إن سمحت أنفاسك - محمد موسى - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 9:55 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إن سمحت أنفاسك

نشر فى : الأحد 19 أبريل 2009 - 9:12 ص | آخر تحديث : الأحد 19 أبريل 2009 - 9:12 ص

 «تقهقرت حرية الإبداع والفكر خطوات أكثر، وأدت إلى الموقف المزرى الذى نحن به جميعا».

تعليق من الشاعر حلمى سالم على ما حدث، أما الموقف المزرى فلا يعنى فقط إغلاق مجلة إبداع، أحد الينابيع التى شرب منها شبابنا لسنوات طويلة، بعد نشرها قصيدة «شرفة ليلى مراد».

الموقف المزرى يعنى أيضا مناخا كاملا من الفوضى والمناورات وغياب القواعد.

موقف الشيخ الذى بدأ الموقعة ضد الشاعر مفهوم. يتساءل يوسف البدرى فى حوار صحفى «ماذا أفعل لو وقفت بين يدى الله تعالى يوم القيامة وسألنى: يا ابن البدرى، ماذا فعلت عندما رأيت الناس يتطاولون علىّ؟». أعد الشيخ إجابته عبر الدعوى القضائية، وانتهى الأمر بسحب ترخيص المجلة.

الجدل القانونى الذى أثاره الحكم مفهوم أكثر، فالحالات الثلاث التى يحددها القانون لإلغاء رخصة صحفية واضحة ومعروفة، لكن ربما رأى القاضى «بعين اليقين» ما يستند إليه فى حكم الأسبوع الماضى.

ما ليس مفهوما هو لجوء الشاعر إلى الخطاب ذاته الذى اكتوى بناره، ليبرر كتابته للقصيدة. «هذه القصيدة، إن كان لى أن أقول رأيا، هى من أجمل قصائدى وأرقها وأكثرها ميلا إلى الصوفية المعذبة.. بل إن إيمانى لم يهتز حتى الآن بأنها قصيدة دينية، ذات نفحة دينية».

العتاب للشاعر هنا هو عين ما أخذه على زميل عمره ومشواره حسن طلب، ورئيس التحرير أحمد عبدالمعطى حجازى، عندما اعتبر أن «رغبتهما فى غسل أيديهما من القصيدة بالموافقة على جمع نسخ المجلة من الأسواق قد ساعدت على تقهقر حرية الإبداع والفكر».

حلمى سالم أحد كبار المكتشفين لدروب لغوية ومجازية غير مطروقة. وكثيرا ما كان تعبير بسيط له يسرقنى شهورا، مثل «خذنى إن سمحت أنفاسك للشط»، وهو صاحب محاولة عريضة فى تناول الشعر اليومى والعادى والمألوف.

لكن أعتقد أن المعركة التى كان على الشاعر أن يخوضها بمناسبة شرفة ليلى مراد، هى إعادة الاعتبار للشعر بوصفه إنتاجا لغويا مغايرا، فالقصيدة ليست مادة وثائقية أو معلومات يرصها الشاعر جنبا إلى جنب، كما أنها لا تحتمل التفسيرات القاطعة، ولا يمكن اعتبارها «سيد الأدلة» فى اتهام قانونى أو عقيدى.

مهما كان وقع ما جرى مؤلما لحلمى سالم، فلابد أن هناك طفلا داخله يبقى سعيدا بالأزمة، وبحالة الحصار، فهو الذى كتب يوما:
لو مرت سنة من غير حصار أرتابُ وأسأل هل صرت دجينا لا يقلق أحدا؟

محمد موسى  صحفي مصري