ثوار.. وحرامية - محمد عصمت - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 9:56 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ثوار.. وحرامية

نشر فى : الثلاثاء 17 مايو 2011 - 9:21 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 17 مايو 2011 - 9:21 ص
تعيش مصر الآن دراما سياسية ساخنة، تشارك فيها أطراف عديدة وهى تنطلق من مواقف فكرية مختلفة وتستهدف تحقيق مصالح وأهداف متعارضة..

فقبل سقوط حسنى مبارك، تجمعت كل القوى السياسية من الإخوان المسلمين حتى اليساريين مرورا بالليبراليين على هدف واحد، وهو هدم دولته الفاسدة ونظامه الديكتاتورى بكل مؤسساته ورموزه..

ولكن بعد سقوط مبارك ظهرت اختلافات هذه القوى فى الكثير من القضايا على رأسها شكل الدولة الجديدة والنظام الذى نسعى لبنائه، فالإسلاميون من الإخوان والجماعة الإسلامية والجهاد والسلفيين يريدون دولة بمرجعية إسلامية، وان كانت بينهم خلافات حول تطبيق الحدود ومشاركة المسيحيين والمرأة فى المواقع القيادية لهذه الدولة وغيرها من القضايا الساخنة.

واليساريون يحلمون بدولة مدنية صرفة تنحاز للفقراء، وإن كانت بينهم أيضا خلافات واسعة حول «المدى الاشتراكى» لتوجهات الدولة الجديدة، وطبيعة الدور الذى يلعبه القطاع الخاص، وتدخل الدولة فى تنظيم السوق... إلخ.

أما الليبراليون فهم يحلمون أيضا بدولة مدنية مع إطلاق حرية السوق وفصل الدين عن الدولة وفتح كل الأبواب أمام مشاركة الأقباط فى الحياة السياسية.

وبجانب هذه التيارات الرئيسية، تستعد الساحة السياسية لاستقبال ربما عشرات الأحزاب الجديدة بوجوه واعدة من شباب الثورة الذين يريدون لعب دور سياسى أكبر، بعد أن تم تهميشهم وإبعادهم عن العمل العام، وهم يشعرون أن الوقت وقتهم لأنهم كانوا رأس الرمح فى اسقاط مبارك.

وفى مواجهة كل هذه القوى السياسية، يقف متطرفون مسلمون وأقباط وبلطجية بجانب فلول النظام السابق لتدبير المؤامرات والفتن الطائفية لإثارة الفوضى وإشاعة مناخ من اليأس بين ملايين البسطاء، الذين تصوروا أن سقوط مبارك وحده سوف يحقق كل أحلامهم فى حياة كريمة، وهو ما دفع الكثير من الفئات لتنظيم احتجاجات للمطالبة بحقوقهم المسروقة فى مناخ يشبه الفوضى، استغله الأفاقون والمغامرون والراغبون فى الشهرة من كل صنف ولون ليركبوا الموجة، ومنهم صحفيون وإعلاميون ورجال دولة سابقون غيروا جلودهم فى لحظة واحدة، ليهاجموا مبارك ونظامه، بعد أن كانوا خدما مطيعين فى معبده!

ثورتنا الآن فى مفترق طرق، لا يكفى لحمايتها وضع رموز النظام السابق وعلى رأسهم العائلة الرئاسية نفسها فى السجون، فالذى يحميها فى الأساس هو كشف هؤلاء الحرامية الجدد الذين يخططون لسرقتها لصالح أجنداتهم الخاصة، والذين يتآمرون عليها ــ بركوبهم موجة الثورة ــ لاستنساخ نظام مبارك فى صورة محسنة، وتطبيق جوهر سياساته القديمة..

وقبل ذلك كله استبعاد كل الوجوه المحروقة التى تعودت أن تأكل، حتى التخمة، فى كل الموائد!
محمد عصمت كاتب صحفي