الليل لنا - محمود قاسم - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 10:16 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الليل لنا

نشر فى : الجمعة 19 يوليه 2019 - 10:55 م | آخر تحديث : الجمعة 19 يوليه 2019 - 10:55 م

لا شك أن الأسرة الفنية الأكثر أهمية فى حياتنا السينمائية هى أسرة ذو الفقار، وهم الأخوة الثلاثة محمود ذو الفقار، وعز الدين، وصلاح، جمعوا بين الإخراج والتمثيل والإنتاج والتأليف، واقترن كل منهم عائليا بأبرز الأسماء الفنية من فاتن حمامة، وشادية ومريم فخر الدين، وليست هناك مفاضلة فنية فيما بينهم، فلكل منهم مذاقه، وسحره كأنهم ثلاثة توائم، ولكننى أشعر أن محمود ذو الفقار لم يأخذ حقه من اللمعان، رغم أنه أكثرهم تواجدا، وأقدمهم فى العمل حينما قام ببطولة فيلم «بائعة التفاح» أمام عزيزة أمير عام 1939، إخراج حسين فوزى، وبعد ذلك تزوجها، وكونا ثنائيا ظل يعمل معا كأنهما توءمان، وأنتجا وكتبا وظلا يعملان معا حتى وفاة الزوجة، ولكن توهجه لم يتوقف، فلم يكف عن التمثيل والإنتاج والإخراج والكتابة، وحاول أن يحقق حلما جديدا بعد الزواج من مريم فخر الدين، وفى مسيرته كمخرج فإنه قدم أفلاما بالغة الأهمية والجرأة ومنها «المرأة المجهولة» و«رنة الخلخال» و«نساء محرمات»، وفى نهاية الأربعينيات عمل أكثر من مرة مع المطربة صباح فى أفلام منها: «قبلنى يا أبى» وفيلم «الليل لنا» الذى شارك فى كتابته، وأخرجه عام 1949، وهى الفترة التى تحول فيها إلى الإخراج.
كانت لمحمود ذو الفقار جاذبية خاصة، فهو الأقل انفعالا، وتشعر أنه على سجيته، وربط نفسه غالبا بزوجتيه، وقدم مريم فخر الدين فى أبرز أعمالها ومنها، «العملاق، وشباب الوم، وأنا وقلبى».
وفى فيلم «الليل لنا»، صارت زوجته عزيزة أمير أكبر سنا وغير صالحة للقيام بدور الفتاة نوال المطربة فى صالة، وكانت صباح هى نجمة الرحلة، ولأن محمود ذو الفقار لم يثبت نجاحا فى أدوار «ابن البلد» فى فيلم بالعنوان نفسه، فإن شخصية الطبيب مدحت هى الأنسب له، ورغم أن لديه عيادة خاصة فإننا لم نره قط يقوم بأعمال الطبيب، فكل ما فعله أن التقط نوال من الطريق مع زميلتها، بعد أن وجدهما فى سيارته، وترك لهما المكان ليقضيا الليلة الأولى التى كانت مليئة بالأحداث المربكة للفتاتين، ويقع مدحت فى حب الفتاة التى تخبره أنها مدرسة، ويتزوجها بموافقة أبيه فى فترة قصيرة، ثم يكتشف تورطها فى حادث أخلاقى، وأن عليها إثبات براءة الشاب الذى استضافها فى تلك الليلة من تهمة القتل، وباعتبارها كاذبة فإن الزوج ينفصل عن زوجته، ولكنها تحضر الجلسة التى تشهد فيها لمصلحة الرجل الذى تعامل معها بنبل فى تلك الليلة المأزومة.
وهكذا فإن السينما نظرت إلى المهن باستخفاف شديد، ومنها مهنة الطب على سبيل المثال، ومن الواضح أن السينما فى تلك الفترة كانت مصابة بضعف بصر ملحوظ، فلا أعرف لماذا لم يجرؤ مخرج واحد على منح نيللى مظلوم أدوار البطولة، وهى التى لم تكن تقل فى المواهب والجمال والثقافة عن كاميليا.. فعلا سينما ضعيفة البصر.

التعليقات