** على ملعب لويس كومبانيس الأولمبى الذى تملكه بلدية برشلونة، ويقع على جبل مونتجويك، وقعت أحداث مباراة القمة فى الأول من أكتوبر بين فريقين يتربعان على عرش «اللعب الجميل». المباراة فى أبطال الدورى كانت بين باريس سان جيرمان وبرشلونة. صراع بين فريقين كبيرين، كلاهما يلعب بنفس أسلوب الآخر. اللعب على امتلاك الكرة (باريس سان جيرمان 51 % وبرشلونة 49 %)، وهذا الاستحواذ إيجابى، لأنه يتحول إلى الانقضاض الخاطف السريع. معدلات الجرى فى الملعب عالية جدا. وزمن اللعب الفعلى اقترب من 56 دقيقة، وهو زمن جيد. وأنت تشاهد اللقاء قد يصيبك الإرهاق، فمابالك بلاعبى الفريقين. واللافت للنظر أن متوسط أعمار لاعبى باريس 22.7 عام، ومتوسط أعمار لاعبى برشلونة 24.8 عام.. وابحث فى متوسط أعمار لاعبى الفرق فى الدورى المصرى.. فالشباب يتحمل مهارات وواجبات الكرة الجديدة، التى تتطلب جهدا بدنيا كبيرا والجرى ليس مجرد مساحات تقطع وإنما أين يجرى كل لاعب وتوقيت الجرى؟!
** تقدم برشلونة فى الدقيقة 19 عندما أرسل ماركوس راشفورد تمريرة متقنة عبر منطقة الجزاء إلى فيران توريس الذى تغلب على مصيدة التسلل ووضع الكرة فى شباك لوكاس شوفالييه.
وإذا كان هذا إعلانًا عن النوايا، فماذا نسمى ما تلا ذلك؟.. رد سان جيرمان رغم غياب ديمبلى وماركينيوس وخفيتشا وكفاراتسخيليا وديزريه دوى شريك حكيمى فى الجناح. وتعادل باريس فى الدقيقة 38 عندما انطلق نونو منديز على الجانب الأيسر وتجاوز ثلاثة مدافعين قبل أن يمرر الكرة إلى سينى مايولو الذى سدد الكرة فى الزاوية السفلى.
** بعد ساعة من الجهد الكبير والجودة العالية، تبادل الفريقان الهجمات؛ فى آخر نصف ساعة واصل فريق لويس إنريكى الضغط، وفى النهاية تحققت العدالة. لا يزال أبطال أوروبا يتقدمون خطوة للأمام، إنهم فى كل مكان الرصيد 6 نقاط. إنه الفريق الفائز بخمس بطولات الموسم الماضى. إنه الفريق الذى يفوز بملايين الأنصار خارج فرنسا بالأداء الممتع.. مع ذلك كان برشلونة ممتعا أيضا وأبدع يامين لامال الذى أخذ يقدم فقرات من مهاراته مثل لعبة الدوران «الروليت» التى يتجاوز بها لاعبين أو ثلاثة؟
** من أساسيات كرة القدم الجديدة «نقطة. الحديثة مضى عليها 40 عاما فأصبحت قديمة».. الضغط، ولكنه الضغط المركب والجماعى وليس هرولة لاعب نحو المنافس، فكان مدهشا أن لاعبى الفريقين يمارسون هذا الضغط المرهق طوال 90 دقيقة. حيث يضغط برشلونة على دفاع باريس بخمسة وستة لاعبين وبالمثل يضغط باريس على دفاع برشلونة بخمسة وستة لاعبين، إلا أن مهارات اللاعبين الفردية وحيويتهم ولياقتهم البدنية كانت وسيلة الهروب من هذا الضغط والخروج بالكرة فى الهجوم المضاد السريع، وكان هذا الهجوم يمثل تكلفة باهظة وخطيرة للضغط الجماعى من جانب الفريقين، فهذا الضغط يترك مساحات فى وسط الملعب وفى نهايات الملعب بما يسمح بالركض. وانظر كيف أحرز باريس سان جيرمان هدفه القاتل.
** كان الهدف الذى حسم المباراة يعكس فلسفة تلك الكرة الجميلة، فكل شىء فى الملعب، حتى النهاية. هجمة بدأت فى عمق نصف ملعب باريس سان جيرمان، هجمة مرتدة سريعة ومرر أشرف حكيمى عرضية إلى راموس «تمريرة المستقبل حيث سيكون الزميل» الذى حولها فى المرمى من مسافة قريبة. وكانت هذه هى التسديدة السادسة والعشرون فى ليلة مرهقة وممتعة. انتهى الأمر برشلونة مهزوم.. ولم يمنحه الحكم ضربة جزاء!!