رسالة إلى البرادعى - وائل قنديل - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 4:27 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رسالة إلى البرادعى

نشر فى : الأحد 13 ديسمبر 2009 - 9:17 ص | آخر تحديث : الأحد 13 ديسمبر 2009 - 9:26 ص

 تنطلق سهام قناصة الحزب الوطنى ضد الدكتور محمد البرادعى من أعلى بناية شاهقة مكتوب عليها عبارة «لا نريد خبيرا قادما من الغرب يحكمنا» ويبنى هؤلاء خطتهم لقصف البرادعى على أساس أنه ذلك المنتمى لقيم غربية لا تنسجم مع مقتضيات الواقع المصرى الخالص، بل ذهب غلاة القناصة إلى أنه مدعوم من الخارج ولديه أجندة أجنبية.

وبعيدا عن أن ذلك كله يأتى فى إطار الذود عن حياض الحزب الوطنى ومرشحه الرئاسى، وليس حبا فى مصر ولا دفاعا عن استقلالها التام، إلا أنه يكشف عن مفارقة وتناقض مدهشين، ولنأخذ مشروع الضبعة النووى نموذجا.

كل القوى الوطنية المحبة لمصر فعلا بحت أصواتها مطالبة بإطلاق الحلم النووى المصرى فى الضبعة، والغالبية الكاسحة من الخبراء والمختصين المصريين فى الداخل تؤكد أن الضبعة هو المكان الأنسب والأفضل لتنفيذ مشروع مصر لامتلاك الطاقة النووية السلمية، غير أن ذلك كله لا يكفى لمواجهة نفوذ مجموعة من المستثمرين الكبار الذين يريدون الضبعة لأغراض أخرى سياحية.

والأدهى أن الحكومة المصرية تقف عاجزة عن مواجهة هذه الرغبة الجامحة فى افتراس الضبعة سياحيا، وكل ما استطاعت فعله أنها أطلقت مجموعة من التصريحات المرتعشة مفادها أن الأمر جد خطير وسيحسم القرار الخاص به مجموعة من كبار المستشارين والخبراء الأجانب ليحددوا إذا ما كان موقع الضبعة صالحا لتنفيذ المشروع أم لا.

وهنا منتهى التناقض والازدواجية، فإذا كنا نجيش الجيوش ضد البرادعى المصرى القادم من الخارج لمجرد أنه ألمح إلى إمكانية خوض معترك السياسة المصرية، ونحرك قطاع الطرق لإجهاض محاولته فى مهدها على اعتبار أنه القادم من الغرب بأفكاره وأجندته، فلماذا نرهن قرارا مصيريا وخطيرا بحجم مشروع الضبعة إلى مجموعة من الخبراء الأجانب؟

أزعم أن البرادعى أكثر مصرية ووطنية من كل القناصة المنتشرين على أسطح السياسة والصحافة فى مصر، لكنى أتساءل: لماذا نرهن مستقبل مصر النووى بكلمة يقولها خبراء أجانب ونعتبر ذلك عين العقل والعلم، وفى نفس الوقت نرفض إدلاء مصرى حتى النخاع بدلوه فى شئون مصر العامة لمجرد أنه قضى سنوات من عمره فى الغرب لظروف العمل؟

وأحسب أن على الدكتور البرادعى الآن ألا يبخل علينا بخبرته فى مجال المحطات النووية بحكم أنه عمل سنوات مديرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية ويقول لنا رأيه فى الضبعة كمنطقة مرشحة لتنفيذ الحلم المصرى فى امتلاك الطاقة النووية.

عليه أن يدلى بدلوه فى الأمر، خاصة أنه دخل فى عش الدبابير بالفعل ونال قسطا وافرا من اللسعات، ومن ثم فلا أقل من أن يحاول مساعدة المصريين فى الوصول على إجابة عن أسئلة الضبعة بكل ما يكتنفها من غموض مريب.. فهل يفعل؟

wquandil@shorouknews.com


وائل قنديل كاتب صحفي