نشر موقع The Jerusalem Post مقالا لـ«عمير بيرتز»، الرئيس السابق لحزب العمل الإسرائيلى، ويدور المقال حول العلاقات الأمريكية الإسرائيلية والدور الذى لعبه رئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو» إزاء انخفاض التعاون وتدنى العلاقات فيما بين البلدين.
يبدأ «بيرتز» بالقول إنه باستثناء الفترة، التى سادت خلال عهد الرئيس الأمريكى إيزنهاور وسياساته الصارمة تجاه إسرائيل فى خمسينيات القرن الماضى، والتى وصلت إلى حد قطع المساعدات الأمريكية عن إسرائيل عام 1953، فإنه ومنذ تولى جون كيندى الرئاسة الأمريكية خلال انتخابات عام 1960 فقد بدأت العلاقات الأمريكية الإسرائيلية تتغير للأفضل وتسير على اتجاه ثابت من الاستقرار والتعاون. وقد عكست هذه العلاقة الوثيقة المصالح والقيم المشتركة بين البلدين، وبدا واضحا خلال العقود الماضية أن التعاون فيما بينهما يتجاوز أى اعتبارات حزبية أو خلافات سياسية، وذلك من أجل مصلحة البلدين واستمرار التعاون فيما بينهما.
ولكن خلال الوقت الراهن فقد أرتكب «نتنياهو» جميع الأخطاء الممكنة تجاه الحليف الأكبر للدولة اليهودية (الولايات المتحدة الأمريكية)، والتى أثرت سلبا على العلاقات بين البلدين خاصة خلال فترة الرئيس الأمريكى باراك أوباما. فقد واجهت إدارة أوباما الكثير من الصدامات مع إسرائيل، وقد بدأت مبكرا قبل تولى «أوباما» الرئاسة، وذلك منذ أن قام «نتنياهو» بالتدخل فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، وأعلن رغبته بتفضيل المرشح الأمريكى «ميت رومنى»، وليس «أوباما» وذلك عام 2012.
وبعد تولى «أوباما» الرئاسة وخلال فترته الثانية وصلت العلاقات الأمريكية الإسرائيلية إلى أدنى مستوياتها، وذلك عندما قام «نتنياهو» بإلقاء خطاب أمام الكونجرس الأمريكى فى مارس 2015 جاء مخيبا لآمال البيت الأبيض؛ حيث قام «نتنياهو» بانتقاد سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران، وجاء ذلك فى الوقت الذى كانت الولايات المتحدة قد قامت بتقديم مساعدات عديدة غير مسبوقة لإسرائيل خلال مفاوضتها مع إيران.
ويختتم الكاتب بالتأكيد على أن ما يرتكبه «نتنياهو» وما يتسبب به من تدهور للعلاقات بين البلدين ليس من قبيل الصدفة، وإنما ما هو إلا نتيجة لحماقاته الدبلوماسية وسياساته المتجذرة والراسخة بعقليته، والتى لن يدفع ثمنها سوى الصناعات الدفاعية وآلاف العمال المرتبطين بهذه الصناعات بل والدولة اليهودية برمتها.