في حياة المصري القديم (9).. كيف كانت النساء تكحلن أعينهن؟ - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 7:15 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في حياة المصري القديم (9).. كيف كانت النساء تكحلن أعينهن؟

الشيماء أحمد فاروق:
نشر في: الجمعة 31 مارس 2023 - 2:21 م | آخر تحديث: الجمعة 31 مارس 2023 - 2:21 م

الراوي والحكايات جزء أصيل من ثقافتنا، كان الناس يجلسون أمام المقاهي يستمعون لحكايات أبوزيد الهلالي والزير سالم، وكان الأطفال يجتمعون لكي يسمعوا قصص الجدة في الدار، وفي رمضان تجتمع الأسر حول الحكايات الدرامية وأمام الفوازير، الحكاية تجذب الكثيرين، لذلك نقدم في سلسلة مكتوبة خلال شهر رمضان الكريم مجموعة من الحكايات التي تتعلق بالحضارة المصرية القديمة وتحديداً عن تفاصيل الحياة اليومية.

ويستمر حديثنا عن حياة الفرد المصري القديم وعلاقته بالطبيعة من حوله وتسخيره لها لصناعة أدوات مختلفة استخدمها في قضاء مصالحه أو اعتبرها زينة وحُلي وغيرها ومواد أخرى وُظفت في البناء والتعمير، ما تحدث عنه كتاب "المواد والصناعات عند قدماء المصريين" تأليف ألفريد لوكاس وترجمة دكتور زكي إسكندر، وإصدار الهيئة المصرية العامة للكتاب، وفي الفصل الخامس ينتقل لوكاس إلى مواد التجميل والعطور في حياة المصريين القدماء.

يمنح لوكاس مساحة واسعة للحديث عن هذا الجانب في حياة المصريين القدماء، حيث يتضح من النقوشات والرسومات أن الزينة كانت محل اهتمام لديهم، وفي البداية يتحدث عن "أكحلة العين"، وكانت وفق ما ذكر الأكثرها شيوعاً أكعلة من الملخيت (خام أخضر من خامات النحاس) والجالينا (خام أشهب قاتم من خامات الرصاص).

يقول لوكاس: "يوجد الملخيت والجالينا في المقابر على أشكال شتى، سواء قطعاً صغيرة من المادة الخام أو على اللوحات والأحجار التي كان الخام يسحق عليها أو مجهزاً في صورة الكحل بشكلي المعجون والمسحوق، والملخيت معروف منذ العهود السحيقة فترة البداري وعصر ما قبل الأسرات، وحتى الأسرة التاسعة عشر، في حين أن الجالينا لم يظهر بصفة عامة إلا بعد ذلك بزمن قصير واستمر استعماله حتى العصر القبطي".

وذكر أن كثيراً ما كان الملخيت والجالينا يوضعان خاماً في المقابر في أكياس صغيرة من الكتان أو الجلد، وقد وجداً مجهزين في أصداف –كانت الأصداف تستخدم كأوعية – وفي فلقات من القصب المجوف وملفوفين في أوراق النباتات.

كما تذكر بعض المصادر من علماء المصريات أن الكحل المصري الذي كان مألوفاً في زمنه يتركب من أسود الدخان "السناج" الذي كان يصنع بإحراق نوع من قشر اللوز، وكان يستعمل عود صغير من الخشب أو العظم أو العاج أو المعدن يبلل طرفه ويغمس في المسحوق ولم تبدأ هذه الأعواد في الظهور إلا في عصر الأسرة الحادية عشرة ويحتمل أن الكحل يوضع قبل ذلك بالأصبع.

ومادتا دهان العين القديمتان أي الملخيت والجالينا كلتاهما من منتجات مصر، فالملخيت يوجد في سيناء والصحراء الشرقية وتوجد الجالينا بالقرب من أسوان وعلى ساحل البحر الأحمر، والمواد الإضافية التي استعلمت فيما بعد من وقت لآخر أي كربونات الرصاص وأكسيد النحاس والمغرة وأكسيد الحديد المغناطيسي وأكسيد المنجنيز جميعها في البيئة المصرية، ما عدا الأنتيمون فهذه لا توجد في مصر ولكنها توجد في آسيا الصغرة وفي إيران وربما أيضاً في بلاد العرب.

وطبقاً لما جاء في النصوص القديمة كان يحصل على كحل العين في عصر الأسرة الثانية عشرة من الآسيويين، وفي الأسرة الثامنة عشرة من بلاد ما بين النهرين في آسيا الغربية.

اقرأ أيضا

في حياة المصري القديم (8).. كيف استخدم النحاس لتشكيل الأحجار الثقيلة؟



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك