التجربة التركية.. هى الحل! - محمد عصمت - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 7:14 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

التجربة التركية.. هى الحل!

نشر فى : الخميس 2 يوليه 2009 - 7:12 م | آخر تحديث : الخميس 2 يوليه 2009 - 7:12 م

 بحسب تقرير بثته وكالة رويترز أمس.. لا يستطيع أحد فى مصر إيقاف عملية توريث السلطة سوى الإخوان المسلمين، لأنهم القوة السياسية الوحيدة القادرة على حشد مئات الألوف من عناصرها المنضبطة سياسيا.

إلا أن الوكالة استبعدت إقدام الإخوان على هذه الخطوة لأنهم يدركون أنهم سيدفعون ثمنا باهظا قد يكلفهم وضع كوادرهم فى السجون بما يهدد وجود الجماعة نفسها.
وبحسب نفس التقرير..

فإن نقل السلطة فى نطاق أسرة مبارك ليس صفقة جاهزة وليس الإمكانية الوحيدة، إلا أن محللين، كما تقول الوكالة، يرونه سيناريو مرجحا!

والواضح من التقرير أن الإخوان لن يلجأوا إلى السيناريو الإيرانى، حيث تخوض المعارضة الإيرانية مواجهات ساخنة ضد الرئيس نجاد بزعم أن نجاحه فى الانتخابات تم بالتزوير..

فكما يقول محمد حبيب نائب مرشد الإخوان فإن الجماعة لن تخاطر بمواجهات مفتوحة ضد النظام من خلال احتجاجات شوارع، ولكنها ستواصل. معركتها السياسية ضد الحكومة من خلال الانتخابات رغم توقعاتها بحدوث عمليات تلاعب فيها!

ولا شك أن الغرب لن يستطيع تحمل اضطرابات سياسية حادة فى مصر ولا مواجهات دامية فى الشوارع، وهو ما وعدهم به محمد حبيب فى تصريحاته، فإذا كان الغرب يريد تغييرات سياسية فى إيران تطيح بحكومة الملالى، فإنه فى مصر يريد تغييرا ناعما للسلطة، لأن من شأن وقوع اضطرابات شوارع فى مصر يقودها الإخوان أن تفتح الأبواب أمام الحديث عن إقامة نظام حكم «إسلامى» فى القاهرة.

قد يضع السلطة فى يد عناصر إسلامية متطرفة، من المؤكد أنها ستعقد تحالفات مع أعداء أمريكا والغرب وعلى رأسها إيران وسوريا وحركات حماس وحتى حزب الله، وهو ما يعرقل كل الخطط الأمريكية المعدة للمنطقة.

وفى حين لم يستطع جمال مبارك ــ حتى الآن ــ أن يقدم أوراق اعتماده لضمان فوز مريح بانتخابات الرئاسة إذا ما قرر فعلا خوضها، أمام معارضة الإخوان وغيرهم من الفصائل والأحزاب السياسية..

فإن السؤال المطروح هو لماذا لا تتوسط واشنطن أو غيرها من العواصم الأوروبية بين مختلف الأطراف السياسية فى مصر ،كما تفعل فى دول أخرى، وأن تطرح حلولا لأزمة الحكم وتوريثه من خلال اعتماد النموذج التركى الذى نجح فى التعايش مع الغرب بديلا عن النموذج الإيرانى أو الإخوانى الذى ترفضه أمريكا ..

فهذا النموذج نجح فى إعطاء الحرية السياسية الكاملة للجماعات الإسلامية وضمن وصولها للحكم، إلا انه وضع قواعد وشروطا تمنعها من الانقلاب على اللعبة الديمقراطية.

وقد يكون جمال مبارك هو أصلح من يمكنه تولى الحكم فى مصر فى هذه المرحلة، لكنه إذا اعتمد فقط على حل مجلس الشعب ومحاولة تحجيم الإخوان وكل الأصوات المعارضة لترشحه للرئاسة استنادا إلى القوانين التى تم تعديلها خلال الأعوام الماضية، وتجاهل هذا النموذج التركى.. فالمؤكد أنه سيبدأ حكمه باحتجاجات شعبية واضطرابات فوضوية لن تكون سهلة عليه ولا على أى أحد آخر فى مصر!







محمد عصمت كاتب صحفي