كل اللحوم ملوثة - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 5:01 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كل اللحوم ملوثة

نشر فى : الأربعاء 14 يوليه 2010 - 9:34 ص | آخر تحديث : الأربعاء 14 يوليه 2010 - 9:34 ص

 «كل اللحوم المعروضة فى الأسواق المصرية ملوثة»، هذا ليس رأى شخص نباتى يكره اللحوم، أو معارض يريد التشهير والتشنيع ضد الحكومة، أو لوبى تجار الفراخ والأسماك لمحاولة زيادة مبيعاتهم، لكن هذا هو رأى حسين منصور.

السيد حسين منصور ليس شخصا عاديا، فهو المسئول عن جهاز سلامة الغذاء فى مصر، ووظيفته الراهنة هى رئيس وحدة انشاء جهاز سلامة الغذاء التابع لوزارة التجارة والصناعة، وبالتالى فهو يتكلم فى القضية التى يفهم فيها.

الرجل تحدث بهذا الكلام الخطير ظهر أمس الأول الاثنين فى شعبة المواد الغذائية، وقال حقائق وأشياء خطيرة منها مثلا أنه لا توجد دولة فى العالم تعلق اللحوم فى الشوارع وتبيعها فى الشوادر إلا مصر، وأن نسبة الرصاص المسموح بها فى الأوانى المنزلية أعلى من المعدلات العالمية بمقدار النصف وأن الرقابة على المواد الغذائية فى الأسواق غير فعالة، وأن أكثر من نصف مليون قضية فساد مرتبطة بالغذاء حصل أصحابها على البراءة، نتيجة ضعف القوانين.

الحقائق التى كشفها السيد حسين منصور يكفى جزء بسيط منها كى يقيل حكومة فورا فى أى بلد يهتم فيه المسئولون بصحة الشعب الذى يحكمونه.
قد يمكن لشعب أن يتحمل نظاما مستبدا، أو حتى حكومة فاسدة، أو ذات أداء اقتصادى ضعيف، قد ينقسم الشعب حول كيفية الحكم أو يتجادل بشأن قضية ما، لكن ما لا يمكن فهمه أن يتحدث مسئول عن أن كل اللحوم المعروضة فى الأسواق ملوثة، ثم يصمت الجميع ولا يتحرك أحد.

فى أى بلد يحترم نفسه فإن جهاز حماية المستهلك يلعب دورا مهما فى الرقابة على الأسواق، ولا يمكن لدواء أو غذاء جديد أن يحصل على ترخيص فى أمريكا على سبيل المثال إلا بعد أن يجتاز اختبارات متعددة، ومعقدة بحيث يصعب أن يتناول المواطنون طعاما فاسدا.

فى مصر فقط تقريبا يمكن لأى نصاب تحت التمرين أن ينشئ فضائية ويعلن عبرها ليل نهار عن أدوية وعقارات وعلاجات لكل شىء بدءا من الإنفلونزا بكل أنواعها ونهاية بالسرطان وفيروس سى والعجز الجنسى، ولا يحاسبه أحد ولا يسأله أحد من أعطى لك الإذن لتعلن عن هذه السلع؟!
يا دكتور نظيف.. أرجوك: قد نتفق أو نختلف حول هل يصلح البرادعى رئيسا أم لا.. وهل توزير رجال الأعمال نجح أم لا، وهل الأخطبوط بول قادر على معرفة شكل الحكم فى مصر العام المقبل أم لا.

كل ذلك يمكن وصفه بالأمور الجدلية، لكن نرجوك أن تأمر بالتحقيق فيما قاله حسين منصور.. نريد أن نعرف ماذا ستفعل حكومتكم فى هذا الأمر قبل أن نفاجأ بالأمراض المزمنة والمستعصية تفتك بالجميع. وتذكر أن الغذاء الفاسد يصيب الجميع وليس قاصرا على فئة دون أخرى.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي