أجواء مباركية - أشرف البربرى - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 10:56 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أجواء مباركية

نشر فى : الخميس 10 أبريل 2014 - 12:10 م | آخر تحديث : الخميس 10 أبريل 2014 - 12:10 م

بكل أسف هناك محاولات مستميتة لإعادتنا إلى «أزهى عصور الديمقراطية» التى عشناها مع الرئيس المخلوع حسنى مبارك فى أول انتخابات رئاسية عام 2005. ورغم وجود العديد من الفروق الجوهرية بين مصر 2005 ومصر 2014، فهناك الكثير من الأشياء التى تثير فى النفس قلقا قويا من العودة إلى «أزهى عصور الديمقراطية».

فالمرشح المحتمل والرئيس المؤكد عبدالفتاح السيسى ومن حوله يصرون على إعادة إنتاج أجواء انتخابات مبارك دون تفكير فيما يمكن أن يلحقه ذلك من أضرار بأحلام الشباب الذين دفعوا أرواحهم من أجل تجربة ديمقراطية حقيقية والذين لولا دماؤهم لكان السيد عبدالفتاح السيسى مجرد محافظ لإحدى محافظات مصر الحدودية بعد أن ينهى فترة خدمته فى القوات المسلحة تحت قيادة القائد الأعلى السيد محمد حسنى مبارك وفى ظل حكم جمال مبارك ــ أحمد عز.

فنحن الآن أمام مرشح رئاسى لا يرى نفسه مضطرا لتقديم نفسه وبرنامجه إلى الشعب ومحاولة إقناعه بنفسه كرئيس منتظر، ومع ذلك تتوافد على بابه نفس الوجوه الكالحة التى صنعت تجربة مبارك الفاشلة تحت لافتات عمالية وقبائلية وسياسية لكى تبايعه على الرئاسة دون حتى أن تنتظر لكى تعرف ما يحمله الرجل لمصر فى المستقبل.

إن اتحاد العمال عندما يعلن دعمه للسيسى ويزعم قدرته على حشد 35 مليون صوت له دون انتظار لإعلان البرنامج الانتخابى للمرشح يؤكد بوضوح عودتنا إلى الأجواء المباركية. فالاتحاد لم ينتظر إعلان البرنامج الذى قد يتضمن مثلا تسريح العمالة وتقليص حجم المؤسسات الحكومية والتوسع فى مزايا المستثمرين ورجال الأعمال كوسيلة للنهوض بالبلاد حتى يحدد منه موقفه.

وحزب الوفد الليبرالى يعلن دعمه للمرشح قبل أن يعرف برنامجه الذى قد يتضمن الحد من الحرية الاقتصادية والحريات العامة وتعميق دور الدولة الاقتصادى والاجتماعى مثلا وهى كلها أمور يفترض أنها تدخل فى باب «الهرطقة السياسية» من منظور أى حزب ليبرالى مستقيم. ليس هذا فحسب بل إن أحزابا وقوى ناصرية تعلن دعمها للسيسى الذى لم يحدد وجهته حتى الآن رغم وجود مرشح ناصرى صريح هو حمدى صباحى.

الميزة الأساسية لدى السيسى والتى جمعت حوله كل هؤلاء الأضداد هى نفس الميزة التى كانت تجمع الأضداد حول مبارك وهى أن فوزه مضمون فى الانتخابات مع فارق جوهرى بين الاثنين وهو أن ضمانة فوز السيسى هى شعبيته الحقيقية وليس آلة التزوير الضخمة التى امتلكها الرئيس المخلوع ونظامه.

قد لا يكون السيد عبدالفتاح السيسى مسئولا عن كل هؤلاء المتسلقين والمرتزقة وحملة المباخر المستعدين دائما للالتفاف حول صاحب السلطة أو صاحب الفرصة الأكبر فى النجاح. فالرجل له شعبيته الكبيرة ولا يحتاج إلى الكثير من هذه الممارسات التى تضره أكثر مما تفيد. لكن الواقع يقول إن السيسى وحملته الرسمية يتعاملون مع الانتخابات والناخبين بقدر كبير من الاستهانة فلا الرجل يعتزم النزول إلى الناس كما يفعل أى مرشح فى أى تجربة ديمقراطية حقيقية، ولا حملته حريصة على التواصل مع الإعلام والإعلاميين كما كان الحال فى الانتخابات الرئاسية الحقيقية عام 2012.

لذا من الطبيعى أن تشكو لجنة الانتخابات الرئاسية من ضعف الاهتمام الدولى والمحلى بمراقبة الانتخابات، وأن تشكوا الانتخابات نفسها من غياب المرشحين، وأن نقول معا: «احترس.. التجربة الديمقراطية ترجع إلى الخلف».

التعليقات