Soul أن يكون معنى حياتك.. لحظة - الشرارة.. الهدف.. المعنى - محمد طه - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 9:33 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

Soul أن يكون معنى حياتك.. لحظة - الشرارة.. الهدف.. المعنى

نشر فى : الخميس 21 يناير 2021 - 12:15 م | آخر تحديث : السبت 23 يناير 2021 - 7:22 م

عمرك جربت اللحظة دى؟

اللحظة اللى تحس فيها ان الزمن تمدد.. والمكان اتسع.. والحياة كلها توقفت هنا والآن؟

اللحظة اللى تحس فيها بمتعة.. وفرحة.. وراحة فى نفس الوقت؟ أو ألم.. وحزن.. وأمل فى نفس الوقت؟ أو وحدة.. وتأمل.. واكتشاف فى نفس الوقت؟

اللحظة اللى تتدفق عليك فيها نبضات النور.. من داخلك؟

اللحظة دى بيسميها فيلم (سول) the Spark- الشرارة.. وأنا باسميها لحظة (الكشف)..

لحظة ما تدوق طعم حلو.. وتغرق فيه.. وتنسى نفسك..

لحظة ما تشم ريحة حلوة.. وتطير معاها.. فوق.. فوق..

لحظة ما تحس بحد متألم.. وقلبك يوجعك.. وجع حقيقي أصيل يدغدغ مشاعرك..

لحظة ما تفرح فرحة حقيقية من جواك.. تتخطى بيها الجدران اللى حواليك..

لحظة شجن هادئة ساكنة.. تطوى السماء والأرض وما فيهما داخلك..

لحظة عطاء طيبة.. لحظة امتنان من القلب.. لحظة انتشاء بدون سبب..

لحظة ما حد يطبطب على روحك.. لحظة تلاقى عيون الأحبة.. لحظة نصر وفخر.. أو حتى هزيمة شريفة بعد كفاح مرير..

كل لحظة من دول فيها نور.. فيها اكتشاف.. فيها أمل..

كل لحظة منهم فيها بريق.. وعمق.. وأصالة..

كل لحظة منهم هى لحظة بمقاييس الزمن الخطى اللى نعرفه (الزمن الخطى يعنى امبارح وراه النهاردة وراه بكرة).. لكنها عمر بأكلمه بمقاييس الزمن غير الخطى (حيث كل الأزمنة تتواجد فى وقت واحد)..

كل لحظة منهم انت بتشوف فيها عمرك وحياتك ونفسك والعالم من أول وجديد..

 وعلشان كل ده.. انت ممكن تلاقى -أو بالأحرى تكتشف- معنى حياتك فى لحظة واحدة منهم.. تصور!!

كل معنى حياتك ممكن تشوفه.. وتحسه.. وتفهمه فى لحظة من لحظات (الشرارة).. أو لحظات (الكشف)..

ممكن تكتشف ان الجمال الحقيقي موجود داخلك..

وان الكمال الحقيقي مهدت له لحظات نقصانك..

ممكن تكتشف ان الأخذ الحقيقي منبعه العطاء..

وان العطاء الحقيقي مهدت له لحظات احتياجك..

ممكن تكتشف إن الحزن ليه معنى.. وان العجز ليه معنى.. وان الأمل جزء منهم هما الاتنين..

ممكن تكتشف انك سجين الخوف.. وأسير الهم.. وان التحرر منهم على بُعد خطوة من داخلك..  

ممكن تكتشف إن ما كنت متصور إنه نجاح.. هو فى حقيقته فشل.. وان ما كنت تحسبه ضعف.. طلع منتهى القوة..

ممكن تكتشف انك صغير جداً.. وسط أكوان وعوالم وتدابير هائلة.. اجتمعت واتفقت على انها تفتح عينك هنا والآن..

ممكن تكتشف إنك ماكنتش عايش أصلاً.. أو انك كنت عايش بس مش على قيد الحياة.. قبل هذه اللحظة..

فيلم (سول) عاوز يقولك إن هدف الحياة حاجة.. ومعنى الحياة حاجة تانية خالص.. وانك ممكن تلاقى معنى حياتك فى "إحدى لحظات الكشف"، بالرغم من إنك عمال تجرى وتدور عليه فى "رحلة تحقيق الهدف"..

تعيش حياتك كلها تجرى ورا تحقيق حلم.. يطلع فى الآخر مش حلمك انت..

تخلّص عمرك كله.. وانت شايف هدفك قدامك.. وتكتشف بعد الوصول ليه انه كان خدعة كبيرة..

تنهى كل فرصك.. فى طريق لا تنتمى إليه ولا ينتمى إليك.. وماتعرفش ده إلا عند رؤية السراب بعينيك..

وتنسى وسط كل ده إنك تعيش كل لحظة في حياتك.. وتحس بيها..

تنسى تشوف الموجود.. أملاً فى المفقود..

تنسى تدوق وتستطعم.. لأنك مستعجل فى النهم..

تنسى تحيا.. وانت عايش..

أقولكم بعض لحظات الشرارة/الكشف فى حياتى..

لحظة أول جملة كتبتها بعد تجربة انسانية صعبة ومؤلمة جدا: "فى معظم العلاقات الفاشلة مافيش ظالم ومظلوم..مافيش جانى وضحية..فيه مسئولية مشتركة متوزعة بين الطرفين".. اللحظة دى كانت بداية فتح كل خزائن الكتابة والتعبير من داخلى.. كانت بداية كل المقالات والبرامج والكتب اللى بين ايديكم دلوقت..

لحظات لقاء أو وداع صديقى الغالى (علاء).. على أرصفة محطة مغاغة المتقابلة.. هو رايح القاهرة.. وأنا رايح المنيا..

لحظة ما رجعت من سفر طويل.. وقابلت أولادى.. وشوفت فى عينيهم إنى كنت موجود جواهم.. رغم غيابى عنهم.. 

كل لحظة قضيتها فى حضرة أستاذى د. رفعت محفوظ..

لحظة رؤيتى لدموع والدى وهو يعلن عن عجزه أمام السرطان..

لحظة استقبالى كل مكالمة تليفونية من والدتى.. علشان تطمن عليا.. رغم ان هى اللى تعبانة..

لحظات شعورى بالقبول الشديد.. والفهم المطلق.. والبراح غير المحدود.. من جانب زوجتى الحبيبة.. 

لحظة لعبى على (المرجيحة) لأول مرة فى حياتى فى فناء مدرستى الابتدائية..

لحظة انتهائى من قيادة أول ورشة عمل عن نموذج الخطوات الأربع العلاجى فى مؤتمرالعلاج الجمعى بأمريكا..

لحظة ما قابلت فى مؤتمر آخر بروما.. ثلاث صديقات من ثلاث ديانات مختلفة (مسلمة- مسيحية- يهودية).. عايشين كلهم فى القدس.. وبيدافعوا كلهم عن فلسطين..

لحظة ما عدّت أمام رأسى بسنتيمترات أنبوبة بوتاجاز ثقيلة، فوجئت ان ساكن الدور الخامس بيرميها لواحد مستني أمام باب العمارة اللى أنا خارج منه..

وكثير وكثير.. من لحظات الألم.. والأمل.. والصدمة.. والكشف..

كل لحظة من دول كانت ممتدة بطول الزمن.. ومكثفة بحجم الثقوب السوداء.. ولها نفس الطول الموجى للنور..

كل لحظة منهم كان فيها مشاعر مختلفة وغير معتادة.. وأحاسيس تتعدى حدود ما كنت أعرفه عن حواسي الخمسة.. واقتراب روحي شديد كما لم يحدث من قبل..

رؤية جديدة لكل معتاد..

ملامح غريبة لكل مألوف..

وتساؤلات حادة لكل معروف..

إعادة حسابات هائلة.. واكتشافات صادمة وأحياناً مرعبة.. وتحول فكرى ونفسي وروحى مش عارف ألاقيله أى وصف دلوقت غير كلمة Spark.. الشرارة الصغيرة التى تشعل نار متوهجة..

 

اسأل بقى نفسك -معايا- دلوقت:

إيه هو هدف حياتى؟

إيه هو معنى حياتى؟

وإيه هو كشف/شرارة حياتى؟

العودة لمواصلة القراءة

Soul أن يكون معنى حياتك.. لحظة..


 

محمد طه أستاذ مساعد الطب النفسي بكلية طب المنيا
التعليقات