ماذا فعلت فى دنجل يا شيخ برهامى؟ - حسام السكرى - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 9:58 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ماذا فعلت فى دنجل يا شيخ برهامى؟

نشر فى : الأحد 21 سبتمبر 2014 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأحد 21 سبتمبر 2014 - 8:00 ص

نشرت الصحف منذ أيام خبرين لم ينتبه أحد إلى العلاقة بينهما. الأول عن فتوى للشيخ برهامى تحرم تعليق صور بطوط وميكى فى غرف نوم الأطفال. والثانى عن الاستعداد لتطبيق نظام رقابة على الإنترنت أطلق عليه اسم «القبضة الحديدية»، أو «الالكترونية».

للوهلة الأولى قد يتصور البعض عدم ارتباط الخبرين، ولكن العلاقة لا تخفى بالطبع على أى محلل استراتيجى فى مصر.

عموما، دعنا نأخذ الخبر الثانى فى البداية، الذى انتشر بعد أن نشر موقع (Buzzfeed) الأمريكى تقريرا شارك فى وضعه الصحفى المصرى ماجد عاطف. يقول التقرير إن وزارة الداخلية ستطلق نظام رقابة إلكترونى متطور على الإنترنت بمساعدة شركة مصرية تستخدم تقنيات أمريكية.

الهدف كما نقل عن مسئول فى الداخلية هو رصد قائمة من مثيرات القلق تضم:

«التجديف والتشكيك فى الأديان، والحث على الانشقاقات الإقليمية والدينية والعرقية، والطبقية، ونشر الشائعات ولَى الحقائق عمدا، ورمى الاتهامات والتشهير أو السخرية، واستخدام كلمات غير لائقة، وزعزعة ركائز المجتمع، وتشجيع التطرف والعنف والمعارضة، والدعوة للمظاهرات والاعتصامات والإضرابات غير المشروعة، ونشر الإباحية، وانعدام الأخلاق، وصنع المتفجرات، والعنف، ونشر تكتيكات الفوضى والشغب، وتطبيع العلاقات مع الأعداء، والتحايل على استراتيجية الدولة فى هذا الصدد، وتصيد الأخطاء البريئة، ونقل تصريحات خارج سياقها، ونشر الخدع، وادعاء حدوث معجزات».

قائمة يمكن أن تسحب تحتها نحو 90 فى المئة مما يجرى على الشبكة. إلا أن ما حدث بعد ذلك كان مدهشا.

تعاملت «الحكومة» مع الخبر باستراتيجية «مفيش أى حاجة»، وصرح مسئول أمنى بأن الخبر «عارٍ من الصحة جملة وتفصيلا» ناسيا أن عددا من المسئولين، من بينهم الوزير نفسه، أكدوا المسألة عقب الإعلان عن مناقصة توريد النظام فى يونيو الماضى.

الشركة المصرية التى نقل الموقع الأمريكى تصريحات مسئوليها عادت ونفت ما ورد على لسان رئيسها، بل ونفت أى اتصال بينه وبين المحرر من الأساس.

من الصعب تصديق أن قصة «القبضة الالكترونية» مختلقة، ومن المستحيل أن يتحدث أحد فى موضوع على هذه الدرجة من الحساسية دون تصريح.

ماذا حدث إذن؟ لماذا يتحدثون عن نظام «يمشط مواقع الشبكة، والفيس بوك، وبريدك الإلكترونى، وسكايب، وتويتر، وواتس آب، وفايبر، أو أى برنامج آخر إذا لزم الأمر»، ثم ينفون فى اليوم التالى؟

لغز!

نعود للشيخ برهامى الذى انتبه من قرأوا فتواه لغياب أسماء أهم من ميكى وبطوط. لماذا لم يذكر مثلا عم دهب؟ وهل تجاهله بسبب نفوذه؟ لماذا تم تجاهل كبير البلطجية، وصاحب الاسم المرعب: دنجل؟!

نفوذ البليونير دهب، والبلطجى دنجل، قد يكونان بالفعل سببا فى استثنائهما من الفتوى، ولكن الأرجح أن يكون نشر هذا التحليل عن سطوتما هو المقصود فى حد ذاته. فالعم دهب والبلطجى دنجل يتمتعان بسلطات واسعة، وحاشا لله أن أكون مقللا من قدرتهما على الإيذاء. لكن نشر الخوف منهما، تأثيره عادة ما يكون أكبر بكثير من قدراتهما.

وأخيرا، أود أن أعتذر عن افتراضى بوجود علاقة بين فتوى الشيخ برهامى وخبر فرض رقابة إلكترونية على الإنترنت. إذ يبدو لى الآن أنه لا توجد علاقة بين الخبرين!

التعليقات