** يبدأ منتخب مصر لكرة اليد رحلته فى كأس العالم بفرنسا اليوم بلقاء نظيره منتخب «أمم قطر» الذى يضم بين صفوفه لاعبين مجنسين باستثناء لاعب قطرى واحد على ما أظن.. والفريق القطرى الأممى قوى دون شك بعناصره ومواهبه العالمية ولعب أخيرا عدة مباريات تجريبية ففاز على الأرجنتين وبولندا وكان الفريق القطرى الأممى قد حصل على ثانى العالم فى بطولة 2015 حين خسر أمام فرنسا فى المباراة النهائية بفارق ثلاثة أهداف فى الدوحة.. ومنذ قديم الزمان اعترض على شراء المواهب والأبطال، وقد فعلت قطر ومثلها العديد من الدول فى العالم، بشراء نجوم اللعبات، لاسيما فى مجال ألعاب القوى.. ولا أفهم كيف توافق الاتحادات الدولية على ذلك؟ كيف بات التجنيس وشراء المواهب مسموحا به ومستباحا فى ساحات الرياضة؟
** إليكم قصة عداء عالمى عشت تفاصيلها بالمتابعة والكتابة والتعليق.. ففى التاسع من شهر أغسطس عام 2003 كان العداء ستيفن تشيرنو كينى الجنسية وبطلا للعالم فى سباق 3 آلاف متر موانع، ويوم 27 أغسطس عام 2003 أصبح ستيفن تشيرنو قطريا حين شارك فى بطولة العالم باسم سيف شاهين.. وفاز بميدالية ذهبية فى السباق نفسه، وهو السباق الذى ظل كينيا على المستوى الدولى منذ عام 1987 ومسجلا باسم العدائين الكينيين فى بطولة العالم لألعاب القوى منذ عام 1991.. ولأننا نحب جدا أن نضحك على أنفسنا، أو نكذب ونصدق أنفسنا، خرجت العديد من الصحف العربية ووكالات الأنباء لتعلن لنا أن «قطر دخلت التاريخ».. وأن «شاهين أول عداء قطرى عالمى».. ولم يصدق أحد أن الشاهين من أجمل وأسرع الصقور، وهو صائد ماهر للحبارى، وينقض من السماء على فريسته بسرعة هبوط مكوك الفضاء على الأرض.
** سيف شاهين أو ستيفن تشيرنو (سابقا) كان أرنب سباق كينى بالمولد والجنسية والتدريب والصناعة ومع ذلك فإن رئيس الاتحاد القطرى لألعاب القوى فى ذاك الوقت صدق نفسه، وصدق المانشيتات، وصدق الفيلم وقال فى تصريحات صحفية: «نستطيع القول بأننا أكملنا عقد الميداليات فى البطولات الكبيرة.
** هذا ليس بغريب، فالبلغارى رحمانوف بطل رفع الأثقال أو سليمانوف الأذريجانى بطل المصارعة أصبحا عبدالرحمن سليم.. وأعلم أن الظاهرة باتت مرضا دوليا، وهناك دول تجنس العديد من لاعبى كرة القدم بحثا عن التفوق، وأن التجنيس تمارسه أعتى وأكبر وأصغر الدول بسلاح المال فى الأغلب.. والمؤسف أن توافق اللجنة الأولمبية والفيفا وكل الاتحادات الدولية على هذا المرض المنتشر دون وضع قواعد صارمة وحقيقية، مثل أن يكون اللاعب المجنس من مواليد البلد، وأن يكون قد حظى بالرعاية والإعداد والصناعة فى نفس البلد حتى لو كان والداه من أصول مختلفة.. فإذا كان السلاح يصنع قوة بلد عسكريا فى ميدان الحرب، فإن الرياضة تصنع كبرياء بلد فى ساحات المنافسة الشريفة النظيفة العفيفة.. فأين ذلك؟
** «آه» أرددها اليوم وجعا وألما على حالنا وعلى حال الرياضة التى عرفتها، وعلى الجنون العالمى فيما يتعلق بشراء دول لمواهب ونجوم دول أخرى فى سياق صراع الأمم ومحاولات مستميتة لإرضاء كبرياء الشعوب بطريقة سخيفة تحدث عنها قديما فيلسوف قصير القامة وخفيف الظل حين أخذ يحدث نفسه أمام المرأة كمن يناجيها بما تعرفونه بالتأكيد.