صحيفة الخليج ــ الإمارات: أسلوب الكتابة - صحافة عربية - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 10:31 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

صحيفة الخليج ــ الإمارات: أسلوب الكتابة

نشر فى : الخميس 24 نوفمبر 2022 - 7:45 م | آخر تحديث : الخميس 24 نوفمبر 2022 - 7:45 م

نشرت صحيفة الخليج الإماراتية مقالا للكاتب حسن مدن بتاريخ 22 نوفمبر يقول فيه إنه ليس من الضرورى أن يعكس أسلوب الكاتب المعقد واستخدامه للمفردات العميقة أهمية الموضوع وثقل معرفته، فالموضوعات جميع مهمة على اختلافها؛ بل إن أسلوب الكاتب السلس يساهم أكثر فى إيصال الفكرة للقارئ أو القارئة.. نعرض من المقال ما يلى.

نقول عن أسلوب كاتب ما إنه أسلوب صعب أو معقد، أو نقول العكس؛ إنه سلس وسهل، والوصفان الأولان، أى الصعوبة والتعقيد، لا يعنيان، بالضرورة، أن الكاتب عميق، ويتناول قضايا معقدة لا يفقهها الكثيرون أو حتى الغالبية، فكون موضوعاته عميقة ومعقدة هو ما يجعل التعبير عنها معقدا، كما أن صفة السهولة أو البساطة فى الكتابة لا تعنى أن صاحبهما سطحى أو ضحل المعرفة. الحقيقة أنه لا توجد موضوعات صعبة وموضوعات سهلة، ما من معيار واضح، متفق عليه، لتحديد ما هو السهل وما هو الصعب، ما هو المهم وما هو غير المهم، فكلّ الموضوعات مهمة.
وحتى لو سلمنا بأن هناك موضوعات أسهل من سواها فى التناول، فإن أسلوب الكاتب المعقد أو الصعب يضفى عليها صعوبة ليست فيها فى الأصل، فبدل أن يسهل الموضوع ويقربه إلى النفوس والعقول، فإنه ينفر منه، ويجعله، رغم بساطته المفترضة، صعبا أو حتى عصيا على الفهم، فيما يحدث العكس تماما، فما تبدو، ظاهرا، موضوعات صعبة ومعقدة، فإن سلاسة أسلوب الكاتب ورشاقته تسهل فهمها وشرحها، وليس عبثا أن أسلافنا تحدثوا عن «السهل الممتنع»، وهو ما يقال عن الأسلوب الذى يجمع بين عمق المحتوى وسهولة إيصاله إلى المتلقى، وتلك ملكة لا تتوافر دائما لدى الكثير من الكتاب، ويشار، فى هذا الصدد إلى أسلوب الدكتور طه حسين فى الكتابة، فعلى الرغم من عمق موضوعاته فإنه ينجح فى التعبير عنها بيسر.
على كلٍ؛ فإن أسلوب الكتابة منهج يمكن أن يدرس فى الجامعات وفى ورش الكتابة، وليس بوسعنا هنا الخوض فى تفاصيله، ونجد فى الكتاب الشائق لإرنستو ساباتو «الكاتب وأشباحه» تناولا مكثفا وجميلا للموضوع، كما هو شأن كل محتويات الكتاب، وفيه يقدّم أجمل تعريف يمكن أن نقرأه عن أسلوب الكاتب، وفيه يقول: «الأسلوب هو الإنسان الفرد، الوحيد، طريقته فى رؤية الكون والإحساس به وطريقته فى التفكير فى الواقع». إنه الخلطة بين أفكاره من جانب وانفعالاته ومشاعره من جانب آخر.
يفرق ساباتو بين لغة العلم ولغة الفن، «فلغة العلم الخالصة يمكن وبدقة أن نستبدل بها رموزا خالصة ومجردة وغير شخصية». العلم جامع والفن فردى، له طريقته الخاصة غير القابلة للتحويل، ولهذا «يوجد أسلوب فى الفن ولا يوجد أسلوب فى العلم».

التعليقات