حماس تستعد لجولة جديدة مع إسرائيل - أليكس فيشمان - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 9:28 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حماس تستعد لجولة جديدة مع إسرائيل

نشر فى : الإثنين 30 ديسمبر 2013 - 8:55 ص | آخر تحديث : الإثنين 30 ديسمبر 2013 - 8:55 ص

يمكن القول إن إسرائيل و«حماس» ليس لديهما فى الوقت الحالى أى مصلحة فى فتح جبهة قتال فى المنطقة الجنوبية، إلا فى حال توصل أحد الجانبين إلى استنتاج أن إطلاق النار فى الجنوب فرصة ذهبية لتأجيل جولات وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى فى الشرق الأوسط إلى أجل غير مسمى. وعلى الرغم من أن منطقة الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة بدت فى الأيام القليلة الفائتة مشتعلة نسبيا، فإن التقديرات السائدة لدى المؤسستين الأمنية والسياسية فى إسرائيل تؤكد أن العلاج المطلوب للموجة المتجددة من أعمال العنف كامن فى ضربة عسكرية محسوبة بدقة يكون من شأنها أن تعيد الهدوء النسبى بين الجانبين.

وقد هاجت منطقة الحدود الجنوبية وماجت فى إثر عدة محاولات فلسطينية لوضع عبوات ناسفة وقيام الجيش الإسرائيلى بإطلاق النار على من حاول وضعها وعلى متظاهرين حاولوا الاقتراب من السياج الحدودى، وإطلاق مزيد من صواريخ القسام على المستوطنات المحاذية للقطاع، ووصل الوضع إلى ذروته لدى قيام قناص فلسطينى هذا الأسبوع بإطلاق النار على أحد العمال الإسرائيليين وقتله.

ويقرّ كبار المسئولين فى إسرائيل بأنه مع ذلك، فإن حركة «حماس» لم تتخل حتى الآن عن الجهود التى تبذلها للحفاظ على التهدئة. وفى كل مرة تُظهر فيها حركة الجهاد الإسلامى علامات تمرّد تحاول «حماس» كبحها، ويبدو أن حركة الجهاد تقبل على نحو عام القواعد التى تمليها «حماس»، وتطلق القذائف الصاروخية فقط حينما تقوم قوات الجيش الإسرائيلى بالتغلغل فى الجانب الشرقى (الفلسطيني) من السياج الحدودى.

ومعروف أن نشاط الجيش الإسرائيلى فى الجانب الفلسطينى من السياج الحدودى يهدف أساسا إلى إحباط أى محاولة لوضع عبوات ناسفة والحؤول دون تصعيد الأوضاع الأمنية من جراء انفجار إحدى هذه العبوات، لكن النتيجة تكون أحيانا عكس ذلك تماما وهى إطلاق قذائف صاروخية على الأراضى الإسرائيلية.

من الواضح أن الجيش الإسرائيلى لا يستطيع أن يتخلى عن نشاطه على طول منطقة السياج الحدودى، وبالتالى فإن هذا النشاط سيظل نقطة احتكاك ثابتة. غير أن قوة «حماس» الخاصة التى كانت منتشرة على طول هذه المنطقة من أجل إبعاد أى عمليات عسكرية من الناحية الفلسطينية، عنها مشغولة فى الأيام الأخيرة بمعالجة الأضرار التى ترتبت عن الأحوال الجوية القاسية التى اجتاحت المنطقة، الأمر الذى تسبب بانخفاض الرقابة المفروضة على المنطقة، لكن المسئولين فى إسرائيل يرفضون التقليل من مسئولية هذه الحركة عن كبح أى عمليات تحرّش بالجيش أو بالمستوطنات المحاذية للقطاع.

مع هذا، فإن المشكلة الحقيقية بالنسبة إلى إسرائيل هى أن حركة «حماس» تستغل فترة التهدئة لتحسين استعدادها لجولة القتال المقبلة (مع إسرائيل)، فهى تقوم بحفر مزيد من الأنفاق المعدّة للهجوم، وبتصنيع وسائل طيران من دون طيار، وبإطالة مدى الصواريخ التى لديها. ولا شك فى أن أى تحرّش عسكرى من جانب حركة «حماس» الآن سيمنح الجيش الإسرائيلى فرصة المساس بهذه القدرات. ولذا، فإن الحركة ليست لديها مصلحة فى أن تهب الجيش الإسرائيلى فرصة ليهدم البنية التحتية العسكرية التى تبنيها، وقد يكون هذا هو السبب الذى سيؤدى إلى أن تخف حدّة جولة إطلاق النار الحالية شيئا فشيئا.

التعليقات