كيفية تطبيق الحمية الإعلامية - قضايا إعلامية - بوابة الشروق
الثلاثاء 30 أبريل 2024 11:54 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كيفية تطبيق الحمية الإعلامية

نشر فى : السبت 22 نوفمبر 2014 - 8:35 ص | آخر تحديث : السبت 22 نوفمبر 2014 - 8:35 ص

كتبت جيهى جولى مقالا نشر بمجلة كولومبيا جورناليزم ريفيو تروى فيه عن محاولتها تجريب استراتيجيات مختلفة للخروج من دائرة متابعة الأخبار على مدى 24 ساعة. تروى الكاتبة:

كنت غارقة فى تيارات مستمرة من المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت، وأتغذى أساسا على تغريدات وعناوين عابرة، شعرت وكأنى كنت أعرف القليل عن الكثير من الأشياء وليس الكثير عن شىء محدد. لذلك بدأت قراءة الكثير عن كيفية قراءة الآخرين للأخبار وإعادة بناء حمية تنظم إقبالى على وسائل الإعلام وفقا لاحتياجاتى من المعلومات الخاصة بى وتفضيلات الوقت. ففى عصر تدفق الأخبار على مدى 24 ساعة، حيث يتم تحديث كميات كبيرة من المعلومات فى الوقت الحقيقى، وتكون على الدوام فى متناولك، يصير اختيار ما يقرأ، متى وكيف، مهارة أولية.

وتضيف جولى، على غرار محو الأمية المالية، الذى يتطلب معرفة كيف يعمل المال، والأساليب الأكثر فعالية لإدارته، تستلزم معرفة كيفية قراءة الأخبار معرفة بالطريقة التى يتم بها صنع الصحافة، وأكثر الطرق فعالية لاستهلاكها. ولكن قبل أن أتمكن من بناء نظام غذائى أخبارى لنفسى، كنت بحاجة للإلمام بالمصادر المتاحة؛ ومعرفة أدوات قراءة أو مشاهدة الأخبار، عبر مختلف وسائل الإعلام، كما كنت بحاجة إلى وجود نظام مفيد للمزج بين هذه الوسائل، لخلق نظام القراءة الذى يجعلنى ملمة بما يجرى، بشكل معقول، ويناسب نمط حياتى.

وفى حين لا يتيح التدريب الرسمى على كيفية القيام بذلك، أولوية لمحو الأمية الأخبارية، حيث ما زال يركز على تعليم الطلاب التعرف على مصادر الأخبار الموثوق بها، هناك العديد من الأدوات والأطر التى ساعدتنى على تقييم جدول أعمالى، وإدارة وقتى، ومساعدتى فى أن أبدأ فى قراءة محتوى أى مادة بالطريقة الأكثر فعالية. وهناك طريقة لتخفيف الإفراط فى تحميل وسائل الإعلام من خلال الحركة البطيئة للأخبار، وقد اشتهرت كثيرا بفضل دان جيلمور، مدير مركز نايت للإعلام الرقمى فى كلية الصحافة بجامعة ولاية أريزونا. وقد أطلق عليها هذا الاسم على غرار نظام حركة الغذاء البطيئة، التى تشجع المستهلكين على شراء،

وطهى وتناول الطعام ببطء؛ من أجل تحصين كل من الصحة الجسدية والعقلية، بدلا التركيز على الوجبات السريعة المريحة غير الصحية. وبعبارة المدونة مارى كاثرين بوث: من الأسهل لوسائل الإعلام، بدلا من أن تجعل مستخدميها يكافحون لمواكبة الأخبار على مدار 24 ساعة، أن تضمن لهم (وخاصة المشغولين منهم) الاطلاع على كل شيء فى الوقت الحقيقى. فليس من المتوقع أن يكون لدينا قراء/أو مشاهدون/أو مستمعون فى جميع الأوقات. ولا شك أنه سيفوت على البعض فى كثير من الأحيان أجزاء من الموضوعات التى ستنشر. ولن يكون لديهم الوقت الكافى لملاحقة الأخبار. وأعتقد أن حل هذه المعادلة سيزيد من قيمة وسائل الإعلام عند عملائها. ونأمل أن يؤدى إلى تحسين اقتصاديات الصحافة. ولتحقيق هذه الغاية، قالت المدونة إنها وضعت شرائط إخبارية وفق مفهوم بوابة الأخبار التى يتم عبرها جذب مستهلكى الأخبار للتعرف على ما يجرى فى العالم من خلال إعداد أشرطة منسقة للأنباء، بناء على اختيارات المستخدمين وتفضيلاتهم.

وتشير جولى إلى أن هناك مجموعة من الأسئلة للمساعدة فى بناء نظام غذائى خاص باستهلاك وسائل الإعلام، فيما يشبه كتيب إرشاد نحو محو الأمية الأخبارية. فقد استلهمت الأفكار من الكتاب الشهير: إنجاز الأهداف بنظام إدارة الوقت والإنتاجية، الذى أعده فى الأساس ديفيد ألين، ومن نصائح جوسلين جلى حول بناء النظام وتحقيق أقصى قدر من الطاقة الإبداعية. السؤال الأول: لماذا أقبل على هذه الأخبار؟ هل لا أريد أن تفوتنى لأنها تتعلق بأمور تهمنى مثل مكان، أو أشخاص، أو مسألة تهمنى، أو لدى فضول لمعرفتها، أو أرتبط بها من خلال محيطى الشخصى أو الاجتماعى أو المهني؟ وهل أستهلك هذه الأخبار لتمضية الوقت أو لأننى أشعر بضرورتها للحصول على المعرفة أو لتدعيم صورتى؟ والسؤال الثانى: ما أكثر الطرق فعالية بالنسبة لى للحصول على الأخبار؟ هل اود الحصول على الأخبار من مصدر موثوق فيه فقط لتقليل وقت فحص المصدر، أو أريد أن تشمل الوقت للتحقق مما أعثر عليه؟ ما الجهاز الذى أريد أن أقرأ أو أشاهد عبره؟ وفى أى وقت من اليوم؟ وأين سأكون؟ وكم سأقضى من الوقت؟ والسؤال الثالث: هل أريد أن أعمل على هذا الخبر؟ هل أريد أن اتشارك فيه فيما بعد، عبر رسالة بالبريد الالكترونى، أو مقال، أو وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعية؟ هل أرغب فى حفظه لوقت لاحق؟ هل أريد المشاركة فى هذه القضية، أو الكتابة حول هذا الموضوع، أو التعليق عليه أو مناقشته؟

وترى الكاتبة أننا نتخذ هذه القرارات أثناء التنقل عبر محتوى الأخبار، ولكن لا نقتطع بالضرورة وقتا للتفكير فيها. ولكن من خلال استكشاف تلك الأسئلة، تغيرت استخداماتها لخدمات القراءة فى وقت لاحق: حيث تقوم بحفظ جميع الموضوعات الطويلة بشكل منفصل عن الأخبار العاجلة، وتنظم الوقت بحيث تتصفح موضوعات محددة عندما يتوفر لديها الاتصال بالإنترنت للقيام بذلك.

التعليقات