سيادة الرئيس.. ارتجل ما شئت - حسام السكرى - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 3:56 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سيادة الرئيس.. ارتجل ما شئت

نشر فى : السبت 1 أكتوبر 2016 - 9:35 م | آخر تحديث : السبت 1 أكتوبر 2016 - 9:35 م
توقفت هذا الأسبوع أمام ثلاث مقالات كتبت بعد خطاب الرئيس فى غيط العنب والذى افتتح فيه مشروع بشاير الخير وأطلق دعوته للبنوك من أجل إيجاد آلية لتجميع «الفكة». أولها كان مقال الأستاذ محمود الكردوسى فى صحيفة الوطن وعنوانه: «سيادة الرئيس.. لا ترتجل». وفيه يطلب من الرئيس أن يعتمد على الكلمات المكتوبة بدلا من الارتجال غير المدروس الذى يرى أنه السبب فى أن معظم خطب الرئيس وكل افتتاحاته ينتهى بحملات سخرية، وهو ما يشعر المؤيدين والداعمين بالحرج ويدخلهم فى معارك للدفاع عن هيبته. إضافة إلى أن الارتجال فى رأيه يفتح بابا لأسئلة وتكهنات حول رسائل متضمنة فى كلمة أو جملة يجتزئها المتربصون من سياقها.

المقال الثانى كتبه الصديق الأستاذ عماد الدين حسين رئيس تحرير صحيفة الشروق بعنوان: «رسالة الساعات الست.. كانت لمن؟». وقد توقف فيه أمام ما قاله الرئيس عن استعداد الجيش للانتشار فى مصر كلها خلال ست ساعات لحماية الدولة. وقد اجتهد المقال فى بحث الاحتمالات المختلفة لإجابة السؤال المطروح فى العنوان، لكنه انتهى إلى أنها لن تكون معروفة إلا للرئيس ولكبار مساعديه، أى أن المعنى يظل فى بطن الشاعر، كما يقولون.

شخصيا لا أفضل أن يتوقف الرئيس عن الارتجال. فالعفوية تسمح لنا بالاطلاع على ما يفكر فيه الرئيس دون حجب أو «فلترة». لكننا فى الوقت ذاته نحتاج مزيدا من الفهم لمقاصد الرئيس وعباراته التى كثيرا ما تكون مبهمة.

وهنا أطرح اقتراحا مكملا للصورة وهو ضرورة قيام المتحدث الرئاسى بعمل لقاءات إعلامية للإجابة عن كل التساؤلات والاستفسارات التى تثار عقب كلمات الرئيس وأحاديثه المرتجلة.

بهذه الطريقة لن يحرمنا الرئيس من عفويته وارتجاله، وفى الوقت ذاته سنتمكن من قطع الشك باليقين والحصول على إجابات واضحة لما يتعذر فهمه من خطابات الرئيس، وهو ليس بالقليل.

سيكون من واجب المتحدث الرئاسى مثلا أن يشرح لنا من هم «أهل الشر» الذين أشار إليهم الرئيس مرارا فى أحاديثه. وهل يقصد بهم الولايات المتحدة ودول الغرب، أم يقصد بهم إسرائيل مثلا.

سيفسر لنا المتحدث الرئاسى ما قصده الرئيس بعبارته عن انتشار الست ساعات، وعن المخاطر المحتملة التى دفعته لأن يقول «لو حصل الموقف اللى بيحصل فى دول أخرى، إذا حصل فى مصر، لا هتنفع لا لينا ولا لحد تانى، باقولكو تانى يا مصريين، ومش باخوّف حد».

سيشرح لنا المتحدث أيضا تصريحات الرئيس عن التزامه بعدم زيادة الأسعار فى ظل المتغيرات الاقتصادية المتتالية واتفاقات مصر مع صندوق النقد الدولى، وكيفية تفسير ذلك فى ظل الغلاء الذى يعانى منه أغلب المصريين.

المسألة فى تقديرى لا علاقة لها بالارتجال، بقدر ما تتعلق بمبادئ الشفافية والمشاركة واحترام حق الناس فى المعرفة. الغالبية تريد أن تعرف وبوضوح معانى ودلالات ما يقوله الرئيس وحقيقة الوضع الأمنى والموقف الاقتصادى وطبيعة الخطط التى يضعها مع الحكومة للتعامل مع أزماتنا بصرف النظر عن ارتجاله من عدمه.

قليلون ربما يتمتعون بتلك الطمأنينة التى عبر عنها الأستاذ أحمد أمين فى المقال الثالث الذى توقفت أمامه، والذى نشر فى صحيفة المصرى اليوم تحت عنوان «شعب وجيش» وجاء فيه: «مؤكد حين يقول الرئيس لا زيادة فى الأسعار، رغم سعر الدولار، فإننى أصدقه. مؤكد عنده حل. مؤكد هناك بدائل. فهل لدى الرئيس الخطة «ب»؟ أظن بالفعل أن لديه خططا وليس خطة واحدة!».
التعليقات