تأملات في أزمة الخيال - صحافة عربية - بوابة الشروق
الثلاثاء 20 مايو 2025 11:51 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

تأملات في أزمة الخيال

نشر فى : الثلاثاء 20 مايو 2025 - 6:55 م | آخر تحديث : الثلاثاء 20 مايو 2025 - 6:55 م

 

نشرت جريدة الخليج الإماراتية مقالًا للكاتب عبداللطيف الزبيدى، يوضح فيه أن أزمة التنمية فى العالم العربى ليست ناتجة عن نقص الموارد أو الإمكانيات، بل عن غياب الخيال والابتكار؛ حيث أدى التصحر الفكرى إلى تعثر التقدم فى مختلف المجالات، مما يجعل تنمية الخيال شرطًا أساسيًا لأى نهضة حقيقية.. نعرض من المقال ما يلى:

هل تصورت مرة أمة جلها نضبت فيه مياه نهر الخيال، فانقطع عن الخرير؟ وهل لاحت فى أفق ذهنك أمة أغلبها توقف فيه مصنع الابتكار عن إنتاج المصابيح التى تزين سماء حياتها؟ يمكن القياس: «إذا سألتم الله التنمية فاسألوه الخيال والأفكار».

من العسير تصديق أن أمة طبقاتها الجيولوجية متاحف حضارات متراكبة طبقا عن طبق، تظل عشرات السنين متصحرة الخيال، مجدبة الأفكار فى جميع الميادين، التعليم والاقتصاد، السياسة والصحة، البحث العلمى والأمن القومى، الفنون والدفاع، البنى التحتية والقضاء، وهلم تصحرا وجدبا.

لأى كان أن ينفى الصواب عن مقولة أينشتاين: «الخيال أهم من المعرفة». الترجمات نسبية إن لم تكن خوانة. الأصح أن الفيزيائى يعنى بكلمة «نوليدج» العلم كمخزون معلومات، فالمعرفة تشطح بنا إلى أبعاد قصية، من نظرية المعرفة لدى أفلاطون وأرسطو، إلى فلسفات التاريخ الحديث. الأهم هو أن الخيال مهم كمنافس ومنازل للعلم والمعرفة.

ما الذى ينقص العالم العربى: ضيق ذات المساحة، أم ضيق ذات النفوس، أم شح الثروات الجوفية والسطحية؟ التنميات المتعثرة العربية تفتقر إلى الخيال والأفكار. هل من دليل على أن الصين وكوريا الجنوبية كانتا قبل منتصف القرن الماضى جنتين غناءين فيهما من كل فاكهة حضارية ألوان، بينما كانت بلاد العرب فى أغبر الغابرين؟ علينا العودة إلى رأس الخيط: قبل عتبة الابتدائية ست سنوات ضائعة. مأساوى أن تعيش على كوكب واحد مجتمعات علماؤها يعكفون على البحوث الفيزيائية فى المادة السوداء والطاقة السوداء ومحاكاة الانفجار العظيم وصنع المادة الفائقة الصلابة من الفوتونات، ومجتمعات ليس لها حتى أمناء يبحثون عن حلول لسد رمق الجياع، بينما من بين بلدانهم سلة الغذاء العربية.

هل لك خيال يستطيع أن يشطح بعيدا فى تصور العقل العربى وقد أسس بورصة لأسهم الخيال؟ النهضة التنموية لا تحتاج إلى معجزة. فى لمح البصر بعد المسيرة الكبرى الصينية عام 49 حقق التنين لكل صينى طبق أرز يوميا. أين كانوا؟ وأين أصبحوا؟ وأين كانت التنميات المتعثرة، وأين صارت؟ هل الغرب أعطاهم أطباق الأرز؟ هل هو الذى شاد لهم أعظم شبكة قطارات سريعة على وجه الأرض؟ من أين أتوا بمعين الخيال والأفكار؟

لزوم ما يلزم: النتيجة التربوية: فى العالم العربى تعليم منذ عقود، فهل عرفت المناهج ولو طيفا لتربية الخيال؟

التعليقات