الاحتفال رقصًا على جثة الثورة - وائل قنديل - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 10:28 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الاحتفال رقصًا على جثة الثورة

نشر فى : السبت 14 يناير 2012 - 9:20 ص | آخر تحديث : السبت 14 يناير 2012 - 9:20 ص

فى مساء واحد خطفوا أم الثوار وروعوها وهددوها، واعتقلوا واحدا من أبناء الثورة، ورغم ذلك لا يكفون عن الطنطنة بالاحتفال بالثورة العظيمة، ويعكفون على التأليف والتلحين.

 

أن يتم اختطاف السيدة خديجة الحناوى، الملقبة بـ«أم الثوار» أو «ماما خديجة»، كما تعرف فى الميدان، ويجرى اقتيادها بعد أن أفقدوها الوعى إلى مكان قصى وعلى عينيها غمامة، ثم يهددونها إن لم تتوقف عن الوجود فى قلب الميدان ودعم أبنائها الثوار، ثم يطلبوا منها ن تغادر إلى لندن، حيث يعيش أولادها.. أن يحدث كل ذلك، بينما الآلة الإعلامية الرسمية تدور بأقصى طاقتها للترويج لاحتفال المجلس العسكرى بالثورة، فإننا نكون أمام واحدة من المتناقضات العجيبة فى مصر.

 

لقد بدأ موسم اصطياد عصافير الثورة مع دخول شهر الثورة، نشطاء ورموز ثورية يساقون إلى التحقيق، وشباب تنصب لهم كمائن «توك شو» لاقتناص جملة أو عبارة منهم بعد دفعهم دفعا إلى الغضب على الهواء مباشرة، فيتصيدون لهم ما يتصورون أنه يقيم عليهم الدليل على العنف، كما جرى مع الناشط الشاب أحمد دومة.

 

واقعة دومة تثبت أن الطريق إلى الاعتقال عبر «التوك شو» يكون أقرب من الطرق الاعتيادية التقليدية أحيانا، حيث بدا، وكأن هذا الشاب المتحمس العائد من حقل الدم فى أحداث مجلس الوزراء وقع فى فخ منصوب بمهارة فائقة، لكى يتم استفزازه لأقصى درجة حتى تصدر منه زفرات غضب، تسجل عليه ثم توضع متبلة وشهية على مائدة مجموعة من «المحامين الشرفاء» فى اليوم التالى فى إطار حملة تطالب بحالته إلى المحاكمة.. ليصدر بعدها وفى لمح البصر قرار القبض عليه، وتحبسه النيابة 15 يوما على ذمة التحقيق.

 

وبالطبع سيحملون أحمد دومة المسئولية عن كل ما وقع من جرائم مجللة بالعار فى حق مصر، من حرق المجمع العلمى، ومن غير المستبعد أن يتهمونه بالتسبب فى قتل عشرات الشهداء وسحل وتعرية المصريات، ولولا أن القبض عليه تزامن مع اختطاف السيدة خديجة الحناوى لأضافوا له تهمة خطفها وترويعها يضا.

 

ولعلك تلاحظ أن هذه الخفة والرشاقة القضائية فى التعامل مع شباب الثوار، يقابلها على الطرف الآخر تكلس وبلادة وتباطؤ فيما يخص التحقيق مع من تنطق الصور ومقاطع الفيديو بجرائمهم فى التصويب على عيون المتظاهرين وأجسادهم، والتنكيل بالمتظاهرات وتعريتهن.. إنها العدالة على طريقتهم، ولم لا والملعب ملعبهم وهم الخصم والحكم والجمهور أيضا؟

 

ومن الآن وحتى 25 يناير سيمضى مسلسل ملاحقة الثوار البارزين، بالحبس وبالتدجين، لا فرق، وكأنهم يحتفلون بالثورة رقصا على أجساد أبنائها، والشرب من دمائهم حتى الثمالة.

وائل قنديل كاتب صحفي