انكسار القلب تعبير مجازى عن حزن داهم وشجن عميق تضم عليه المرأة ضلوعها فى مواجهة فعل غادر فاجأها فنال من أمن نفسها وفجر داخلها زلزالا من التوتر هزها بعنف.
قوانين العلم لا تعرف إلا الحقيقة ولا تعترف بالبلاغة أو تعرف المجاز لذا فقد اختار العلماء لمتلازمة القلب المنكسر لدى المرأة اسما علميا يعبر عنها «اعتلال تاكو تسيبو للقلب» فما هى القصة الحقيقية لذلك الانكسار فى قلب هذا المخلوق المدهش الذى تتعدد حوله الحكايات والأساطير: حواء.
متلازمة القلب المنكسر لدى المرأة هى إحدى الظواهر العلمية التى رصدها العلم بدقة دون أن يجد لها سببا واضحا أو تفسيرا قاطعا.
تجلت الحيرة فى تسمية تلك الظاهرة بأسماء متعددة تبدأ باعتلال تاكو تسيبو للقلب والتى هى فى الأصل كلمة يابانية تصف أحد الأوعية التى تستخدم فى اليابان لصيد الأخطبوط وقد أطلقها البرفيسور «ساكو» طبيب القلب اليابانى الذى رصد تلك الحالة للمرة الأولى عام ١٩٩١ كحالة مستقلة بذاتها عن حالات هبوط عضلة القلب التى تشاركها الصفات.
أما السبب فى تسميتها فيرجع إلى أن شكل البطين الأيسر فى الصور التى التقطت له باستخدام القسطرة القلبية عند انقباضه تشبه تماما تلك المصيدة المستخدمة لأسر الأخطبوط.
البطين الأيسر مسئول عن دفع الدم بقوة فى شريان الأورطى عبر صمام الأورطى تمكنه من الاندفاع فى كل شرايين الجسم وهو مهيأ تشريحيا لتلك المهمة بتركيبة عضلية قوية على شكل مخروط رأسه أو قمته - كما يطلق عليها - لأسفل وقاعدته لأعلى. فى حالة القلب المنكسر يتقلص البطين عند قمته بصورة تفوق قدرته على التقلص فى الأحوال الطبيعية الأمر الذى يمنحه شكلا فريدا متقلصا عند قمته منتفخا كالبالون عند قاعدته لذا يطلق عليه ما ترجمته «الانتفاخ البالونى عند القمة»، أما الاسم الأخير الذى يمس كل القلوب فهو أكثر إنسانية وملاءمة للحالة فهو القلب المكسور Broken heart Syndrom تبدأ الأعراض بألم حقيقى يعتصر القلب إثر التعرض لأى من مظاهر التوتر أو القلق الذى تواجهه المرأة وفقا لشخصيتها. يبدأ الأمر إثر صدمة عاطفية تقلب موازين النفس أو تصعق القلب. الأمر المحير أيضا أن هناك تفاوتا بين ما وصفته السيدات اللائى خضعن للفحصوات الطبية من أنواع للتوتر والألم بدأت بفقدان عزيز أو إجراء جراحة أو اكتشاف إصابتها بالسرطان إلى أن انتهت بالخوف من زيارة طبيب الأسنان أو الخوف من عقاب رئيسها فى العمل!
ألم حقيقى يتطابق وألم الذبحة الصدرية أو النوبة القلبية من تسارع دقات القلب أو انخفاض الضغوط وضيق التنفس والإحساس بالإجهاد المفاجئ والعرق الغزير واصفرار الوجه.
الأمر المذهل أن كل الفحوصات التى تجرى وتحاليل الدم تشير بوضوح إلى أن هناك بالفعل معالم نوبة قلبية بينما إجراء قسطرة تشخيصية يسفر عن صورة لشرايين تاجية مفتوحة لا أثر لمرض فيها أو انسداد!
تتعدد النظريات والتكهنات ربما كان أقربها للعقل العلمى أن التعرض لحدث ما فى حياة المرأة يعرضها لإفراز كمية كثيرة من هرمونات التوتر العصبى تصعق القلب منها أيضا أن هناك بروتينات تفرز فى الدم تسبب تقلصا فى الشرايين التاجية تحدث ذلك الأثر الذى يزول فجأة عند انحسار نسبة تلك البروتينات.
متلازمة انكسار قلب المرأة حقيقة لا تقبل الجدل فى جلاء أعراضها لكنها تقبل الشك فى أسبابها.
لماذا المرأة دون الرجل؟ لماذا تتفاوت الأعراض التى قد تصمد لها امرأة دون الأخرى؟ علامات استفهام كثيرة تلف المرأة وقلبها فى عزه وفى انكساره علمها عند خالقها وحده جل شأنه.