القرن الإفريقي.. وبريكس - مواقع عالمية - بوابة الشروق
الخميس 9 مايو 2024 4:09 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

القرن الإفريقي.. وبريكس

نشر فى : الثلاثاء 29 أغسطس 2023 - 7:15 م | آخر تحديث : الثلاثاء 29 أغسطس 2023 - 7:15 م

نشر موقع Eurasia Review مقالا حول الأهمية الاستراتيجية لدول منطقة القرن الأفريقى والدول التى تطل عليها، مما جعلها تحوز على النصيب الأكبر من الدول المنضمة لعضوية تكتل بريكس الاقتصادى، الدول التى شملها توسع المنظمة من المنطقة هى؛ إثيوبيا ومصر والسعودية والإمارات وإيران... نعرض من المقال ما يلى.
بداية، يمثل البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن والبحر الصومالى ممرات مائية رئيسية تستخدمها معظم الدول القوية، بل وتحسد دول المنطقة على التحكم فيها. وتكتمل هذه الأهمية الاستراتيجية بالنيل الأزرق الذى يوفر معظم المياه العذبة لدول شمال شرق أفريقيا.
توفر المنطقة أيضا معظم اللحوم لشبه الجزيرة العربية، خاصة خلال موسم الحج، حيث يتم تصدير ملايين الماشية من المنطقة، لذبحها فى يوم عيد الأضحى، إحدى شعائر الإسلام الرئيسية. ويمتد الساحل الطويل للمنطقة لنحو 4770 كيلومترا من جنوب البحر الأحمر إلى رأس كيامبونى، الطرف الجنوبى للصومال على المحيط الهندى، ويمثل اقتصادا أزرق كبيرا، مما يزيد من قيمة المنطقة للقوى الإقليمية والعالمية الكبرى.
لذا، لا عجب أن يشمل توسع بريكس دولا موجودة فى تلك المنطقة أو تطل عليها (خمسة من الأعضاء الستة)، وهى إثيوبيا ومصر والسعودية والإمارات وإيران، تتميز جميعها بثروات كبيرة إما مستغلة حاليا أو ثروات محتملة قد تظهر فى المستقبل غير البعيد. وتشمل هذه الثروة النفط والغاز، وسوقا كبيرة، وقاعدة صناعية قريبة من معظم أسواق العالم. تتضمن إمكانات المنطقة أيضا شواطئ للسياحة الدولية وصيد الأسماك والمعادن بما فى ذلك النفط والغاز، ومصادر الطاقة الأخرى مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الحرارية والطاقة الكهرومائية، ولكن الأهم من ذلك كله هو ثلث احتياطيات اليورانيوم فى العالم.
مع كل هذه الأصول والموارد، تعد المنطقة مهمة للعالم وتحتاج إلى تسخير هذه الثروة من أجل التنمية المستدامة، لكن المساعدات المقدمة من المنظمات غير الحكومية ومنظمات الأمم المتحدة التى على الرغم من وجودها فى المنطقة على مدى السنوات الثلاثين الماضية، لم تقدم الكثير. بل أفاد الخبراء أن وجودهم هو مصدر معظم الصراعات فى المنطقة! إذ يبدو أن هناك نية لدى بعض الأطراف بإبقاء المنطقة فى صراع، وقد تسبب ذلك فى المزيد من الآلام ارتبطت بالتنافس العرقى على السلطة، الأمر الذى أثر سلبا على المنطقة.
كما أن التكتلات التجارية الأخرى، مثل مجموعة شرق أفريقيا EAC، حاولت جذب بعض دول القرن الأفريقى بعيدا عن حلفائها للانضمام إلى العالم السواحلى، الصومال كانت واحدة من هذه الدول والتى أخطأت من قبل بالانضمام إلى جامعة الدول العربية التى لا تهم مصالحها كثيرا، وها هى تخطئ مرة أخرى بانضمامها إلى مجموعة شرق أفريقيا التى لا تشاركها إلا القليل. ولا شك أن هذا يؤثر على التماسك الطبيعى لدول القرن الأفريقى.
على كل، أحد المجالات التى لا ينبغى إغفالها هى الاقتصادات والتقنيات الرقمية، حيث من المتوقع أن يلعب الشباب فى المنطقة أدوارا مهمة مستقبلا. وبالنسبة للموارد المعدنية الكبيرة فتشمل العديد من الموارد اللازمة للتكنولوجيات الجديدة مثل النحاس والليثيوم والكوبالت والأتربة النادرة. كما تمتلك المنطقة احتياطيات كبيرة من الذهب واليورانيوم والبلاتين وغيرها. من شأن هذا كله أن يضع المنطقة فى مقدمة الاعتبارات الاستثمارية بشرط أن تكون قيادة المنطقة قادرة على إدارة الصراعات القبلية والعرقية وأن يكون القادة قادرين على العمل معا بدلا من العمل مع أطراف أخرى لا تجمعهم مصالح مشتركة معهم.
فقط من خلال التعاون، سيصبح لدى زعماء المنطقة علاقات خارجية واقتصادية وتجارية وسياسية مشتركة مع مناطق وبلدان أخرى فى العالم. وهذا من شأنه أن يسهل على كل دولة إدارة مساحتها واقتصادها وشعبها وبالتالى المساعدة فى صياغة تنمية مستدامة شاملة. وبلا شك سيزيل هذا أو على الأقل سيقلل من المنافسة العرقية على السلطة.

ترجمة وتحرير: ياسمين عبداللطيف
النص الأصلي

التعليقات