توت عنخ آمون بعد مائة عام على اكتشاف مقبرته - العالم يفكر - بوابة الشروق
الأحد 5 مايو 2024 2:54 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

توت عنخ آمون بعد مائة عام على اكتشاف مقبرته

نشر فى : الأحد 1 يناير 2023 - 7:50 م | آخر تحديث : الأحد 1 يناير 2023 - 7:50 م

نشرت مؤسسة الفكر العربى مقالا للكاتب إميل أمين، تناول فيه الألغاز التى لحقت بالفرعون الصغير، توت عنخ آمون، حول حياته ومماته. ذكر الكاتب أنه لا توجد حقيقة واحدة حول آمون سوى أنه توفى قبل 3 آلاف عام... نعرض من المقال ما يلى:
فى الرابع من نوفمبر من العام 1922، أى قبل مائة عام، اكتشف عالم الآثار والمختص بتاريخ مصر القديمة، البريطانى هوارد كارتر، الغرفة التى تضم ضريح توت عنخ أمون. فى 16 فبراير من العام 1923، كان كارتر أول إنسان منذ 3000 سنة تطأ أقدامه أرض الغرفة التى تحوى تابوت توت عنخ آمون، وباقى كنوزه التى أذهلت العالم، وتُعرض فى المتحف المصرى منذ عقود طويلة، وغالبا ما رآها العالم فى عروض متنقلة. على أنه وبعد مائة عام، لا تزال قصة الفرعون الصغير متشحة بالألغاز حول حياته وموته.
علامة استفهام لها علاقة بالمقبرة التى اكتشفها كارتر فى وادى الملوك، والتى يبدو أنه تم تجهيزها على عجل لدفنه المفاجئ، ذلك أن غرفة واحدة من الغرف الأربع المكتشفة مدهونة بالطلاء ومكسوة بالجص، على خلاف بقية مقابر الفراعنة الكبار. وقد جرت العادة أن يبدأ بناء مقبرة الفرعون بعد تنصيبه مباشرة، وغالبا ما كان يُشرِف على تفاصيلها، وتُنقش على جدرانها سيرته، ولاسيما انتصاراته، الأمر الذى كان يستغرق عشرات السنين، وهو ما لم يتوافر فى المقبرة التى اكتشفها كارتر.
لكن، وعلى الجانب الآخر، كيف يكون فرعون ضعيفا، وقد احتفظَ معه بخمسة آلاف قطعة، بعضها لا يزال يُدهش العالَم، ومنها الغطاء الذهبى الذى كان يُغطّى وجهه، ويُعتبر بدعةً فى كوكب الأرض حتّى الساعة، ولا يُعرف سرّ صناعته على هذا النحو من الدقّة التى تعجز عنها تكنولوجيا القرون المعاصرة؟
ولعل التساؤل الأكثر غموضا فى قصة الفرعون الصغير هو حول طريقة وفاته التى لم يجزم بها أحد بعد.
يقول تحليل البصمة الوراثية أنه كان مصابا بمرض الملاريا، غير أن أشعة مقطعية لموميائه تخبر بأنه كان مصابا بمرض نادر فى العظام أثّر على قدمه اليمنى، وجعلها تبدو مشوَّهة، ولهذا عُثر فى مقبرته على 130 عصا للمشى، ما يدل على استخدامه إياها فى أثناء حياته.
هل تعرّض توت لكسر حاد فى ساقه، ما أحدث نزفا أدى إلى وفاته بسبب تسمم فى الدم؟ هذه رواية أخرى. وإلى جانب ما تقدم، تبقى هناك احتمالات لتعرضه لحادث اغتيال، إذ وُجدت فى جمجمته فتحة، ما دعا البعض إلى القول إنه تلقّى ضربة على رأسه أدّت إلى وفاته.
يرفض الأثرى المصرى زاهى حواس هذه الفكرة، ويُرجع الفتحة إلى التحنيط، لكنّه قول مردود عليه، إذ إنّ تفريغ الجمجمة فى تلك العمليّة كان يتم عادة من خلال كلّابات تدخل فى الأنف، وليس من خلال فتْح الرأس، والدليل أنه لا توجد مثل تلك الفتحات فى مومياوات أخرى.
ولعل ما يرجح قصة الاغتيال أنّه فى الأعوام 1968 و1978 على التوالى، جرى فحص المومياء باستخدام أشعّة إكس فى جامعتَى ليفربول وميتشيجان، وتوصلت الجامعتان إلى اكتشاف بقعة داكنة تحت جمجمة توت من الخلف، ما تم تفسيره كنزْف فى الدماغ، ما أدّى إلى انتشار فرضية أنّه تلقى ضربة على رأسه قادته إلى مصيره المحتوم.
لكنْ ماذا عن جثّتَى الرضيعتين اللّتين عَثر عليهما كارتر ضمن مقبرة توت وبالقرب من تابوته؟ عبر الحمض النووى تأكد أنهما ابنتاه، أما السر فتميط عنه اللّثام عالِمةُ المصريّات «جويس تيلد يسلى»، وهو أن ابنتَى توت عنخ آمون، كانتا بمثابة بوليصة تأمين له فى رحلته للحياة الأبدية. فقد كان دائما ما يتم تصوير النساء والفتيات على أنهن يمثلن حضورا وقائيّا ضمن تعاويذ فرعونية كثيرة، تَضمن للمصرى القديم عبور روحه إلى العالم الآخر، هناك حيث يَقفْنَ بجواره فى وقت محاكمته.
هل توت أحد الفراعنة الفضائيّين؟ تساؤل يستهجنه عُلماء الإيجبتولوجى، فى ردودهم على أن الحضارة المصرية القديمة حضارة فضائية شيّدها سكّانُ كواكب أخرى. والقصّة هنا مردّها إلى وجودِ خنجرٍ للفرعون الصغير لم يصدأ بعد 3 آلاف سنة ومصنوعٍ من مادّةٍ نَيزكيّة، ويحتوى على نسبةٍ كبيرة من النيكل والكوبالت، شأن العديد من النيازك التى وُجدت على ساحل البحر الأحمر المُمتدّ على ألفى كيلومتر، ومؤخرا عثر فى مقابر جديدة على حديدٍ من النَّوع ذاته، وهناك جملة مكتوبة باللّغة الهيروغليفيّة على مقبرة توت تقول: إنّ الحديد هديّة من السماء.
هل تنتهى ألغاز توت هنا؟ قطعا لا، فهناك قصّة أبواق اللعنة، إن جاز التعبير، فقد اكتشفَ كارتر فى المقبرة بوقَيْن، واحد من فضّة وآخر من نحاس، ويُرجِّح البعض أنّ النَّفخَ فيهما يقود إلى كوارث عالَميّة.
يذكر موقع «ذا صن»، أن هيئة الإذاعة البريطانية أقنعت مصلحة الآثار المصريّة بإعارتها البوق الفضى فى العام 1939، وما إن قام «جيمس تابيرن»، عازف البوق من فوج الفرسان الملكى بالتجهز للعزف، حتى انقطع التيّار الكهربائى وانطفأت الأنوار، وانكسر البوق، ثم اندلعت الحرب العالمية الثانية.
عطفا على ذلك، فإن قصة البعوضة التى لدغت اللورد كارنافون بعد حلاقة ذقنه فى فندق كونتينتال، وسط القاهرة، وهو من قام بتمويل حملة الكشف عن قبر توت، لا تزال حاضرة عبر الأجيال.
هل من حقيقة مؤكّدة فى قصّة الفرعون الصغير؟ الجواب هو أن ثمة حقيقة واحدة فقط، وهى موته منذ ثلاثة آلاف سنة.

النص الأصلى:

التعليقات