الخمسة جنيه - محمود قاسم - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 11:52 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الخمسة جنيه

نشر فى : الجمعة 5 نوفمبر 2021 - 8:40 م | آخر تحديث : الجمعة 5 نوفمبر 2021 - 8:40 م
يشاهد الناس هذه الأيام فى دور العرض فيلما طريفا بعنوان «200 جنيه» للمخرج محمد أمين صاحب الأفكار المبتكرة الطريفة ويبدو أن الكاتب والمخرج معجب بشدة بفكرة فيلم قديم تم إنتاجه عام 1945 باسم «الخمسة جنيه» إخراج حسن حلمى، تمثيل زوزو نبيل ومحسن سرحان، الفكرة فى الفيلم القديم تدور حول العملة النقدية ومن الواضح أن الجنيه فى تلك الفترة كان شاغرا لصناع السينما والمسرح مثل مسرحية الجنيه المصرى بطولة نجيب الريحانى وفى الفيلم اليوم فإن ورقة البنكنوت ذات الخمسة جنيهات تتحدث عن نفسها وعن البشر الذين تنتقل بينهم، باعتبار أنها وحدة صرف معقولة تتساوى بالتقريب مع بركة المائتى جنيه بالنسبة لأيامنا، أى إنها تكون وحدة شراء قد تكفيك يوما فهى تنتقل بسهولة بين الفئات الاجتماعية خاصة البسطاء وفى النصف الأول من الفيلم فإنها تتحرك من شخص لآخر، من بينهم رب أسرة وعامل بسيط حتى تصل إلى شخص معواز فتحول حياته إلى يسر ملحوظ ويتزوج من امرأة عاقلة وتتنامى ثروته ويصبح رجل أعمال خيّرا ويتفاءل بهذه الورقة التى يضعها فى إطار يحافظ عليها، ووسط هذه الحكايات يبدو معدن الزوجة التى تسد بشكل ملحوظ شريك زوجها فى العمل حتى لا تقع فى أى محظور وتنكشف الأمور للزوج فيطرده من حياته ويحدث أن يفقد الرجل الوريقة ويبذل كل ما لديه لاستعادتها وفى النهاية فإن الوريقة تطير متجهة إلى شخص آخر بعد أن تأكد أن بطل الفيلم صار فى أمان اجتماعى.
أما الفيلم الحديث فإنه يدور حول ورقة البنكنوت التى تضع عليها إحدى النساء الفقيرات خاتمها بالخطأ وتصير موسومة بالخاتم وهى تنتقل بين الناس داخل هذه الطبقة فتكشف المعادن الأخلاقية لأكثر من شخص وتتسبب فى أعمال الخير أحيانا والجرائم أحيانا أخرى.
الفيلمان ينتميان إلى نوع الدراما كثيرة الأحداث والأشخاص مع وجود خيط رفيع للغاية يربط بين الأشخاص، وأهمية الفيلم القديم بالنسبة لى هو التأكيد على الاحتفال السينمائى بإنشاء الجامعة العربية فى تلك السنة، حيث إن هناك أكثر من فيلم تم فيه تقديم أوبرات غنائية لتحية التقارب العربى والتغنى بدور كل دولة، فيما يسمى بالتحالف العربى بالغناء دائما فى هذه الأفلام جماعيا، أو فى الشوارع المفتوحة مثلما فعلت أمينة شكيب فى فيلم «أحلاهم»، ومثلما حدث أيضا فى فيلم «البنى آدم» بما يعنى أن السينما وأغانيها كانت هى الأسرع فى التعبير عن المناسبات السياسية مثلما حدث بعد ذلك حول حرب فلسطين و23 يوليو والعدوان الثلاثى.
حسن حلمى مخرج ليست له أفلام بارزة إلا أن فكرة الفيلم بالغة الترافة ويحسب له تقديم زوزو نبيل فى شخصية المرأة العاقلة التى تساند زوجها وتقف مع أسرتها وهى تنتقل من حالة الحاجة إلى الهبة، ومنح الآخرين ما يستحقون ولعل هذا الفيلم من الأعمال القليلة التى قامت فيها بالبطولة المطلقة وقد التقت فيما بعد فى أدوار معاكسة تماما أمام محسن سرحان، منها فيلم زمن العجائب لحسن الإمام وقد توقفنا دوما عند الحماس الشديد للإمام موهبة زوزو نبيل وفى تلك الفترة كانت هى نجمة الإذاعة الشهيرة فى المسلسل الرمضانى ألف ليلة وليلة وهى تقوم بدور شهرزاد أمام عبد الرحيم الزرقانى.
والمدهش هو لماذا تحصل الممثلة على مكانة مماثلة فى تلك الفترة لزميلتها عقيلة راتب التى كانت مطربة ثم تفرغت للتمثيل، وعلى كل فالتاريخ الفنى لهما متقارب للغاية، حيث إن كلا منهما تفرغ لدور الأم بداية من الخمسينيات ولمدة أربعين عاما واحدة بالغة الطيبة والأخرى شخصية مليئة بالشكيمة.
التعليقات