البداية.. الأخيرة أو أخيرا! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 5:43 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

البداية.. الأخيرة أو أخيرا!

نشر فى : الأربعاء 15 يونيو 2022 - 10:30 م | آخر تحديث : الأربعاء 15 يونيو 2022 - 10:30 م

** الإصلاح فعل وليس كلاما عاما دون خطوات وإجراءات وتفاصيل. وأثق أننا نستطيع، فقد نجحنا فى اقتحام مشاكل مزمنة فى شتى المجالات، والعمل يمضى فى كل شبر على أرض مصر. وهذا يمنحنا الأمل فى أننا نستطيع فى مجال كرة القدم أيضا. لكن الإصلاح طريقه شاق وطويل. والإصلاح تصنعه الخبرة والشباب يصنعه العلم، وقد تحدثنا عشرات المرات وعلى مدى سنوات عن خطط وتجارب ألمانيا وإنجلترا وبلجيكا، وشرحت الفروق بين أزمنة كرة القدم وأجيالها، وكيف أن اللعبة تتغير وتتطور بشكل مذهل، وأنها تمارس بالعلم، وأعلى درجات العلم.. وأن جمهور كرة القدم لايمكن الضحك عليه بإجراءات تقليدية، وبلعبة الكراسى الموسيقية على مقاعد الاتحادات. وأن غياب المشروع الحقيقى والجاد والممكن كارثة يحاسب عليها كل اتحاد. . والناس الآن تنتظر مرحلة جديدة وتطويرا حقيقيا حتى لو احتاج للوقت.. فلا إصلاح بدون زمن.. ثم إن نتائج كرة القدم تحديدا متغيرة ومتقلبة فى كل دول العالم وفى كل الفرق والمنتخبات، وردود الفعل تتفاوت تجاهها..

** فازت المجر على إنجلترا 4/صفر فى دورى الأمم الأوروبية، وهى أكبر هزيمة لمنتخب الاسود الثلاثة على أرضه منذ مارس 1928، عندما خسرت إنجلترا أمام أسكتلندا 5ــ1. وكذلك أول مرة يسجل فيها فريق ضيف أربعة أهداف فى مرمى إنجلترا منذ 1953 عندما فاز منتخب المجر على إنجلترا 6ــ3 . وفى المسابقة نفسها فازت ألمانيا على إيطاليا 5ــ 2. وصحيح أن الهزيمتين أثارا الغضب فى أوساط الكرة الإنجليزية والإيطالية، لكنهما لم تتسببا فى أعاصير ورياح عاتية، تطيح بالأشجار الباسقة فى شارعى كرة القدم بإنجلترا وإيطاليا.. لأن هناك نظاما مشهودا للجماهير وللرأى العام، وهناك تعريف حقيقى بكرة القدم، وبأنها فوز وهزيمة وانتصار وانكسار. وأن هناك مشروعا إنجليزيا ناجحا جدا للمسابقات المحلية، ومشروعا يمضى بجواره للمنتخبات يصادفه النجاح أحيانا، ولا يوفق فى أحيان أخرى.. وهو الأمر الذى تشهده الكثير من دول العالم، أما الفوضى الدائمة، فهى التى تثير الغضب العارم، وتحرك الرياح العاتية لتسقط كل شىء!

** كوريا الجنوبية التى هزمت المنتخب 4/1 كانت قد خسرت أمام البرازيل 5/1 وديا أيضا ولم تقم الدنيا ولم تقعد على رأس المنتخب الكورى ومدربه، لأن هناك نظاما، ولأنه منتخب البرازيل، وأظن أن منتخب مصر لو كان منى على أرضه باستاد القاهرة بهزيمة مماثلة أمام البرازيل لقامت ثورة على كرة القدم المصرية، مع أنها لعبة كرةالقدم ونتائجها، ومع أنه منتخب البرازيل، وهو مثل سانتوس الذى هزم الأهلى فى القاهرة بنتيجة 5/صفر، ومثل ريال مدريد الذى هزم الزمالك فى القاهرة 7/1. وتعامل جمهور الفريقين مع المباراتين على أنهما عرض فنى لائقا لكرة القدم المتقدمة!

** إن ما جرى فى السنوات العشر الأخيرة تجسده العشوائية والفوضى وسوء الإدارة، وغياب العدالة، والتصريحات غير المعقولة وغير المقبولة، وارتباك المسابقات المحلية، وسوء المنافسات فى الدرجات المختلفة، وانخفاض مستوى بعض الحكام، وعدم تطور التدريب، وغياب روح العصر فى اللعبة، وغياب الدراسات الفنية للحكام والمدربين، وغياب الحسم فى مواجهة فوضى الاعتراضات على الحكام وعلى قرارات الاتحاد، وغياب الفهم لماهية كرة القدم فى مصر، فهل هى المنتخب وحده أم هى المسابقات والدورى والتحكيم، والتدريب، والإدارة، والجمهور، وبدون إدراك ذلك وعدم إدراك مهارات كرة القدم الحديثة.. سيكون الإصلاح طريقه شاقا للغاية.. وعلى الجميع فهم ذلك!
** نحن فى مرحلة أراها البداية.. ويا رب تكون البداية الأخيرة أو أخيرا..!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.