في الوقت الذي تحدثت فيه صحيفة معاريف الإسرائيلية عن اجتماعات للحكومة الإسرائيلية للاستعداد لشن ضربات على إيران وإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طلبه من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عدم التحرك ضد طهران، تدور التكهنات حول التوقيت والكيفية التي ستنفذ بها تل أبيب مثل هذه الضربة، فضلًا عن التداعيات التي ستتبعها على وضع مشتعل بالفعل في الشرق الأوسط.
وفي هذا السياق، قال رون ديرمر وزير الشئون الاستراتيجية الإسرائيلي المقرب من نتنياهو في حوار مع صحيفة "بيلد" الألمانية: "لم نسع لحرب مع إيران قبل تعرضنا للهجوم، ولا نسعى لحرب الآن، لكن أي بلد يتعرض لهجوم بصواريخ باليستية سيرد".
- المعارضة الأمريكية لضرب المنشآت النووية الإيرانية
وفيما يتعلق بمعارضة الولايات المتحدة لضربة على المنشآت النووية الإيرانية، قال ديرمر: "الولايات المتحدة لديها مواقفها الخاصة بها، وإسرائيل تستمع دائمًا لما تقوله الولايات المتحدة، أهم حليف لنا"، واستدرك قائلا: "لكن في النهاية، نتخذ قرارات سيادية بشأن ما نعتبره في مصلحتنا".
وحول قدرة إسرائيل على ضرب المنشآت النووية الإيرانية بدون الولايات المتحدة، قال ديرمر إن النظام الإيراني يعمل يوميًا عبر وكلاءه لتدمير إسرائيل، على حد تعبيره.
وأضاف ديرمر أنه "عندما يتعلق الأمر بالأسلحة النووية، فهو تهديد يجب التعامل معه بمنتهى الجدية"، مشيرا إلى "تصريحات نتنياهو مؤخرًا في الأمم المتحدة حيث قال إن إسرائيل ستفعل ما يتطلبه الأمر لتحييد هذا التهديد".
وبسؤاله عما إذا كان ذلك يعني أن هجومًا على إيران – وتحديدًا على المنشآت النووية – يظل خيارًا، قال ديرمر: "يعني ذلك بالضبط ما قاله نتنياهو قبل شهر: سنفعل كل ما يتطلبه الأمر للدفاع عن أنفسنا ضد أولئك الذين يسعون لتدميرنا".
وفيما يتعلق بالأهداف متوسطة إلى طويلة الأمد المتعلقة بإيران، قال ديرمر: "لا أعتقد أن الشعب الإيراني عدو إسرائيل. عدو الإيرانيين هو نظامهم، الذي يقمعهم ويهددهم. أعتقد أننا نقاتل معا"، على حد زعمه.
وأضاف الوزير الإسرائيلي أنه "على المدى الطويل، أرى فقط أخبارًا إيجابية من إيران. ما يتعين علينا فعله هو منع هذا النظام من تطوير أسلحة النووية وإدارة محور الإرهاب"، على حد قوله.
ووجهت صحيفة "بيلد" سؤالًا مباشرا لديرمر مفاده "هل هدفكم الإطاحة بالنظام في إيران؟"، وأجاب قائلا: "أعتقد أن الإيرانيين يجب أن يكونوا أحرارا، وأن أفضل شيء يمكن أن يحدث للشرق الأوسط هو أن يتحكم الإيرانيون في مستقبلهم".
أما عن أهداف إسرائيل في لبنان، زعم ديرمر: "لا نريد سوى تحقيق الأمن في شمال لبنان. لن يسمح أي بلد بأن تتحول مجتمعاته الحدودية إلى بلدات أشباح، وعندما نرد على حزب الله، نحرص على فعل كل شيء لإبقاء المدنيين اللبنانيين بعيدا عن منطقة الخطر".
وفيما يتعلق بقدرة إسرائيل على هزيمة حزب الله، قال ديرمر: "بالطبع. نفعل ذلك الآن. انظروا حولكم، انظروا ما يحدث"، مضيفا: "معظم اللبنانيين لا يدعمون جماعة حزب الله، لكنني أعتقد أنه على مدار العقود القليلة الماضية شددت الجماعة قبضتها على لبنان. والآن، أصبحت الجماعة ضعيفة بشكل كبير".
- الموقف الدولي من إسرائيل
ولدى سؤال ديرمر حول خسارة إسرائيل للدعم الدولي، مع حديث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن حظر الأسلحة على إسرائيل، والمناقشات المحتدمة أيضا في ألمانيا والولايات المتحدة، قال الوزير الإسرائيلي: "لحسن الحظ، لا نشتري أسلحة من فرنسا. نعتقد أن دعوة الرئيس الفرنسي إلى فرض نوع من حظر الأسلحة كان سوء تقدير خطير".
وزعم ديرمر: "نخوض حربا ضد الهمجية، وإسرائيل قوة حضارية"، معتبرا أن الدول الغربية – فرنسا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة – يجب أن تدعم إسرائيل دعما كاملًا، قائلا: "انتصارنا هو انتصاركم أيضا".