تزوجوا.. تصحوا - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 8:17 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تزوجوا.. تصحوا

نشر فى : السبت 28 سبتمبر 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : السبت 28 سبتمبر 2013 - 8:00 ص

لا أدعى لنفسى الحكمة ولا أرتدى ثياب أصحابها إنما هو العلم الذى يأبى إلا أن تفسر كل الظواهر حتى الاجتماعية والإنسانية منها بمقاييسه الخاصة. دراسة علمية حديثة كان لها أن تربط بين أحوال مرضى القلب الذين يضطرون لإجراء جراحات القلب المفتوح إثر الإصابة بأمراض الشرايين التاجية. الدراسة قام بالإعداد لها فريق من أطباء القلب بمستشفى the Medstar washington Hospital D.C على مر ثمانية عشر عاما، وشملت أحد عشر ألف مريض ومائتين وستة عشر أجرى لهم جميعا جراحات للقلب المفتوح. متوسط أعمارهم أربعة وستون عاما، بينما المتزوجون منهم كانوا يشكلون خمسة وخمسين بالمائة، بينما الباقون إما لم يتزوجوا على الإطلاق أو كانوا مطلقين أو أرامل.

رغم وضع عوامل مهمة كثيرة فى الاعتبار منها ارتفاع نسبة الكوليستيرول، ارتفاع ضغط الدم، التدخين إلا أن نتائج غير المتزوجين كانت دائما تشير إلى حدوث مضاعفات صحية مسبقة منها توالى الجلطات وضرورة إجراء أكثر من تدخل قبل الجراحة مثل توسيع الشرايين التى انسدت تحت تأثير الجلطات أو تركيب الدعامات. كما أن نسبة الوفيات جاءت أعلى بعد العمليات.

أما النتيجة التى أضافت أهمية لذلك العمل العلمى أن نسبة الأحياء من المتزوجين بعد خمسة عشر عاما من إجراء العملية فجاءت ضعف عدد الأحياء من غير المتزوجين لذات المدة مرتين ونصف المرة.

فى تفصيل أكثر جاء عدد الأحياء بعد خمسة عشر عاما من إجراء العملية. الراضون عن حياتهم الزوجية السعداء بها مضاعفا ثلاث مرات ونصف المرة إذا ما قورن بعدد كل المتزوجين من مرضى القلب الذين أجروا عمليات القلب المفتوح فى تلك الدراسة.

يرى القائمون على الدراسة أن المساندة المعنوية أحد العوامل بالغة الأهمية التى لا يجب على وجه الإطلاق إهمالها أو النظر إليها على أنها عامل رفاهية لا دخل له بطبيعة نجاح العملية. لذا يقترح فريق الأطباء ضرورة تعميم برامج إعادة تأهيل مرضى القلب. تلك البرامج التى تشمل ما يسمى مجموعات الدعم لمساندة المريض، وفيها يتلقى المحيطون بالمريض كل المعلومات والحقائق العلمية التى تساعدهم على معاونته فى الاندماج مرة أخرى فى تفاصيل الحياة اليومية العادية والتخلص من العادات الغذائية الرديئة وتبنى فكرة مزاولة النشاط البدنى بانتظام وغيرها.

تزوجوا يا سادة لتصحوا.. ليس من الضرورى أن تجدوا من يعتنى بكم إذا ما ألم بكم ما يستدعى جراحة القلب.. إنما لأن العلم فيما يبدو يساند مؤسسة الزواج.

التعليقات