تأملات صوفية فى أيام الصفاء - ناجح إبراهيم - بوابة الشروق
الإثنين 9 ديسمبر 2024 6:03 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تأملات صوفية فى أيام الصفاء

نشر فى : السبت 4 أكتوبر 2014 - 10:05 ص | آخر تحديث : السبت 4 أكتوبر 2014 - 10:05 ص

فى أيام الطاعات والعبادات لا يصلح الحديث عن السياسة ولا يناسب النفوس الموجوعة.. فقد أوجعت السياسة بكذبها ونفاقها قلوبنا بما يكفى.. ونشرت الكراهية فى سنوات معدودة تكفى الشعب المصرى وتزيد لعشرات السنين.. وفرقت ولم توحد.. وقطعت الأرحام باستقطاباتها السياسية الحادة.. فالحجيج اليوم ما زالوا فى مناسكهم وعبادتهم.. ونحن فى ايام التشريق والتكبير والتهليل حتى اليوم.. والتآلف الذى زرعه العيد فى قلوب المصريين ما زال هشا.. واليوم اخترت لكم أجمل المعانى الإيمانية والصوفية، التى تصفى النفوس وتنقى القلوب أسوقها لكم نقلا عن أئمة هذا العلم والفقه العظيم ــ الذى أسماه أبوحنيفة الفقه الأكبر، وهو «فقه الروح والزهد والورع» ــ أمثال الجنيد وإبراهيم بن أدهم والغزالى وابن القيم والهروى والكرخى والجيلانى.. وهذه بعض كلماتهم:

1ــ طوبى لمن أنصف ربه من نفسه.. فأقر بالجهل فى علمه والتقصير فى عمله والعيوب فى نفسه والتفريط فى حقه فإن أخذه الله بذنوبه رأى عدله سبحانه وإن سامحه وعفا عنه رأى فضله.. وإن عمل حسنة رآها من منته سبحانه وصدقته عليه.. فإن قلبها فهى صدقة ومنة ثانية.. وإن ردها فلكون مثلها لا تصلح أن تقدم له سبحانه.. وإن عمل سيئة رآها من تخيله سبحانه عنه وخذلانه له وإمساك عصمته عنه وذلك من عدله سبحانه فيه.. فيرى فى ذلك فقره إلى ربه وظلمه لنفسه.. فإن غفرها له فبمحض إحسانه وجوده.. وخلاصة الأمر فى ذلك أن العبد يرى ربه دوما محسنا ويرى نفسه دوما مسيئا أو مقصرا، ويرى كل ما يسر له من فضل ربه عليه وإحسانه إليه وكل ما يسوءه هو من ذنوبه وعدل الله فيه.

2ــ للعبد ستر بينه وبين الله.. وستر بينه وبين الناس.. فمن هتك الستر الذى بينه وبين الله هتك الله الستر الذى بينه وبين الناس.

3ــ للعبد رب هو ملاقيه.. وبيت هو ساكنه.. فينبغى عليه أن يسترضى ربه قبل لقائه، ويعمر بيته قبل أن ينتقل إليه.

4ــ إضاعة الوقت أشد من الموت لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها.

5ــ كيف يكون عاقلا من باع الجنة ونعيمها وخلود الدهر بشهوة ساعة.

6ــ المخلوق إذا خفته هربت منه.. والرب سبحانه وتعالى إذا خفته أنست به وقربت منه.

7ــ لما طلب آدم الخلود فى الجنة عن طريق الشجرة عوقب بالخروج منها.. ولما طلب يوسف الخروج من السجن من جهة صاحب الرؤيا لبث فيه بضع سنين.

8ــ من لم ينتفع بعينه لم ينتفع بإذنه.

9ــ اشتر نفسك اليوم.. فإن السوق قائمة.. والثمن موجود.. والبضائع رخيصة.. وسيأتى على تلك السوق يوم لا تصل فيها إلى قليل ولا كثير «وَيَوْمَ يَعَضُ الظَالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِى اتَخَذْتُ مَعَ الرَسُولِ سَبِيلا».

10ــ من تلمح حلاوة العافية هانت عليه مرارة الصبر.. وإنما تفاوت القوم بالهمم لا بالصور.. وبينك وبين الفائزين جبل الهوى نزلوا بين يديه ونزلت خلفه.

11ــ إذا أشعلت نار الانتقام من جذوة غضبك بدأت بإحراق من أشعلها.. فعليك أن توثق غضبك بسلسة الحلم.. فإن الغضب نمر غادر إن أفلت أتلف.

ملحوظة: اقرأ كل فقرة عدة مرات واعمل بها كثيرا وكلما عملت بها أدركت الكثير من أسرارها وإن لم تفعل بها حرمت الكثير من أسرارها.

التعليقات