ليسوا شيوخًا - محمد موسى - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 2:06 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ليسوا شيوخًا

نشر فى : الأربعاء 11 يوليه 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 11 يوليه 2012 - 8:00 ص

أكثر من أسبوع مر على مقتل ابنه الشاب أحمد على أيدى «ملتحين»، ولم يرجع عم حسين عيد حتى الآن إلى محل الملابس الذى يديره فى شارع صدقى بالأربعين.

 

شقته تغص بالمعزين ورجال الصحافة والفضائيات. لا وقت للراحة أو حتى للبكاء على زهرة شباب السويس، ضحية «ملتحين على موتوسيكل» كتبوا بدمه جريمة ضد مصر، وضد الإسلام أيضا.

 

الثلاثة كانوا بالجلباب القصير، ومن تحته البنطلون. خطيبة الراحل حكت لوالده أنهم توقفوا أمامها، تجاهلوا أحمد وسألوها: انتى واقفه كده ليه يابت؟.

 

رد عليه أحمد: ما تكلمهاش، كلمنى انا.

 

صرخ الملتحى: يا واد انت لمض.

 

انتهت المناقشة الساخنة بطعن أحمد فى ساقه، ونزف فى السويس، وفى الطريق إلى الإسماعيلية، ثم فى المستشفى، قبل أن يلقى وجه ربه بعد أيام.

 

الشاب السويسى

 

يحكى الوالد أيضا أن شابا اتصل به بعد الحادث، وأخبره أن اثنين من الملتحين الثلاثة أوقفوه قبل 8 شهور فى الشارع، وكان فى مهمة عائلية لتوصيل ابنة خالته. كانوا على الموتوسيكل أيضا. «بيعملوا دوريات. لما يشوفوا واحد وواحدة يسلموهم لعساكر الجيش إلى واقفين فى المنطقة».

 

هذه الشهادة الخطيرة التى سجلتها «الشروق» وتنشرها فى الأيام المقبلة، تكفى للإنذار بأن حادث أحمد حسين ليس عابرا، «بيفضحوا البنت فى محيط أهلها، والناس بتصدقهم لأنهم شيوخ».

 

ليسوا شيوخًا

 

لا يفقهون أجمل ما فى الدين، وأرحمه، وأنبله. لم يسمعوا عن خطبة الرسول (ص) الأخيرة، «أموالكم وأعراضكم ودماؤكم عليكم حرام».

 

الرد على الإرهابيين الذين يتظاهرون بالتدين لا يجب أن يكون نصوصا دينية، بل معلومات لم يسمعوا بها عن الدولة الحديثة التى تقدس الحرية الشخصية لمواطنيها، لهذا الخليط من الأعراق والأديان والانتماءات، حيث لا فضل لمواطن على مواطن، ولا حتى بالتقوى أو بطول اللحية.

 

 

الإرهابيون الثلاثة فى السويس ليسوا وحدهم، هناك ملتحون سقوهم هذه التعاليم الخطيرة، ومسحوا من قلوبهم قيم التسامح والتعايش. هناك أئمة مساجد يحرضون جمهورهم على تغيير المنكر، ويفهم الجميع أن المنكر الوحيد فى هذا العالم هو أن يمسك الشاب بيد خطيبته. لم نسمع من خطباء المساجد سابقا أو لاحقا تحريضا على نظام مبارك الفاشى، أو إدانة للاحتكار والسرقة والاتجار بمصر وديونها وشعبها.

 

المدون الشجاع لحد التهور وائل عباس سأل فى تغريدة: هو ليه الجرايد بتكتب الشيخ وليد على الواد المجرم القاتل الإرهابى المتطرف بتاع السويس؟

 

لا يمكن نشر باقى الجملة، ولا تعليق على «حال» الإعلام هذه الأيام.

محمد موسى  صحفي مصري