●● كان حضور جمهور الزمالك لمباراة المئوية درسا أخلاقيا ورياضيا جميلا، ونحن فى مرحلة نشتاق فيها للجمال، ولو لبعضه، فالرايات البيضاء زينت استاد القاهرة على الرغم من خسارة الفريق أمام الشرطة قبل 48 ساعة. إلا أن هذا الحضور الجماهيرى يعكس مدى انتماء أنصار الزمالك لناديهم، المكان والكيان.. فهم لا ينتمون لفريق أو للاعب.. وصحيح أن الدخلات التى قدمها شباب وايت نايتس كانت بديعة، لكن مواصلة التحدى والرفض من جانبهم للنظام وللقانون مازال يثير القلق.
●● بالنسبة للمباراة فقد كانت التحليلات ظالمة للفريق وللاعبيه، فالموضوع ليس التشكيل الذى لعب به الزمالك، هذا ليس الموضوع إطلاقا، وما ظهر من فروق لم يكن فارق مستوى بين لاعب أتليتكو مدريد وبين لاعب الزمالك، ولكنه الفارق بين اللاعب المصرى وبين اللاعب الإسبانى، ولا أضع هنا فى الحسبان الطفرات والحالات الفريدة التى لا تتكرر غالبا. فالإسبانى لا ينهج بعد دقائق، وهو سريع، ويسبق الريح ويسبق المجرى، ويسبق الفرنساوى (يسبق كل قطارات محطة مصر).. ولاعبنا عموما مهارى (بلغة الكورة كما يقول المحللون) لكنه يلعب وهو يعانى فى التمرير، ويعانى فى الجرى، ويعانى فى الحركة، ويعانى بعد دقائق، ويبدو فى أحيان: «مكر مفر مقبل مدبر معا»؟.
●● كل ألف سنة وأنت طيب يا زمالك وفخور دائما بجمهورك.. لكن يبقى السؤال: كيف يضم فريق العديد من النجوم والمواهب ولا يؤدى بجماعية؟
●● منذ قرار إلغاء الهبوط هذا الموسم أدركت أن اتحاد الكرة الحالى لم يعد يصلح لإدارة اللعبة.. واللعبة بالمناسبة وللمرة الألف ليست المنتخب فقط، ولكنها الصناعة بالكامل وبكل عناصرها.. وتكفى عندى مباراة البرازيل واللعب باسم منتخب مصر لإقالة أو استقالة اتحاد الكرة، فهى المباراة الخطأ، فى التوقيت الخطأ، أمام الخصم الخطأ. وهذا الرأى غير قابل للتغيير حتى لو فاز المنتخب على البرازيل بثلاثة أهداف نظيفة... سوف أفرح كمشجع وكمواطن، لكن تلك المباراة خطأ كبير؟
●● ما حدث عقب مباراة الأهلى والأوليمبى فى كرة اليد، لا علاقة له بالانتماء والحرية، والفلول.. ما حدث حسب رواية ماجدة الهلباوى عضو مجلس إدارة الأوليمبى كان اعتداءً من جماهير الأهلى على أعضاء النادى، وأسفرت الأحداث عن تدمير 50 سيارة.. هل هؤلاء من جماعة وشباب الألتراس؟
●● لا أصدق أنهم ينتمون للشباب الذى يمتلك طاقات إيجابية، لكنه فى جميع الأحوال غياب للقانون، وانظر حولك فى كل محافظة وفى كل شارع، سترى أن الإعلام كله أصبح مجرد صفحات وبرامج حوادث.. ماذا يكتب محرر الحوادث فى مقال رأى؟ ماذا يكتب وهو يعلق على الأحداث التى تشهد بلطجة، وعنفا، ودماءً، وجرحى، وقتلى، واختطافا، وثأرا، واختراقا، واقتحاما واعتراضا، واعتصاما، وانفصالا، وانفصاما؟
●● ماذا يكتب يوميا الزميل محرر الحوادث سوى أن يأسف، ويأسف، ويأسف.. وسوف يفعل ذلك كما ظل العرب يشجبون، ويشجبون، ويشجبون لمائة عام؟
الصبر يارب.!