وطن بلا تعذيب - نجاد البرعي - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 8:47 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

وطن بلا تعذيب

نشر فى : الإثنين 5 أكتوبر 2015 - 6:15 ص | آخر تحديث : الإثنين 5 أكتوبر 2015 - 6:15 ص

فى يناير ٢٠١٤ تم إلقاء القبض على «محمود محمد محمود» الذى كان يبلغ ١٧ عاما اثناء عودته إلى منزله، لم يكن معه اسلحة أو منشورات، فقط كان يرتدى قميصا قطنيا يحمل عبارة «وطن بلا تعذيب»؛ ووشاحا يلف عنقه مكتوبا عليه «٢٥ يناير»!!. لم يكن من المستحب وقتها ان يذكر احد «ثورة يناير» بخير. ذكرى مؤلمة للبعض ممن هم فى السلطة أو على ضفافها. الحديث عن وطن بلا تعذيب هو تكدير للسلم العام. الحديث عن تعذيب خالد سعيد عام ٢٠١٠ افضى إلى ثورة ادت إلى سقوط هيبة الجلادين فى اعين الناس، لا يمكن السماح بأن يتم ذلك مرة اخرى، يجب ان يظل الناس كما يريدونهم عبيدا يُقرعون بالعصى. كان حلم ٢٥ يناير قد «مات» ولكن من الواضح ان «محمود» لم يكن يعرف. حتى الآن امضى «محمود» ٦٠٠ يوم رهن الحبس الاحتياطى !!. اصبحت سنه ١٩ سنة، خرج من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب وهو فى السجن. على مدى ٢٤ جلسة تجديد حبس لم يحضر «محمود» جلسة واحدة لأن نقله من السجن إلى حيث يعقد القاضى جلسته «متعذر لدواعٍ امنية»!!. منظمه «العفو الدولية» اعتبرته ضمن «سجناء الرأى» وطالبت بإطلاق سراحه. وجوده فى السجن يحبط كل محاولات الرئيس السيسى اقناع العالم بأننا نعيش «حرية تعبير غير مسبوقة». إسراف النيابة فى استخدام الحبس الاحتياطى هو من الملفات التى ارجو ان تحظى باهتمام سعادة النائب العام الجديد المستشار نبيل صادق. الرجل القادم من محكمة النقض بكل تراثها القانونى العريق فى الدفاع عن الحريات، يملك ايضا خلفية شرطية تجعله يعرف جيدا كيف تُصاغ محاضر التحريات التى تشكل فى قضايا عديدة دليل الاتهام الوحيد. ربما من المهم ان يلفت النائب العام انتباه السادة وكلائه إلى ان القانون يجيز لهم اتخاذ عدد من التدابير البديلة للحبس الاحتياطى من بينها إلزام المتهم بعدم مبارحة موطنه، أن يقدم نفسه لمقر الشرطة فى أوقات محددة أو ان تحظر عليه حتى ارتياد اماكن معينة. من المهم مراجعة مواقف «كل المحبوسين احتياطيا» منذ ٢٠١٣ ــ٢٠١٤ والى اليوم وتقييمها بواسطة لجنه يشكلها النائب العام الجديد من اعضاء مكتبه الفنى. يمكن الإفراج عن البعض بالضمان المالى أو استبدال الحبس الاحتياطى بأية تدابير اخرى مناسبة. الوعد الوحيد الذى يمكن ان اقطعه «لمحمود محمد محمود» وهو فى محبسه اننا سنظل نعمل على ان تكون مصر «وطن بدون تعذيب». عليه ان يعرف انه يشكل إلهاما للشيوخ امثالى الذين اصبحوا يدركون ان عملهم وان لم يكتمل فى حياتهم فإنه حتما سيكتمل فى زمن قادم. سيحمل الراية بعدنا شباب من الواضح انهم مستعدون لدفع اثمان ربما كنا اجبن من ان ندفعها.

 

نجاد البرعى
negad2@msn.com

التعليقات