ذكرت في وقت سابق أنه "وسط دعوات حظر الأسلحة، تظهر البيانات أن 99% من واردات الأسلحة الإسرائيلية تأتي من الولايات المتحدة وألمانيا".

واستشهدت الصحيفة بدراسة حديثة لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام تظهر أن "الأسلحة الأمريكية تشكل 69%، و30% أخرى تأتي من برلين، وأن جميع طائرات سلاح الجو الإسرائيلي مصنوعة في الولايات المتحدة، باستثناء طائرة هليكوبتر واحدة فرنسية الصنع".

ووسط عاصفة ردود الفعل على حزمة المساعدات العسكرية الأمريكية الأحدث لإسرائيل، تجنب بايدن الحديث عن الأمر، وكرر تصريحاته عن "العمل مع الشركاء لإقرار وقف فوري لإطلاق النار يستمر 6 أسابيع على الأقل وسنعمل من أجل أن يكون أكثر ديمومة".

- مفاوضات القاهرة والدوحة

وفي غضون ذلك، أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي مغادرة وفدين إلى القاهرة والدوحة لاستنئاف مفاوضات صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين بعد تزايد الانتقادات الموجهة لنتنياهو داخليا وخارجيا واتهامه بعرقلة المفاوضات.

وقال مكتب نتنياهو إنه صدق على عودة وفد الدوحة بقيادة رئيس الموساد ديفيد برنياع، وعلى توجه رئيس الشاباك رونين بار إلى مصر، وإنه تحدث مع برنياع وبار وأبلغهما موافقته على سفرهما خلال أيام.

ويرى مراقبون أن مثل هذه المفاوضات ربما أفرغت من مضمونها بعد قرار واشنطن تسليم تل أبيب حزمة مساعدات عسكرية جديدة دون أي التزام من جانب الأخيرة، ما فسره البعض على أنه ضوء أخضر للإقدام على اجتياح مدينة رفح تحت أي مسمى لتنفيذ رؤية نتنياهو بالقضاء على كتائب حركة حماس المتبقية هناك، بغض النظر عن ضربه عرض الحائط بقرار مجلس الأمن الأخير وتحذيرات دول عدة من مغبة هذه الخطوة وتداعياتها.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك