بقاء بوتين يهدده انقلاب الأمنيين والعسكريين لا الشعب - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 9:40 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بقاء بوتين يهدده انقلاب الأمنيين والعسكريين لا الشعب

نشر فى : الأحد 13 مارس 2022 - 6:15 م | آخر تحديث : الأحد 13 مارس 2022 - 6:15 م
نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا بتاريخ 10 مارس 2022 للكاتب ستيفن هول، أوضح فيه كيف تشكل النخبة العسكرية والأمنية الخطر الحقيقى على بقاء بوتين... نعرض من المقال ما يلى:
بادئ ذى بدء، هناك اتفاق لتقاسم السلطة بين بوتين وفريقه الأوليجاركى، لكنه اقتصادى فى الغالب، فبموجب هذا الاتفاق يسمح بوتين لهم بإدارة كيانات كبيرة لكسب المال فى روسيا والخارج، وفى المقابل، يساعدونه فى غسل أمواله الخاصة. أو مساعدته فى أى شىء آخر يراه مفيدا. ومع ذلك، لا يمكن للأوليجاركية الوصول المباشر إلى القوة الصلبة، مثل الشرطة أو القوات المسلحة فى روسيا.
بالنسبة للمواطنات والمواطنين الروس، فلن ينهضوا للإطاحة ببوتين، فهناك من يؤيد سياساته، والبعض الآخر أصبح ببساطة لا مبال سياسيا. أما من يحتج ــ أحيانا يصل عددهم إلى الآلاف وعشرات الآلاف ــ فيتم تفريقهم بالقوة من قبل قوات الأمن. بعد انتهاء أعمال الشغب، غالبا ما يتم سجن بعضهم أو ما هو أسوأ.
على أى حال، التهديد الحقيقى لبوتين يأتى من النخبة العسكرية والأمنية فى روسيا أمثال نيكولاى باتروشيف، السكرتير الحالى لمجلس الأمن الروسى، وألكسندر بورتنيكوف، رئيس جهاز الأمن الفيدرالى الروسى، بالإضافة إلى مسئولين أمنيين كبار حاليين وسابقين.
النخبة العسكرية والأمنية لا تمتلك القوة الصارمة فحسب، بل تعرف كيفية استخدامها. بكلمات أوضح، قوة جهاز الأمن الفيدرالى مثلا لا تأتى فقط من قدرته على ممارسة العنف لكن أيضا من أن ضباطه ماهرون فى العمل فى الخفاء. يفهم بوتين هذا أفضل من غيره، فلقد أدار المنظمة بنفسه ذات مرة.
هذه النخبة ستكون على استعداد لاستخدام قوتها الصارمة وفى الخفاء متى ظهر تهديد جدى وخطير للنظام الكليبتوقراطى الروسى (نظام حكم يستخدم فيه قادته مناصبهم لتحقيق منافع شخصية وزيادة ثرواتهم). وأبرز مثال على ذلك، ما قام به هؤلاء الرجال لتسميم زعيم المعارضة أليكسى نافالنى. بوتين، الذى وافق شخصيا على هذه العملية وغيرها، على دراية كاملة بقدرات هذه النخبة. وبخلفيته فى المخابرات السوفيتية، يجب أن يتنبه للخطر. فعندما فرض الغرب، بإجماع كبير، عقوبات ساحقة على روسيا، بدأ النظام الكليبتوقراطى يشعر بالضغط.
أول من سيشعر بالعقوبات سيكون الأوليجاركية. فالعقوبات المفروضة ستقضى على ثروتهم. سيواجهون صعوبة أكبر فى غسل المكاسب غير المشروعة، مما يعنى أنه سيكون من الصعب عليهم وعلى عائلاتهم الاستمتاع بالأموال التى سرقوها من الشعب الروسى. لن يتمكنوا من استخدام طائراتهم ويخوتهم الشخصية (التى استولت الحكومات الغربية على العديد منها بالفعل). لن تمنح أوروبا والولايات المتحدة وكندا والعديد من الديمقراطيات الآسيوية تأشيرات للأوليجاركية. فى الأخير ستبدأ فى الشكوى وبعد ذلك ستصاب بالذعر.
المواطنات والمواطنون الروس بدأوا يشعرون بالفعل بلدغة العقوبات. سيكون من الصعب عليهم الحصول على السلع الغربية من المتاجر، كما سيكون من الصعب شراء سلع أخرى لأن الروبل يفقد قيمته. سيبدأون فى الشكوى. ثم الخروج إلى الشوارع، كما فعل عدة آلاف بالفعل.
ومع ذلك، لن يرى بوتين تهديدا يُذكر من قبل الأوليجاركية أو عامة الروس. فلديه آليات لقمع كليهما، وقد فعل ذلك بفاعلية فى الماضى. لن ينسى أحد مصير ميخائيل خودورسكوفسكى، الذى قضى 10 سنوات فى السجن لتحديه بوتين سياسيا وهو الآن منفى فى لندن. لا تريد الشخصيات المعارضة الروسية أن ينتهى بها الأمر مثل بوريس نيمتسوف (أطلق عليه الرصاص على بعد مسافة صغيرة من الكرملين) أو آنا بوليتيكوفسكايا (أصيبت برصاصة فى الرأس فى بنايتها السكنية).
لكن النخبة الأمنية والعسكرية تشكل الخطر الأكبر على بوتين. سيفعلون ما هو ضرورى لحماية مصالحهم. لديهم أسلحة وأفراد لتهديد بوتين. إنهم يعرفون كيفية العمل بعيدا عن عينه. وفى حين أنه من المعقول افتراض أن لدى بوتين بعض الوسائل لمراقبتهم، فإنه لن يكون قادرا على متابعة أفعالهم باستمرار وبدقة كبيرة، بالنظر إلى جميع القضايا الأخرى التى عليه متابعتها.
قصارى القول، بعد غزو أوكرانيا تراقب النخبة الانهيار البطىء للنظام الكليبتوقراطى الذى أبقاهم فى السلطة على مدى العقود الثلاثة الماضية، إلا أن لديهم القدرة على إنهاء نظام بوتين. لكن بقى أن تحدد ما إذا كان الوقت المناسب قد حان أم ليس بعد.

ترجمة وتحرير: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى:

التعليقات