الحرب على أطفال غزة.. اليتم والجوع ونقص التطعيمات - مواقع عالمية - بوابة الشروق
الإثنين 14 أكتوبر 2024 2:19 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الحرب على أطفال غزة.. اليتم والجوع ونقص التطعيمات

نشر فى : الأحد 8 سبتمبر 2024 - 6:00 م | آخر تحديث : الأحد 8 سبتمبر 2024 - 6:00 م

 بداية، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، فى السابع عشر من أغسطس الماضى، إلى وقف إطلاق النار لمدة سبعة أيام للسماح بتطعيم الأطفال فى غزة ضد شلل الأطفال.

وقال وزير الصحة الفلسطينى ماجد أبورمضان، فى نفس اليوم: «من المعروف علميًا أنه من بين كل 200 إصابة بالفيروس، ستُظهر حالة واحدة فقط الأعراض الكاملة لشلل الأطفال، فى حين قد تظهر على الحالات المتبقية أعراض خفيفة مثل البرد أو الحمى الخفيفة».

ويعنى هذا أن الفيروس ربما انتشر إلى كل أنحاء قطاع غزة، نظرًا إلى تدمير النظام الصحى بأكمله إلى حد كبير. ولمنع وقوع كارثة أكبر فى غزة التى مزقتها الحرب، أعلنت منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إنهما بحاجة إلى تطعيم 640 ألف طفل فى جميع أنحاء غزة خلال فترة قصيرة من الزمن. لكنها مهمة صعبة، لأن الغالبية العظمى من سكان غزة يعيشون فى مخيمات غير آمنة للاجئين دون إمكانية الوصول إلى المياه النظيفة أو الكهرباء، إضافة إلى أكثر من 330 ألف طن من النفايات المحيطة بهم، ما أدى إلى تلويث المياه غير الصالحة للشرب من البداية.

فى السياق نفسه، يوضح الكاتب أن مهمة إنقاذ أطفال غزة أصبحت معقدة لسببين، أولهما: استمرار إسرائيل إلقاء القنابل على كل جزء من غزة، بما فى ذلك ما يُسمى بـ«المناطق الآمنة»، التى أعلنتها إسرائيل بعد وقت قصير من بدء الحرب. والسبب الآخر هو أن غزة ظلت لعدة أشهر دون كهرباء ونظام تبريد فعال، بالتالى أصبحت غالبية اللقاحات غير صالحة للاستخدام.

ولكن معاناة أطفال غزة لا تقتصر على نقص التطعيم.

حتى 19 أغسطس الماضى، قُتل ما لا يقل عن 16480 طفلًا كنتيجة مباشرة للحرب، بالإضافة إلى آلاف آخرين ما زالوا فى عداد المفقودين ويُفترض أنهم ماتوا. ويشمل هذا العدد، وفقًا لوزير الصحة الفلسطينى فى غزة، 115 رضيعًا.

وجاء على لسان المتحدث باسم وزارة الصحة أن العديد من الأطفال ماتوا جوعًا، وأن ما لا يقل عن 3500 طفل فى غزة يواجهون (المصير نفسه) وسط نقص الغذاء وسوء التغذية فى ظل القيود الإسرائيلية على توصيل الغذاء. بالإضافة إلى ذلك، فقد أكثر من 17 ألف طفل فى غزة حتى الآن أحد والديهم أو كليهما منذ بدء الحرب فى السابع من أكتوبر.

ويشير الكاتب إلى أن أحد الأسباب الرئيسية لكون أطفال غزة يشكلون الأغلبية من ضحايا الحرب هو أن المنازل والمدارس وملاجئ النازحين كانت الأهداف الرئيسية للقصف الإسرائيلى.

ووفقًا لبيان صادر عن خبراء الأمم المتحدة فى أبريل الماضى، فإن أكثر من 80% من المدارس فى غزة تضررت أو دمرت.

وبحسب وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، فقد قُتل حتى الثانى من يوليو الماضى 8572 طالبًا فى غزة و100 طالب فى الضفة الغربية المحتلة على أيدى جيش الاحتلال الإسرائيلى. كما أصيب 14089 طالبًا فى غزة و494 طالبًا فى الضفة الغربية.

ويؤكد الكاتب أن هذه هى أسوأ الخسائر التى تكبدها الأطفال الفلسطينيون خلال فترة وجيزة نسبيًا منذ النكبة، وتدمير الوطن الفلسطينى فى عام 1948، وتتفاقم المأساة يومًا بعد يوم.

لا ينبغى لأى طفل، ناهينا عن جيل كامل من الأطفال، أن يتحمل كل هذا القدر من المعاناة بغض النظر عن المنطق السياسى.

لقد حدد القانون الدولى والإنسانى «احترامًا وحماية خاصيْن» للأطفال أثناء أوقات النزاع المسلح، كما تؤكد قواعد بيانات القانون الدولى الإنسانى التابعة للصليب الأحمر، لكن من الواضح أن هذه القوانين تطبق على الأطفال الفلسطينيين من الناحية النظرية فقط.

إن خيانة المجتمع الدولى لهؤلاء الأطفال سوف تلطخ الوعى الجماعى للبشرية لعقود مقبلة. إنها حرب على الأطفال الفلسطينيين ولا بد أن تتوقف قبل أن يتم محو جيل كامل من أطفال فلسطين.

رمزى بارود

موقع Eurasia review

ترجمة وتلخيص: وفاء هانى عمر

النص الأصلى

التعليقات