متى يعود أيتام البرلمان من غربتهم؟ - وائل قنديل - بوابة الشروق
الأحد 5 مايو 2024 5:57 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

متى يعود أيتام البرلمان من غربتهم؟

نشر فى : الجمعة 23 مارس 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الجمعة 23 مارس 2012 - 8:00 ص

وكأنهم لا يتعلمون.. أو أنهم استمرأوا أن يكونوا مجرد قطع فى ديكور المسرح، دون أن يلعبوا أى دور، حتى ولو كومبارس.

 

هى وجوه من تلك التى كانت تستعذب الوقوف فى فناء برلمان أحمد عز وصفوت الشريف وجمال مبارك، جاهزون طوال الوقت للعب دور المحلل، ولعل فضيحتهم فى انتخابات برلمان 2010 المشفرة لا تزال فى أرشيف الذاكرة القريبة، حين رفضوا كل نداءات العقل والضمير وسيقوا إلى المشاركة الهزلية فى انتخابات برلمانية مشينة زمرا.

 

كانت مصر كلها مجمعة على أنها ليست انتخابات برلمانية حقيقية بقدر ما هى آخر بروفة جينرال لتنصيب الوريث رئيسا، وكان موقف المقاطعة هو أضعف الإيمان فى التصدى لذلك المنكر السياسى، غير أنهم (الإخوان والوفد والتجمع وبعض المستقلين اللطفاء) قرروا المسير إلى هاوية الانتحار السياسى والأخلاقى، ظنا منهم أن حدأة الحزب الوطنى ستلقى لهم بقليل من الكتاكيت، حتى اكتشفوا بعد الجولة الأولى أنهم يقفون عراة أمام أنفسهم وأمام الناس، فراحوا يلطمون الخدود وينوحون ويولولون على الخديعة، وبعد أن نال منهم الأخطبوط الحاكم مراده ــ وهم فى كامل وعيهم وإرادتهم ــ تحدثوا عن التزوير والتضليل.

 

لقد كانت كل المقدمات فى ذلك الوقت تشى بالنتائج التى حدثت، وبالتالى لم تكن هناك خديعة، بل كانت هناك رغبة جامحة مجنونة فى ممارسة الانخداع.

 

وبعد ذلك، وحده الشعب الذى رد الصفعة ولفظ الإهانة، وقام وثار وزلزل الأرض من تحت أقدام النظام، فتكأكأ المخدوعون على قصعة الثورة، يحجزون الأماكن ويغترفون، ويلتهمون حتى التخمة، وفى غفلة من الجميع، وبمساعدة من امتدادات النظام، ورثوا التركة، بكل امتيازاتها وقيمها، وجلسوا على العرش.

 

وسواء كان ذلك نتيجة خلل أو شطارة أو مهارة، أو حتى نتيجة سذاجة أخطاء القوى الثورية الأخرى، فإننا أمام وضع مشابه تماما لما كان قبل وبعد انتخابات برلمان 2010، وإن تبدلت المواقع والأماكن، وتبوأ المخدوعون ــ أو المنخدعون طوعا ــ مقاعد المحتكرين، مستخدمين عدة الشغل الموروثة ذاتها.. وهنا يجب على الذين يحسبون أنفسهم على الثورة أن يتحسسوا مواقعهم جيدا، ويستحضروا درس الماضى القريب، ولا يتركوا أنفسهم لغواية أهلكت الذين من قبلهم.

 

وعليه يصبح النأى عن هذا العبث الدستورى أقل ما يجب عمله إذا كانوا جادين حقا فى ممانعتهم للعب دور «الكومبارس» أو قطع الديكور فى عرض مسرحى ركيك.

 

وإن كانوا مدركين أنهم لن يكونوا أكثر من ورود حمراء فى عروة جاكيت النظام الجديد/ القديم فليتركوا لهم الدستور يعجنونه ويخبزونه كما يشاءون، ولا يكونون كالأيتام على هذه المائدة المسمومة.

 

وعلى غرباء البرلمان أن يعودوا فورا من المتاهة إلى حضن الوطن، وينتظموا فى صفوف الثورة، إن كانوا مؤمنين حقا بأن الثورة لم تقم لإعادة إنتاج النظام القديم.

وائل قنديل كاتب صحفي