عفواً حلف الحلاليف - وائل قنديل - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 1:51 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عفواً حلف الحلاليف

نشر فى : الإثنين 4 مايو 2009 - 5:23 م | آخر تحديث : الإثنين 4 مايو 2009 - 5:23 م

 نعم.. الذبح كان أرحم الحلول فى التصدى لرعب إنفلونزا الخنازير، ولو كان القرار بالإعدام لما كان فى ذلك أى خروج على قواعد الرحمة والشفقة أو اعتبارات المصلحة العامة.

سيقولون لك إن الآلاف من الفقراء يتعيشون على نشاط تربية الخنازير، لكن ماذا عن الملايين من الفقراء والأثرياء ومتوسطى الحال الذين يتهددهم الخطر لو تركت الأمور على ما هى عليه؟

سيقولون لك إن الخنزير أو الحلوف كما يسميه أهل الصنعة حيوان مسكين شأنه شأن أى حيوان آخر يجب التعامل معه برحمة.. فأين كانت هذه الرحمة حين أقدمت بريطانيا على إعدام ملايين الرءوس من الأبقار والحيوانات المختلفة عام 2001 حين هجمت الحمى القلاعية بمنتهى العنف؟

وأزعم أننى أختلف مع الحكومة فى معظم ما «تقترفه» من سياسات وقرارات وأفعال، لكنى لم أستطع أن أمنع نفسى عن التصفيق لقرار ذبح الخنازير على وجه السرعة، ليس لأن القرار يثبت أن فى هذا البلد من يمكنه اتخاذ قرار وتنفيذه، بل لأنها إحدى المرات النادرة التى تتحرك فيها الحكومة فى التوقيت المناسب وقبل فوات الأوان، كما أنها خطوة تستجيب لمقتضيات المصلحة العامة دون الاستسلام لمحاولات الابتزاز باستخدام أوراق اجتماعية وطائفية.

والراجح أن الأيام المقبلة ستشهد مزيدا من محاولات الضغط من المنتفعين بتربية الحلاليف، بل إن هناك بالفعل إجراءات بدأ العاملون فى مجال تغذية وتربية الخنازير اتخاذها، من ذلك مثلا أن معدلات رفع القمامة من أمام أبواب الشقق فى أماكن عدة بدأت تتقلص، حيث تبقى القمامة ليومين دون أن يحملها العمال.

ومن ذلك ما جرى من مصادمات فى منشية ناصر قبل يومين عندما توجهت الجهات المختصة لتنفيذ قرار الذبح، وبالتوازى والتزامن مع كل ذلك ما تردده بعض الأصوات عن أن التعامل مع المشكلة على هذا النحو يحمل أخطارا مجتمعية وبيئية، وهذا حق يراد به باطل، وأزعم أن النسبة الأكبر من الإخوة الأقباط يدركون تماما أن قرار التخلص من الخنازير ليس به شبهة طائفية، ويعون جيدا أن مقتضيات المصلحة الوطنية تفرض على الجميع التعاون لإبعاد هذا الكابوس المخيف.

على أن قرار ذبح الخنازير وحده لا يكفى لنقل إن الحكومة فعلت ما عليها، بل إن هناك استحقاقات عديدة تبقى فى رقبة الحكومة، منها تعويض أصحاب المزارع والحظائر بشكل عادل، ومنها أيضا إيجاد حلول عاجلة لما قد ينشأ من فراغ فى حالة امتناع جامعى القمامة عن رفعها من أمام البيوت وفى الشوارع، ومنها كذلك البحث عن حلول بيئية علمية لمعالجة وتدوير القمامة والنفايات فى أماكن خارج النطاق العمرانى كما تفعل جميع بلدان العالم المتحضر..

وائل قنديل كاتب صحفي