هل هناك هدف ثالث للحرب فى غزة؟ - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 9:24 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هل هناك هدف ثالث للحرب فى غزة؟

نشر فى : الأربعاء 3 أبريل 2024 - 7:15 م | آخر تحديث : الأربعاء 3 أبريل 2024 - 7:15 م

وضع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو هدفين أساسيين للحرب: القضاء على «حماس» وإعادة الرهائن. حتى الآن، لم يحقق أيًا من هذين الهدفين، لكن يبدو أن إسرائيل تدفع قدمًا بهدف ثالث، هو الاحتلال الدائم لشمال القطاع.
ومثلما جرى لدى احتلال الضفة الغربية، تخلق إسرائيل وقائع على الأرض بواسطة جيشها، انطلاقًا من اعتبارات أمنية طارئة، وفى الموازاة، تستخدم المشروع الاستيطانى وممثليه فى الكنيست، وفى الحكومة، الذين يستغلون كل فرصة من أجل تحقيق تطلعاتهم الإقليمية.
فى الواقع، طرح على جدول أعمال الحكومة هذا الأسبوع اقتراح لاتخاذ قرارات، عنوانه «زيادة صلاحيات الحكومة فى مجال الاستيطان». والهدف نقل مسئولية قسم المستوطنات من وزارة الزراعة إلى وزيرة الاستيطان والمهمات القومية أويت ستروك، من حزب الصهيونية الدينية، مع الإشارة إلى أن الرقابة المالية على نشاطات القسم ستجرى، من الآن فصاعدًا، من القسم، وليس من جهة خارجه. وبكلام آخر، الهدف هو إزالة القيود المفروضة على قسم الاستيطان، الذى يعمل كذراع للحكومة والهستدروت الصهيونى لمصلحة استثمارات حساسة ما وراء الخط الأخضر. وظاهريًا، المقصود «فقط» المستوطنات فى الضفة الغربية. ويبدو أن الحكومة تنفذ اتفاقًا تم التوصل إليه فى الاتفاق الائتلافى مع حزب الصهيونية الدينية، قبل وقت طويل من 7 أكتوبر. لكن على خلفية الدعوات إلى منع عودة الفلسطينيين والفلسطينيات إلى شمال القطاع، والدعوة إلى استيطان يهودى، فإن نقل قسم الاستيطان إلى الوزيرة ستروك، يمكن أن يستخدم كأساس من أجل إقامة مستوطنات فى شمال القطاع بسرعة.
ليس فقط المشروع الاستيطانى وأذرعه فى الحكومة هم الذين يستعدون لإقامة وجود يهودى فى غزة لوقت طويل. فالجيش أيضًا يدفع قدمًا بمشروعين يشيران إلى الاستعداد لبقاء طويل فى القطاع: إنشاء منطقة أمنية محاذية للسياج الحدودى، عرضها كيلومتر، وتمتد على 16% من أراضى القطاع. وثانيًا: خلق ممر للسيطرة يفصل بين شمال القطاع وجنوبه، ويسمح للجيش الإسرائيلى بالإشراف على التنقل على الطرقات الاستراتيجية، وهذا الموضوع له علاقة بصلب المفاوضات مع حماس.
المزج بين مصالح أمنية وبين طموحات استيطانية شكل كارثة وجودية أدت إلى تورط إسرائيل فى احتلال أفسد كل شىء جيد فيها. لا يجوز السماح لليمين المسيانى الداعى إلى الضم باستغلال «المذبحة» المريعة، والحرب التى نشبت فى أعقابها، من أجل إلغاء فك الارتباط عن غزة، فى سنة 2005 والدفع قدمًا بنكبة ثانية، وبقاء الجيش الإسرائيلى فى غزة. كل ذلك مع التخلى عن الرهائن. هناك حاجة ملحة إلى إسقاط هذه الحكومة، ومن يترأسها لأنها، يوميًا، تعمق الحفرة التى أسقطا إسرائيل فيها.

افتتاحية هآرتس

مؤسسة الدراسات الفلسطينية

التعليقات