اطردوا إسرائيل اليوم وليس غدا! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
السبت 27 سبتمبر 2025 9:25 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

ما هي توقعاتك لقمة الأهلي والزمالك المقبلة؟

اطردوا إسرائيل اليوم وليس غدا!

نشر فى : السبت 27 سبتمبر 2025 - 7:55 م | آخر تحديث : السبت 27 سبتمبر 2025 - 7:55 م

** كان مشهد مغادرة وفود دول العالم فى مقر الأمم المتحدة، عندما بدأ نتنياهو خطابه من أعظم مشاهد الاحتجاج العالمية على جريمة الحرب فى غزة ، وعلى الإبادة الجماعية وسلاح التجويع الذى استخدمه هذا الكيان . أخيرا بعد 80 عاما سقط شبح «معاداة السامية» الذى سمح لهذا المحتل بالقتل ، والإبادة ، وانتهاك السيادة، بل ومحاسبة قضاة محكمة العدل الدولية.. فى الأمم المتحدة وفى وشوارع وميادين أوروبا رفعت السياسة راية الغضب، فأين الرياضة وأين الفيفا والويفا واللجنة الأوليمبية الدولية التى ما زالت تتعامل بازدواجية فجة فى حرب إسرائيل على غزة؟


** يوم 11 أكتوبر المقبل تلعب إسرائيل فى النرويج فى تصفيات كأس العالم 2026 و ستكون هناك احتجاجات وتصريحات غاضبة، وقبل فترة رفع مشجعو باوك اليونانى لافتة كُتب عليها «أوقفوا الإبادة الجماعية - أروا إسرائيل البطاقة الحمراء» خلال مباراتهم فى الدورى الأوروبى ضد مكابى تل أبيب. ماذا ينتظر الفيفا واليوفا، لقد منع الفيفا روسيا من المشاركة فى كرة القدم الدولية. والآن عليه أن يفعل الشىء نفسه مع إسرائيل.. إن القرار يقترب وربما يكون صدر، ولأول مرة، هناك شعورٌ بأن أوروبا قد اتجهت نحو احتمال الحظر. وإسبانيا أعلنت الانسحاب من كأس العالم فى حال تأهل منتخب إسرائيل . قد يناقش الاتحاد الأوروبى لكرة القدم هذا الأمر، رغم أنه لم يُحدد موعد بعد. نتذكر أن الأمم المتحدة ساهمت عام 1992 فى حظر يوغوسلافيا من المشاركة الرياضية.


** كم دولة مُنعت من ممارسة الرياضة بسبب أعمالها العسكرية؟ ألمانيا واليابان بعد الحرب مباشرة. جنوب إفريقيا فى زمن الفصل العنصرى. روسيا بعد غزوها الكامل لأوكرانيا وقتلت الولايات المتحدة ملايين البشر فى فيتنام.. هل منعت من النشاط الرياضى؟!!
** تنفى الحكومة الإسرائيلية ممارسة حرب الإبادة والعنصرية والانتقام من شعب أعزل وهو الكذب بعينه فالجرائم موثقة بالوسائل الإعلامية والوسائط الإعلامية . عشرات الآلاف يموتون. لم يعد هذا انتقامًا مُبررًا. وكان النجم الفرنسى إيريك كانتونا قد خاطب الآلاف قبل أيام مدافعا عن الشعب الفلسطينى وإليكم النص:


** «أعلم أن كرة القدم أكثر من مجرد رياضة. إنها تعنى الثقافة والسياسة والقوة الناعمة التى تمثل بها الدولة نفسها على المسرح العالمى. لقد حان الوقت لحرمان إسرائيل من هذا الامتياز. بعد أربعة أيام من حرب روسيا على أوكرانيا أوقف الفيفا والويفا روسيا عن المشاركات الدولية. لقد مضى الآن 617 يوما على ما وصفته منظمة العفو الدولية بالإبادة الجماعية، مع ذلك يجب على الأندية فى كل مكان رفض اللعب ضد الفرق الإسرائيلية. جميعنا نتذكر الفصل العنصرى فى جنوب إفريقيا. المقاطعة الرياضية ساهمت فى إيقاف الفصل العنصرى. إذا كان لدينا القوة ، وأنتم لديكم القوة وكذلك كل مشجعى كرة القدم فى العالم فهذه الفرق تمثلكم . الفيفا والويفا اطردوا إسرائيل».


** إذا أُريد للرياضة أن تحتفظ بأى قيمة، فلابد من اتخاذ الاتحادات الدولية واللجنة الأوليمبية قرار حرمان الفرق الإسرائيلية من المشاركة فى الأنشطة الرياضية . وهو قرار تأخر 700 يوم ولم يعد مقبولا أن يتأخر يوما واحدا . إسرائيل يجب طردها من مسرح الرياضة اليوم والآن وليس غدا.


** لا تنصتوا إلى إنفانتينو رئيس الفيفا فسوف يدلى بكلمات مبهمة، مائعة، بعيدة عن المضمون وعن الجوهر ربما سيقول: «مثلكم جميعًا، أعانى عندما أرى الأطفال يعانون. أبكى عندما أرى الأمهات يبكين، سواء كان ذلك فى غزة، أو فى أوكرانيا، أو فى السودان، أو فى ليبيا فلنعمل أكثر. ولنجمع الناس معًا. ولنخلق فرصًا للناس ليتعرفوا على بعضهم البعض أكثر. نريد للعالم أن ينجح. نريد أن نوحد العالم..» هكذا تحدث من قبل وهكذا سوف يتحدث اليوم . هذا هو أسلوبه هكذا سيحاول إنفانتينو التوفيق بين هذه الأمور، بين الكلام عن السلام والحب والتفاهم، وبين أدلة الإبادة الجماعية، وصوت سيده . فمنذ أيام قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: «سنعمل بكل قوة على الوقف الكامل لأية محاولة لمنع المنتخب الوطنى الإسرائيلى لكرة القدم من كأس العالم..!».

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.