التحالف الغربى ينهار - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 10:46 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

التحالف الغربى ينهار

نشر فى : الأربعاء 7 أغسطس 2019 - 9:50 م | آخر تحديث : الأربعاء 7 أغسطس 2019 - 9:50 م

نشر موقع «Information Clearing House» مقالا للكاتب بيتر كوينيج يتحدث فيه عن التوجه شرقا واحتمالات انهيار التحالف الغربى.
منذ أن أصبح عمران خان رئيس وزراء باكستان الثانى والعشرين فى أغسطس 2018، حدثت تغييرات جذرية. فى حين أن أسلافه على الرغم من أنهم كانوا يميلون عمومًا نحو الشرق، فإنهم غالبا ما كانوا يترددون بين التوجه نحو الولايات المتحدة أو نحو الصين.. إلا أن خان بصدد تحديد تحالفاته لتتجه بوضوح نحو الشرق، وخاصة الصين. وهذا فى صالح بلده، وفى صالح الشرق الأوسط، وفى نهاية المطاف فى صالح العالم بأكمله.
منذ بضعة أيام، ذكرت وكالة الأنباء الروسية أن الصين، بالإضافة إلى توسيع الميناء الجديد فى جوادر بإقليم بلوشستان، قد أبرمت اتفاقيات مع باكستان لبناء قاعدة عسكرية جوية فى باكستان، ومدينة جديدة تتسع لنصف مليون شخص، بالإضافة إلى العديد من مشاريع تطوير الطرق والسكك الحديدية، بما فى ذلك طريق سريع يربط مدينتى كراتشى ولاهور، وإعادة بناء طريق كاراكورام السريع، الذى يربط حسن ابدال بالحدود الصينية، بالإضافة إلى تطوير خط سكة حديد «كراتشى ــ بيشاور» الرئيسى ليتم استكماله فى نهاية عام 2019 لقطارات السفر التى تصل سرعتها إلى 160 كم/ساعة.
ليس من المتوقع أن تساهم فقط عملية إعادة تطوير البنية التحتية للنقل الباكستانية المتداعية بين 2٪ و3٪ فقط من الناتج المحلى الإجمالى لباكستان فى المستقبل، ولكنها سوف توفر أيضًا منفذًا آخر للغاز الإيرانى، بخلاف مضيق هرمز ــ على سبيل المثال، السكك الحديدية إلى ميناء جودار الجديد الذى، بالمناسبة، هو أيضا قاعدة بحرية صينية جديدة. من جودار، يمكن شحن البضائع الهيدروكربونية الإيرانية إلى كل مكان، بما فى ذلك إلى الصين وإفريقيا والهند. ومع البنية التحتية الجديدة للنقل، يمكن شحن الغاز الإيرانى برا إلى الصين.
فى الواقع، إن مشاريع البنية التحتية هذه، بالإضافة إلى العديد من مشاريع إنتاج الطاقة الكهربائية، والتى لا يزال يتم تشغيل معظمها بالوقود الأحفورى، لحل مشكلة النقص المزمن فى الطاقة فى باكستان، هى جزء من مبادرة الحزام والطريق الصينية، والتى تسمى أيضًا طريق الحرير الجديد. إنها جزء أساسى من الممر الاقتصادى الجديد بين الصين وباكستان والذى تم تصميمه لأول مرة فى عام 2015 خلال زيارة قام بها الرئيس الصينى شى جين بينغ، حيث تم توقيع ما يقرب من 51 مذكرة تفاهم تبلغ قيمتها حوالى 46 بليون دولار أمريكى. إن باكستان بالتأكيد هى خارج المدار الأمريكى.
اليوم، فى مرحلة تنفيذ الممر الاقتصادى الجديد بين الصين وباكستان، تقدر المشروعات المخططة أو التى هى تحت الإنشاء بأكثر من 60 مليار دولار أمريكى. مما يقدر بنحو 80٪ من الاستثمارات المباشرة بمشاركة باكستانية كبيرة و20 ٪ من القروض الصينية الميسرة. من الواضح أن باكستان أصبحت حليفة قوية للصين ــ وهذا على حساب دور الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط. إن هيمنة واشنطن على الشرق الأوسط أصبحت تتلاشى بسرعة.
قبل أيام قليلة، رفضت ألمانيا طلب واشنطن المشاركة فى مهمة بحرية بقيادة الولايات المتحدة فى مضيق هرمز، بحجة تأمين شحنات الهيدروكربونات عبر هذا المضيق التى تسيطر عليه إيران. فى الواقع، يشبه الأمر عملية تسليح جديدة للممرات المائية، من خلال التحكم فى من يشحن ماذا ولمن ــ وتطبيق «العقوبات» عن طريق حظر أو القرصنة الصافية للناقلات المتجهة إلى أراضى «العدو» الغربية.
أعلن وزير الخارجية الألمانى «هايكو ماس» يوم الأربعاء الماضى فى وارسو، بولندا، أنه «لا يمكن أن يكون هناك حل عسكرى» للأزمة الحالية فى الخليج الفارسى وأن برلين سترفض طلب واشنطن بالانضمام إلى العملية الأمريكية والبريطانية والفرنسية «التى تهدف إلى حماية حركة الملاحة البحرية فى مضيق هرمز، ومكافحة ما تطلق عليه «العدوان الإيرانى»؛ حيث لا تزال ألمانيا ملتزمة بخطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 ــ (الاتفاق النووى الإيراني)، والتى انسحبت منها الولايات المتحدة من جانب واحد قبل عام، وبالتالى فإن ألمانيا لن تتدخل نيابة عن الولايات المتحدة.
أضف إلى ذلك تركيا ــ عضو رئيسى فى حلف الناتو سواء بالنسبة لموقعها الاستراتيجى أو القوة العسكرية الفعلية لحلف الناتو التى تأسست فى تركيا ــ باتت تقترب أكثر فأكثر من الشرق، وأصبحت حليفًا قويًا لروسيا، بعد أن تجاهلت تحذيرات واشنطن ضد شراء تركيا أنظمة الدفاع الجوى المتطورة الروسية Sــ400. لقد عاقبت الولايات المتحدة بالفعل الاقتصاد التركى من خلال التلاعب بعملتها لتهبط بنسبة 40 ٪ منذ بداية عام 2018. وتركيا هى أيضا مرشحة لتصبح عضوا فى منظمة شنغهاى للتعاون، وكذلك إيران. وقد تخرج قريبا من الناتو وهذه الخطوة ستكون بمثابة ضربة هائلة للحلف ــ وقد تغرى دول الناتو الأوروبية الأخرى بالقيام بالمثل ربما لن يحدث هذا بين عشية وضحاها، ولكنه مطروح.
كل المؤشرات تدل على أن المستقبل، اقتصاديًا وأمنيًا يتمثل فى الشرق. حتى أوروبا قد تتجرأ فى نهاية المطاف على القفز نحو تطوير علاقات أفضل مع روسيا وآسيا الوسطى وفى المقام الأول مع الصين.
الحرب الغربية بقيادة الولايات المتحدة على إيران هى بالتالى غير مرجحة. وخاصة أنه لم يعد هناك حلفاء يعتمد عليهم فى المنطقة. لذلك، فإن التهديدات والتحذيرات والاستفزازات المزعجة من جانب الولايات المتحدة مع بعض حلفائها الغربيين الدائمين قد تستمر لفترة من الوقت. ولكن التحالف الغربى لم يعد كما كان عليه. فى الواقع، إنه فى حالة من الفوضى. وإيران تعلم ذلك.

إعداد: ريهام عبدالرحمن العباسى
النص الأصلى:
The Western Alliance Is Falling Apart

التعليقات